الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من "تاكو" إلى "واكو".. العالم يتراجع أمام رسوم ترامب الجمركية

  • مشاركة :
post-title
اعترض ترامب على لقب "تاكو" وعندما سُئل عنه وصف السؤال بأنه "بغيض"

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

مساء الخميس بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": إنه منتصف الليل.. مليارات الدولارات من الرسوم الجمركية تتدفق الآن إلى الولايات المتحدة الأمريكية".

في الساعات التي تلت ذلك، دخلت موجة جديدة من الرسوم الجمركية "المتبادلة" حيز التنفيذ، عقابًا للدول التي لم تُبرم بعدُ اتفاقية تجارية أو تذعن لمطالب البيت الأبيض. 

ومن بين الدول المُدرَجَة على قائمة الإدارة الأمريكية للدول المشاغبة: الهند المصممة على استيراد النفط الروسي، والبرازيل التي تحاكم حليف ترامب الرئيس السابق جايير بولسونارو، وكندا التي وجهت إليها واشنطن اللوم بسبب الفنتانيل، وسويسرا التي لا يزال سبب استهدافها من قِبل إدارة ترامب غير واضح.

في الوقت نفسه، تباينت أداء الأسهم الأمريكية صباح الخميس، وكان رد الفعل مختلفًا تمامًا عن حالة الذعر التي سادت السوق في أعقاب إعلان ترامب "يوم التحرير" في الثاني من أبريل، والذي كان إعلانًا مفاجئًا، شهدت في أعقابه الأسواق اضطرابات، ثم بذل أعضاء حكومته جهودًا منسقة لتخفيف وطأة الأزمة، ما أدى إلى تحديد مواعيد نهائية جديدة للمفاوضات.

"تاكو" و"واكو"

يشير تقرير لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية إلى التساؤل المطروح في واشنطن مع توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية، حول مدى جدوى أن يُؤتي نهج ترامب ثماره، في وقت يسارع البيت الأبيض إلى إبراز ما يراه قاطنه بأنه "النجاح الكبير".

وتلفت الصحيفة إلى أنه بسبب تأخير فرض الرسوم الجمركية وفرض مواعيد نهائية جديدة "أُطلق على الرئيس لقب "تاكو" (Taco)، أي "ترامب دائمًا يتراجع" (Trump Always Chickens Out)، لكن الآن يبدو أن بقية العالم هو من يتراجع ويستسلم"، أمّا ترامب فاعترض على اللقب، وعندما سُئل عنه، وصف السؤال بأنه "بغيض".

في حديثه لقناة "فوكس نيوز"، صرّح وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، بأن بلاده قد تُحقق قريبًا ما يصل إلى 50 مليار دولار شهريًا من عائدات الرسوم الجمركية.

وفي حديثه خلال فعالية "بريتبارت" في العاصمة، الأسبوع الماضي، قال وزير الخزانة سكوت بيسنت للحضور بأنه يعتقد أن الوضع تغير خلال الأشهر التي تلت الإعلان الأول.

وفي معرض حديثه عن مفاوضاته الأخيرة مع الصين، قال: "قلتُ للتو إن العالم معنا الآن، لأنه لفترة من الوقت، بدا وكأن الولايات المتحدة كانت وحيدة في مواجهة العالم في أبريل ومايو.. والآن، بعد أن أبرمنا اتفاقيات مع كبار شركائنا التجاريين، أصبح لدينا نفوذ أكبر بكثير".

وأضاف: "كما تعلمون، لا أحد يُولِّد نفوذًا مثل الرئيس".

ويأتي ذلك بعد أن قامت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بإلغاء اتفاقية تجارية بفرض رسوم جمركية بنسبة 15%، ما أدى إلى استياء واسع النطاق من الدول الأعضاء.

حاليًا، يرى روبرت أرمسترونج، صحفي "فايننشال تايمز" الذي صاغ لقب "تاكو" لـ BBC، أن هذا الاسم قد لا يكون مناسبًا بعد الآن، وصرح: "العالم دائمًا يتراجع.. قد يكون "واكو" (Waco) / World Always Chickens Out، هو الاختصار الذي نبحث عنه".

التحول الكبير

تنقل "ذا تايمز" عن أرمسترونج قوله: "كانت فكرة (تاكو) هي أن ترامب لم يكن يهتم كثيرًا بالرسوم الجمركية، وبالتالي عندما واجه ضغوطًا سياسية أو اقتصادية كان يتراجع".

يضيف: "ما أذهلني -وأعتقد أن هذا ما يمكن أن القول إنني كنت مخطئًا فيه تمامًا- أنه حتى وقت قريب جدًا لم يكن هناك سوى القليل جدًا من الضغوط الاقتصادية أو السياسية.. تراجعت الشركات والمملكة المتحدة وأوروبا واليابان نوعًا ما".

كان هذا هو التحول الكبير، لم ينشأ السيناريو الكابوسي لحرب تجارية متعددة الأقطاب مع ارتفاع الرسوم الجمركية في كل مكان، وباستثناء الصين وكندا لم يستجب أي طرف تقريبًا برسوم جمركية انتقامية، بل ومنح الاتحاد الأوروبي، على الرغم من استياء فرنسا، البيت الأبيض كل ما كان يتمناه تقريبًا.

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن هذا لا يعني أن الأمور تسير على ما يرام، أو أن ترامب تجاوز الأزمة بعد "فمن المرجح أن يدفع المستهلكون الأمريكيون ثمنًا باهظًا".

توضح: "رغم كل الحديث عن مليارات الدولارات المستوردة، سيدفع المستهلكون الأمريكيون الرسوم الجمركية.. ورغم وجود ارتياح في الأسواق، إلا أنه لا توجد حتى الآن مؤشرات على مدى تأثيرها على التضخم".

ونقل التقرير عن أورين كاس، رئيس مركز أبحاث "أمريكان كومباس" -وهو أحد مهندسي التعريفات الجمركية- إن هذه السياسة سوف تؤدي إلى تأثيرات على المستهلكين والأسعار، لكنه زعم أن هذا يستحق العناء من أجل الهدف الطويل الأجل المتمثل في إعادة التصنيع وإعادة الوظائف إلى الولايات المتحدة.