الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اتفاق الكبار.. قمة ألاسكا هدية ترامب الجديدة لروسيا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

عندما التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في القصر الرئاسي بهلسنكي عام 2018، كان الجو متوترًا للغاية، فوقتها، كان على الزعيمين التعامل مع الحرب الأهلية في سوريا، ومزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016.

هذه المرة، وفي القمة المنتظرة في 15 أغسطس بألاسكا، سوف يناقش الرئيسان الأزمة الروسية الأوكرانية، الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ عام 1945، وذلك على عكس التوقعات والأمنيات التي ملأت القارة العجوز؛ بعد أن ظن الجميع أن نوبات ترامب الغاضبة تجاه الرئيس الروسي ستؤدي بأمريكا إلى خنق إيرادات الكرملين بفرض عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي.

وبدلًا من أن يكون الجمعة هو اليوم الأخير، من بين العديد من المواعيد النهائية، لفرض ما وصفه حلفاء ترامب بـ"عقوبات تكسير العظام"بالنسبة لموسكو؛ تلقى بوتين هدية أخرى من ترامب، وهي قمة ثنائية دون حضور أي طرف آخر.

وتلفت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية إلى أن الاتفاق على عقد القمة هو النتيجة العلنية الوحيدة للمحادثات بين بوتين والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في الكرملين يوم الأربعاء.

ورغم أنه في البداية، قال ترامب إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجب أن يكون حاضرًا أيضًا، نظرًا لأن مستقبل بلاده سيكون الموضوع الرئيسي للمناقشة، لكن في غضون 24 ساعة، تم التخلي عن هذا الشرط، وبدا أن مصير أوكرانيا مطروح على الطاولة دون السماح لأي أوكراني بالتدخل.

مبادئ بسيطة

تلفت "ذا تليجراف" إلى أنه "في التعامل مع بوتين، يبدو أن جميع قواعد "فن إبرام الصفقات" لدى ترامب قد تبخرت"، حيث لم يُحدد ترامب ثمنًا للقمة، ولم يحصل على أي مقابل.

أما بوتين، فربما يرى أن النتيجة المثالية للحرب ستكون تكرارًا لمؤتمر يالطا في فبراير 1945، عندما ضمن ستالين موافقة فرانكلين روزفلت وونستون تشرشل على الهيمنة السوفيتية على أوروبا الوسطى، وبالمثل، يسعى بوتين إلى كسب موافقة ترامب على الهيمنة الروسية على أوكرانيا.

وترى الصحيفة أن الزعيم الروسي "يعتقد أن أفضل فرصه تكمن في التعامل مع الرئيس الأمريكي على قدم المساواة، كقوة عظمى لأخرى، وحل المشكلات من خلال تقرير مصير دولة أصغر، التي يجب أن تلتزم ببساطة بما يتفق عليه الكبار".

ولأن بوتين يرى أن أوكرانيا "لعبة عاجزة في يد التحالف الغربي"، الذي يقصد به الولايات المتحدة، فلا يمكن حل مثل هذه الحرب إلا من خلال التعامل مباشرة مع زعيم الغرب "وكلما كان أقل تدخلًا من جانب الأوكرانيين "المذهولين" مثل زيلينسكي، كان ذلك أفضل".

وتفترض الصحيفة أن "الرئيس الروسي سيرغب في الالتزام ببعض المبادئ البسيطة"، خلال القمة التي لم تتكرر منذ هلسنكي.

أهم القواعد ألا يكون في الغرفة سواه وترامب، ومترجم واحد، لأن بإمكان أي مسؤول أمريكي حاضر أن يُقنع ترامب بالتراجع عن أي اتفاق قد يُعقد، يرى بوتين أن أمريكا تخضع لسيطرة "دولة عميقة" معادية لروسيا، مُكرسة لتقويض رئيسها وإرباكه، ومواصلة حملتها الشرسة ضد الوطن الأم.

وتشير "ذا تليجراف" إلى أن بوتين حقق ذلك بالضبط في هلسنكي عندما أمضى ساعتين منفردين مع ترامب، باستثناء مترجم روسي واحد، قبل أن ينضم الزعيمان إلى مساعديهما في غداء عمل. وقتها، يبدو أن ترامب قد وافق على سحب القوات الأمريكية من شرق سوريا، حيث كانت تدعم القوات الكردية ضد إرهابيي تنظيم "داعش".

بالنسبة لبوتين، يُعدّ إخراج القوات الأمريكية من أي مكان انتصارًا لروسيا، لكن بمجرد عودته إلى واشنطن، سارع ترامب إلى عكس هذا القرار، الأمر الذي عزز شكوك بوتين بشأن "القوة الخبيثة" التي تتمتع بها الدولة العميقة في الولايات المتحدة، ويبدو أن ترامب نفسه يتقاسم هذا الشك.

مشكلات صغيرة

تشير الصحيفة البريطانية إلى أنه إذا كانت رغبة بوتين الأولى هي التحدث مع ترامب على انفراد، فقد تكون الثانية هي منحه مكاسب وحوافز "لهذا، سيلجأ بوتين إلى كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي والمصرفي السابق في جولدمان ساكس الذي درس في جامعة هارفارد".

تضيف: "دميترييف متخصص في إغراء الأمريكيين، مثل ويتكوف، بمخططات ضخمة لتطوير الموارد الطبيعية في روسيا واستغلال معادنها الحيوية، التي من شأنها أن تنتج ثروات كافية لتغطية واشنطن بالذهب إذا تم التخلص فقط من "مشكلات صغيرة"، مثل أوكرانيا وأمن أوروبا".

لذلك، من المرجّح أن يصل بوتين إلى القمة وهو يحمل "خططًا عظيمة" لتعاون أمريكا وروسيا، وسوف يقدم أوكرانيا باعتبارها "عقبة مزعجة" أمام الهدف الجذاب الذي يتمثل في دفن الولايات المتحدة وروسيا خلافاتهما والازدهار معا.

وتلفت "ذا تليجراف" إلى أنه "ربما آن لروسيا وأمريكا أن تبدآن عصرًا جديدًا من التعاون من خلال فرض هذه الخطة بلا رحمة على أوكرانيا، وفرضها على زيلينسكي، ربما حرفيًا".