بعد أربعة أشهر من المفاوضات الصعبة، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي من تجنب حرب تجارية كانت ستندلع عبر المحيط الأطلسي، وتوصّل الجانبان إلى صفقة تجارية تحصل بموجبها واشنطن على تعريفة جمركية تبلغ 15% على جميع السلع تقريبًا.
وقبل اجتماع ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، كانت مؤشرات التوصل إلى اتفاق بين الطرفين بعيدة للغاية، حيث استخدم ترامب لهجة صارمة أمام الكاميرات، وأعلن أنه ملتزم بالموعد النهائي الذي حدده في الأول من أغسطس لفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الاتحاد الأوروبي.
صفقة أفضل
وكشف ترامب، بحسب شبكة "إن بي سي نيوز"، أنه يعلم نية القادة الأوروبيين، وأنهم يبحثون عن صفقة أفضل مع الولايات المتحدة، وهدد بأنه لن يقبل بمعدل تعريفة جمركية أقل من 15% للاتحاد الأوروبي، وأنه سيواجه أي عواقب قد تأتي من الجانب الأوروبي بفرض مزيد من الرسوم الجمركية.
وكعادته دائمًا، بعدما ألقى ترامب القنبلة في وجه الكاميرات، عاد في النهاية ليؤكد أنهم - أي الأوروبيين - لديهم فرصة جيدة لحل المشكلة خلال الاجتماع مع رئيسة الاتحاد الأوروبي، التي وصفها بأنها قامت بعمل رائع لهم فقط، ولكن ليس للأمريكيين، مشيرًا إلى تطلعه لإجراء الاجتماع معها من أجل التوصل لحل.
المنتجات الأمريكية
وبعد انتهاء الاجتماع، أعلن الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي توصّلا إلى اتفاق من شأنه فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم السلع، وبموجبه سيشتري الاتحاد الأوروبي ما قيمته 750 مليار دولار من الطاقة من الولايات المتحدة، ويستثمر 600 مليار دولار في أمريكا.
كما اتفق الجانبان على أن دول الاتحاد الأوروبي ستشتري كمية هائلة من المعدات العسكرية الأمريكية، ويرى ترامب أن الاتفاق أدى إلى فتح أسواق جميع الدول الأوروبية أمام المنتجات الأمريكية، التي كانت مغلقة أمامها من قبل، أما الرسوم الجمركية البالغة 50% على الصلب فستبقى كما هي.
صفقة مرضية
من جانبها، ترى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن الاتفاق سيحقق الاستقرار، ووصفت اللقاء مع ترامب بأنه صعب للغاية، وكانا متباعدَين تمامًا، ولكن في النهاية حصلوا على صفقة مرضية، مؤكدة أن الرسوم الجمركية البالغة 15% لن تُضاف إلى أي رسوم جمركية أخرى مُطبقة حاليًا.
واتفق الطرفان على تطبيق إعفاء تام من الرسوم الجمركية على عدد من فئات الواردات، مثل جميع الطائرات ومكوناتها، وبعض المواد الكيميائية، والأدوية، ومعدات أشباه الموصلات، وبعض المنتجات الزراعية، وشراء منتجات طاقة بقيمة 250 مليار دولار سنويًا على مدى ثلاث سنوات.
ومن هذا المنطلق، ستستبدل أوروبا الغاز والنفط الروسيين بمشتريات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال والنفط والوقود النووي الأمريكي، على حد قولها، ولكنها في الوقت نفسه أكدت أن نسبة الـ 15% تمثل تحديًا كبيرًا لكثيرين، لكنها في النهاية ستمنح الجانب الأطلسي إمكانية الوصول إلى السوق الأمريكية.