روت شارون هاليفي، زوجة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق هرتسي هاليفي، تفاصيل اللحظات الأولى في أعقاب هجوم 7 أكتوبر 2023، وانعكاس ذلك على حياة زوجها، الذي أخبرها صباح ذلك اليوم، قبل مغادرته المنزل على عجل للمشاركة في إدارة رد الجيش الإسرائيلي، أنه سيتم "تدمير غزة".
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من بودكاست عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إذ روت شارون هاليفي تفاصيل ذلك الصباح، قائلة: "عندما غادر هرتسي المنزل أدركتُ أنها حرب، لم نكن قد استوعبنا ما حدث بعد، ولم نشغل التلفاز لأنه كان يوم عطلة، غادر مبكرًا جدًا، قبل السابعة صباحًا بكثير، قبّلني أنا والأطفال على عجل، وأخذ معه التيفيلين"، وهي كلمة عبرية تُطلق على مجموعة من الأدوات الدينية اليهودية، تُستخدم أثناء الصلاة الصباحية لدى اليهود المتدينين، وخاصة الرجال.
وأضافت: "عندما كان يأخذ التيفيلين في مناسبات مماثلة، كان قلبي يخفق بشدة، وكنتُ أعلم أنه ذاهب إلى مهمة خطرة، قبّل المزوزة (هي مصطلح ديني يهودي يُطلق على لفافة صغيرة من (الرق) مكتوب عليها آيات من التوراة، وتُثبت داخل غلاف صغير يعلق على عتبة أبواب المنازل أو الغرف من الجهة اليمنى عند الدخول) وقال لي: ستُدمر غزة".
وتابعت: "شعرت برعب حقيقي عندما نطق بتلك الجملة، لأنني كنتُ أعلم أنها حقيقية، وأن الأمور ستخرج عن السيطرة"، وأضافت أن الاتصال بينهما انقطع تقريبًا بعد مغادرته ثم تحدث إليّها مرة واحدة فقط مساء السبت، وباختصار شديد لم يكن هو، كان شخصًا آخر.
استطردت: "قلتُ لأولادي: لا تشاهدوا أي فيديوهات، وأنا أيضًا لم أشاهد، يمكنكم عدّ الفيديوهات التي شاهدتها على أصابع اليد"، متابعة: "في الساعة الخامسة مساءً من نفس اليوم، كان الأولاد لا يزالون يلعبون كرة السلة في فناء المنزل، وكنتُ أراقبهم دون أن أفهم حقيقة ما يحدث، رأيت مشاهد في سديروت ظننتها مزيفة، ولكن عندما أدركنا أن هناك رهائن، فهمتُ أن الوضع خطير للغاية".
وتحدثت شارون حول أول أيام بدء الحرب، قائلة: "في العاشر من أكتوبر، بكيتُ بشدة، فقدتُ صوابي أخيرًا، شعرت بذعر هائل، كنتُ مرعوبة لأنني لم أكن أعرف ما حدث، ولا ما الذي كان يحدث مع هرتسي، ولا ما الذي كان يعرفه هو بدوره".
وختمت حديثها بالتأكيد على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق رسمية لكشف تفاصيل ما جرى يوم 7 أكتوبر وما تلاه من تطورات عسكرية وأمنية.