الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وهم احتلال غزة.. فقاعة نتنياهو لإثارة المزيد من الجدل والغضب

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

أثارت خطة إسرائيل المعلنة يوم الجمعة الماضي؛ لاحتلال قطاع غزة، موجة انتقادات واسعة النطاق، سواء داخل إسرائيل أو خارجها. فقد اعتبر الفلسطينيون وعدد من القادة الأجانب أن هذه الخطوة ستؤدي إلى إطالة أمد الحرب وتفاقم معاناة المدنيين الفلسطينيين، بينما حذّر اليسار الإسرائيلي من أنها قد تعرّض حياة المحتجزين لدى حركة حماس للخطر. أما اليمين الإسرائيلي، فيرى أن الخطة لن تكون كافية لهزيمة الحركة.

وتزداد حدة الانتقادات في الداخل الإسرائيلي مع بروز تساؤلات جديدة حول تفاصيل العملية، إذ لم يقدم الجيش حتى الآن خطة تكتيكية مكتملة، ولا يوجد أي إعلان رسمي عن مدة الاحتلال المحتملة أو موعد انطلاق العملية، أو حتى كيفية اختلافها عن اجتياح المدينة في الأشهر الأولى من حرب 2023، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

ورغم تكثيف الضربات الإسرائيلية على غزة أمس الأحد وحتى صباح اليوم الاثنين، التي أسفرت عن استشهاد عدد من الصحفيين ونزوح مدنيين من بعض أحياء المدينة، لم يتم حتى الآن استدعاء عشرات الآلاف من قوات الاحتياط اللازمة لتنفيذ عملية واسعة بهذا الحجم. كما لم تصدر أوامر رسمية بإجلاء مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون في المدينة، رغم تهديدات حكومة الاحتلال.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل "لا خيار أمامها" سوى المضي قدمًا في السيطرة على غزة، بحجة أن حماس لم تستسلم بعد. لكنه امتنع عن تقديم أي تفاصيل إضافية بشأن آليات التنفيذ.

تساءل الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنياع في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "ماذا يريد نتنياهو؟ هل يسعى إلى صفقة تبادل أسرى أم لاحتلال غزة؟"، مضيفًا: "لا أفهم ما هو المعنى العسكري لمصطلح السيطرة، ولا أظن أن أحدًا في الجيش يفهم ذلك أيضًا".

ولا يزال الوسطاء يسعون للتوصل إلى اتفاق للهدنة بين إسرائيل وحماس، فيما يرى بعض المسؤولين الإسرائيليين أن إعلان نتنياهو عن عملية كبرى دون تنفيذ فوري قد يكون محاولة للضغط على حماس لتقديم تنازلات أكبر في المفاوضات، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وفي تعليقات لاذعة، قال السفير الإسرائيلي السابق والمحلل السياسي ألون بينكاس إن "الفكرة الوحيدة الملموسة هي إطالة أمد الحرب"، مشيرًا إلى أن الحرب منذ بدايتها افتقرت إلى أهداف سياسية واضحة تتماشى مع العمليات العسكرية، وأن "غياب الرؤية السياسية لما بعد الحرب" يتجلى الآن بأشد صوره خطورة.

حتى أوساط اليمين المتشدد انتقدت الخطة، معتبرة أنها تفتقر للحسم، إذ كتب هليل بيتون روزين في موقع القناة 14 اليمينية المتطرفة أن "الخطة ليست سوى تكرار للماضي، ويجب ألا نتوقف حتى النصر الكامل".

وبين غموض في الرؤية العسكرية وانقسام سياسي داخلي وضغوط دولية متزايدة، ترى الصحيفة الأمريكية، أن خطة احتلال غزة تبقى موضع جدل عاصف، بينما يستمر النزيف الإنساني في القطاع وسط غياب أفق واضح لإنهاء الحرب.