الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الجنوبية تفككها والشمالية تصيّنها.. رسالة السلام عبر مكبرات الصوت الكورية

  • مشاركة :
post-title
جنود يُفككون مكبرات صوت دعائية موجهة ضد كوريا الشمالية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في خطوة وُصفت بأنها الأكثر وضوحًا حتى الآن ضمن مساعي الرئيس لي جاي ميونج لخفض التوتر وإحياء آفاق الحوار بين الكوريتين، بدأت القوات الكورية الجنوبية، تفكيك مكبرات الصوت الدعائية العملاقة المثبتة على طول الحدود مع الجارة الشمالية.

انتقادات حادة من كيم

جاءت الخطوة رغم الانتقاد الحاد من كيم يو جونج، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والفاعلة البارزة في السياسة الشمالية، التي اعتبرت في تصريحات سابقة أن مبادرات سول "مجرد كلمات عاطفية" وأكدت أن بيونج يانج غير مهتمة بالمصالحة.

ووفق بيان وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، فإن تفكيك المعدات سيستغرق نحو أسبوع، ويشمل 20 موقعًا على طول الحدود الممتدة 250 كيلومترًا. وأكد المتحدث باسم الوزارة، العقيد لي كيونج هو، أن الخطوة لم تُنسق مسبقًا مع كوريا الشمالية.

وقال العقيد لي سونج جون، المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية: "كوريا الشمالية تجري أعمال صيانة لمكبرات صوتها، لكن لا توجد مؤشرات على أنها بصدد تفكيكها. ولم تُسجل أي تحركات غير عادية للجيش الشمالي حتى الآن".

أجواء ودية

يرى يانج مو جين، رئيس جامعة دراسات كوريا الشمالية، أن الخطوة تمثل إشارة قوية على نية سول خفض التوتر بشكل لا رجعة فيه، معتبرًا أنها تمثل "خطوة استباقية بعيدة المدى لتهيئة أجواء ودية قبل أي استئناف محتمل للحوار".

وأشار "يانج" إلى أن الخطوات المقبلة تشمل تعليق المناورات بالذخيرة الحية قرب الحدود أو إحياء اتفاق 2018 العسكري بين الكوريتين، الذي كان قد انهار العام الماضي بعد تصاعد التوترات.

هذا الاتفاق كان قد تضمن إزالة مكبرات الصوت، وإنشاء مناطق عازلة برية وبحرية وجوية، وحظر المناورات العسكرية قرب المنطقة منزوعة السلاح، إضافة إلى منع الأعمال العدائية مثل إطلاق البالونات الدعائية.

انهيار الاتفاقيات السابقة

بدأت بنود الاتفاق بالتفكك في نوفمبر 2023، بعد أن ألغت المحكمة الدستورية في الجنوب حظر إرسال البالونات الدعائية. كما استأنفت إدارة الرئيس السابق يون سوك يول طلعات الاستطلاع عقب إطلاق بيونج يانج قمرًا صناعيًا عسكريًا. وردّت كوريا الشمالية حينها بحملات إذاعية وضخ موجات من البالونات المليئة بالقمامة عبر الحدود، ما اعتبرته سول حربًا نفسية استفزازية.

وفي يونيو الماضي، أعادت سول تشغيل مكبرات الصوت للمرة الأولى منذ ست سنوات ردًا على حملة البالونات الشمالية.

سياسة مختلفة

منذ توليه منصبه في يونيو الماضي، سعى الرئيس "لي" إلى تهدئة الأوضاع سريعًا، فأوقف البث الدعائي، وحثَّ الجماعات المدنية على التوقف عن إرسال منشورات معادية لبيونج يانج، وأبدى أمله بأن تفتح هذه المبادرات الباب أمام استئناف قنوات الحوار.

وردّت كوريا الشمالية بوقف بثها وإرسال البالونات، لكنها أكدت استمرار رفضها العودة إلى الحوار مع سول، بينما أبقت الباب مفتوحًا أمام محادثات مع الولايات المتحدة بشرط الاعتراف بها كدولة نووية، وهو مطلب ثابت منذ فشل قمة كيم وترامب عام 2019.

ويرى هونج مين، الباحث في معهد كوريا للتوحيد الوطني، أن الشمال يشكك في نوايا سول، خاصة بعد إعلان يون حالة الطوارئ العسكرية لفترة وجيزة في ديسمبر الماضي، في خطوة اتهمه منتقدون بأنها تهدف لاستفزاز رد عسكري شمالي لتبريرها.

وقال هونج إن وزير التوحيد الجديد تشونج دونج يونج يعتزم التوصية للرئيس لي بتقليص المناورات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة هذا العام. لكنه حذر من أن توقيت هذه الاقتراحات قد يكون غير مناسب: "كان من المفترض حسم حجم هذه المناورات قبل أشهر. طرح مثل هذه الأفكار الآن قد يرسل إشارة بانقسام داخلي إلى الشمال".