الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من نيويورك 2015 إلى ألاسكا 2025.. ترامب وبوتين يبحثان عن نهاية دافئة على أرض باردة

  • مشاركة :
post-title
لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين 2017

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن لقاء تاريخي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ولاية ألاسكا يوم الجمعة 15 أغسطس، في إطار جهوده لتحقيق اتفاق سلام وإنهاء الحرب الأوكرانية التي استمرت لأكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، في حين جاء هذا الإعلان، بحسب صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، بعد ساعات من حديث ترامب عن تبادل إقليمي محتمل بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كجزء من صفقة السلام.

السياق التاريخي

كتب ترامب على منصة "تروث سوشال" الخاصة به قائلًا: "اللقاء المنتظر بشدة بيني كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، والرئيس فلاديمير بوتين لروسيا، سيُعقد الجمعة المقبل 15 أغسطس 2025 في ولاية ألاسكا العظيمة"، مضيفًا أن مزيدًا من التفاصيل ستتبع لاحقًا، وفقًا لـ"ذا تليجراف".

وسيكون هذا أول لقاء لبوتين على الأراضي الأمريكية منذ لقائه بالرئيس السابق باراك أوباما في قمة الأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر 2015.

كان ترامب وبوتين قد التقيا آخر مرة وجهًا لوجه في عام 2019 خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان، أثناء ولاية ترامب الأولى، وقد تحدثا هاتفيًا عدة مرات منذ يناير الماضي.

أما آخر لقاء لبوتين مع رئيس أمريكي في منصبه فكان عام 2012 عندما التقى بجو بايدن في جنيف، بحسب ما أشارت الصحيفة.

أسباب اختيار ألاسكا

شكل اختيار موقع القمة تحديًا كبيرًا بسبب مذكرة الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية ضد بوتين، حيث تضم المحكمة 125 دولة عضوًا مطالبة بتوقيف الرئيس الروسي في حال دخل أراضيها.

لكن الولايات المتحدة لا تعترف بولاية المحكمة الجنائية الدولية، بل إن ترامب فرض عقوبات على المحكمة بعد انتخابه بسبب مذكرة اعتقال أصدرتها ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق "ذا تليجراف".

تقع ألاسكا على مسافة 88 كيلومترًا تقريبًا من روسيا عبر مضيق بيرنج، بينما تقع بعض الجزر الصغيرة على مسافة أقرب حتى.

وقد اتُّهمت منغوليا العام الماضي بعدم الامتثال لمذكرة الاعتقال ضد بوتين عندما زار عاصمتها أولان باتور، مما يُظهر التعقيدات الدبلوماسية المحيطة بتحركات الرئيس الروسي.

أهداف القمة

جاء إعلان الجمعة في نفس اليوم الذي انتهت فيه المهلة النهائية التي فرضها ترامب على بوتين للموافقة على وقف إطلاق النار أو مواجهة عقوبات جديدة.

وسرعان ما أكد مساعد الرئيس الروسي اللقاء المقرر في 15 أغسطس في ولاية ألاسكا الأمريكية، بينما أوضح الكرملين أن "روسيا والولايات المتحدة جارتان قريبتان، ولذلك من المنطقي أن يُعقد اللقاء بين الرئيسين بوتين وترامب في ألاسكا".

وحدد الكرملين أهداف القمة بالقول إن "بوتين وترامب سيركزان خلال اللقاء على مناقشة الخيارات لتحقيق تسوية طويلة الأمد للأزمة الأوكرانية"، مشيرًا إلى أن "موسكو تنتظر عقد اللقاء المقبل بين بوتين وترامب بعد ألاسكا في روسيا"، مما يشير إلى خطط لمحادثات مستمرة بين القوتين العظميين.

أشارت مصادر في البيت الأبيض، نقلتها عدة نوافذ إعلامية يوم الخميس، إلى أن الزعيم الروسي سيتعين عليه الموافقة أيضًا على لقاء نظيره الأوكراني لكي تمضي المحادثات مع ترامب قدمًا، إلا أن ترامب تراجع لاحقًا عن هذا التعهد، وأعلن أنه سيلتقي ببوتين دون زيلينسكي، متخليًا عن الوعد السابق بإجراء محادثات سلام ثلاثية فقط.

شروط السلام

كشف ترامب في البيت الأبيض، قبل الإعلان عن الموقع، عن توقعاته بشأن التسوية، قائلًا: "تنظرون إلى أراضٍ تم القتال عليها لثلاث سنوات ونصف... مات الكثير من الروس. إنه معقد، في الواقع ليس شيئًا سهلًا، إنه معقد جدًا. لكننا سنستعيد بعضًا منها، سنحصل على بعض التبديل، سيكون هناك تبادل للأراضي لصالح الطرفين".

وبحسب مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين أطلعوا صحيفة "وول ستريت جورنال" عليها، أخبر بوتين المندوبين الأمريكيين، بما في ذلك المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، هذا الأسبوع، أنه سيوافق على وقف إطلاق النار فقط إذا سلمت كييف منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.

وكانت مقترحات ترامب الأولية للسلام، في وقت سابق من هذا العام، تتضمن عرض الولايات المتحدة اعترافًا رسميًا بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم واعترافًا فعليًا ضمنيًا بالأراضي المحتلة الأخرى.

البدائل المرفوضة

ذكرت شبكة "فوكس نيوز" أن سويسرا وإيطاليا وتركيا والإمارات العربية المتحدة كانت وجهات محتملة سابقة للقمة بين ترامب وبوتين.

كما عرض ألكسندر لوكاشينكو استضافة محادثات مستقبلية، بما في ذلك لقاء ثلاثي بين ترامب وبوتين وزيلينسكي.

وبحسب مجلة "تايم"، حافظ الرئيس البيلاروسي على اتصال مع إدارة ترامب منذ بداية العام، مما أوجد قناة خلفية للكرملين عبر مينسك.

أشارت تقارير في إيطاليا إلى أن ترامب تواصل مع جيورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية، للاستفسار عن استضافة اللقاء، وكان زيلينسكي مؤيدًا لهذا الخيار بعد أن شهد الفاتيكان محادثات أدت لمصالحته مع ترامب، إلا أن بوتين رفض هذا الخيار فورًا لأنه "يعتبر إيطاليا دولة متحالفة مع أوكرانيا أكثر من اللازم"، وفق صحيفة "كورييرى ديلا سيرا" الإيطالية.