الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اتفاق أمريكي روسي لتعزيز مكاسب بوتين في أوكرانيا.. هل يتنازل زيلينسكي عن أراضيه؟

  • مشاركة :
post-title
الرؤساء الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

قُبَيل اللقاء المرتقب بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، كشفت وكالة "بلومبرج" أن واشنطن وموسكو تسعيان للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا من شأنه أن يضمن استمرار سيطرة روسيا على الأراضي التي استولت عليها خلال الحرب، بحسب أشخاص مطلعين.

ونقل التقرير أن مسؤولين أمريكيين وروسًا يعملون على التوصل إلى اتفاق بشأن الأراضي، قبيل انعقاد القمة المُقررة بين الرئيسين في وقتٍ مُبكر من الأسبوع المُقبل.

وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة تسعى للحصول على موافقة أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين على الاتفاق، وهو أمرٌ غير مؤكد.

ويهدف الاتفاق إلى تجميد الحرب وتمهيد الطريق لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات فنية بشأن تسوية سلمية نهائية، وفقًا للمصادر.

وكانت الولايات المتحدة ضغطت سابقًا على روسيا للموافقة أولًا على وقف إطلاق نار غير مشروط لإفساح المجال أمام مفاوضات لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع.

جنود أوكرانيون يطلقون النار على مواقع روسية في منطقة دونيتسك
طلبات بوتين

حسب "بلومبرج"، يُطالب بوتين أوكرانيا بالتنازل عن كامل منطقة دونباس الشرقية لروسيا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

وحسب الاتفاق المزمع التوصل إليه، يتطلب هذا من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن يأمر بانسحاب قواته من أجزاء من منطقتي لوجانسك ودونيتسك التي لا تزال تحت سيطرة كييف، ما يمنح روسيا نصرًا لم يتمكن جيشها من تحقيقه عسكريًا منذ بدء عمليته العسكرية في فبراير 2022.

وفي حال إتمام الاتفاق، ستمثل هذه النتيجة فوزًا كبيرًا للرئيس الروسي، الذي سعى طويلًا إلى مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن شروط إنهاء الحرب التي بدأها، مُهمِّشًا أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين.

ووفق التقرير: "يُخاطر زيلينسكي بقبول صفقة (خذها أو اتركها) لقبول خسارة الأراضي الأوكرانية، بينما تخشى أوروبا أن تُترك لمراقبة وقف إطلاق النار بينما يُعيد بوتين بناء قواته".

وبموجب شروط الاتفاق الذي يناقشه المسؤولون من الطرفين، ستوقف روسيا هجومها في منطقتي خيرسون وزابوريجيا في أوكرانيا على طول خطوط القتال الحالية، وفقًا للمصادر.

لكن من غير الواضح ما إذا كانت موسكو مستعدة للتخلي عن أي أرض تحتلها حاليًا، بما في ذلك محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وهي الأكبر في أوروبا.

ونقل التقرير عن مصدرين أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان بوتين سيوافق على المشاركة في اجتماع ثلاثي مع ترامب وزيلينسكي الأسبوع المقبل، حتى لو كان توصل بالفعل إلى اتفاق مع الرئيس الأمريكي.

وصرح الزعيم الروسي للصحفيين، الخميس، بأنه لا يمانع في لقاء زيلينسكي في ظل الظروف المناسبة، مع أنه أكد أنها غير موجودة حاليًا.

فرق الطوارئ الأوكرانية في موقع هجوم روسي في كييف
السيطرة الروسية

الجمعة، أجرى الرئيس الروسي مكالمات هاتفية مع نظيره الصيني شي جين بينج ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وكذلك مع زعماء جنوب إفريقيا وأوزبكستان وكازاخستان وبيلاروسيا، لمشاركة تفاصيل اجتماعه في 6 أغسطس مع مبعوث ترامب ستيف ويتكوف في موسكو، بحسب الكرملين.

وكان ترامب، الذي تعهد بعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي بحل سريع لأسوأ صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، أعرب عن إحباطه المتزايد من رفض بوتين الموافقة على وقف إطلاق النار.

وأجرى الزعيمان ست مكالمات هاتفية منذ فبراير، والتقى ويتكوف ببوتين خمس مرات في روسيا؛ لمحاولة التوسط في اتفاق.

لكن مرارًا وتكرارًا، أصر بوتين على أن أهداف حربه لا تزال ثابتة، وتشمل هذه الأهداف مطالبة كييف بقبول وضع الحياد والتخلي عن طموحها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وقبول خسارة شبه جزيرة القرم والمناطق الأربع الأخرى في شرق وجنوب أوكرانيا لصالح روسيا.

وتخضع أجزاء من دونيتسك ولوجانسك للسيطرة الروسية منذ عام 2014، عندما حرّض الكرملين على الانفصال بعد وقت قصير من عملية الاستيلاء على شبه جزيرة القرم.

وبعد إعلانه ضمها في سبتمبر 2022، أعلن بوتين أن المناطق الأوكرانية الأربع "جزء أبدي من روسيا"، رغم أن قواته لم تسيطر بالكامل على تلك المناطق. في المقابل، لا يمكن لأوكرانيا دستوريًا التنازل عن هذه الأراضي، وقالت إنها لن تعترف بالاحتلال الروسي وضم أراضيها.