الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من أجل غزة.. "الشيوخ الأمريكي" يعرقل قرارين لتصدير السلاح لإسرائيل

  • مشاركة :
post-title
الكونجرس الأمريكي

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

شهد مجلس الشيوخ الأمريكي تصويتًا تاريخيًا، إذ أيد عدد قياسي من أعضاء الحزب الديمقراطي، يتجاوز نصف كتلة الحزب، قرارين يهدفان إلى منع صفقات أسلحة لإسرائيل، في مؤشر جديد على تراجع الدعم التقليدي لإسرائيل داخل الكونجرس على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة.

القراران، اللذان قدمهما السيناتور بيرني ساندرز فشلا بعد معارضة جميع الجمهوريين و20 ديمقراطيًا. إذ صوت 27 سيناتورًا لصالح القرار الأول الذي سعى لمنع صفقة أسلحة بقيمة 675 مليون دولار، مقابل 70 صوتًا ضده. أما القرار الثاني، والمتعلق بمنع بيع عشرات الآلاف من البنادق الهجومية الآلية، فحصل على تأييد 24 عضوًا مقابل معارضة 73 آخرين.

وقال ساندرز قبل التصويت: "بغض النظر عما سيحدث الليلة، ستحكم علينا الأجيال القادمة إذا فشلنا في التحرك أمام هذه الفظائع".

وكان هذا التصويت هو الثالث من نوعه الذي ينظمه ساندرز حول الدعم العسكري لإسرائيل، بعد أن حشد 15 سيناتور ديمقراطيًا في أبريل الماضي، و18 سيناتور في نوفمبر 2024.

الديمقراطيون الذين دعموا القرارات شددوا على أن مواقفهم تستهدف سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا إسرائيل ككل. وقالت السيناتور باتي موراي، نائبة رئيس لجنة المخصصات: "حان الوقت لقول كفى لمعاناة الأطفال والعائلات الأبرياء. بصفتي صديقة قديمة لإسرائيل، أصوت بنعم لأبعث رسالة مفادها أن حكومة نتنياهو لا يمكنها الاستمرار في هذه الاستراتيجية".

أما السيناتور جين شاهين، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية، فأكدت أنها ستواصل دعم حق إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها، لكن لا يمكنها التصويت لصالح صفقات أسلحة بينما المأساة الإنسانية في غزة مستمرة".

هذا التحول يعكس نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت تراجع شعبية نتنياهو داخل الولايات المتحدة. فقد أشار استطلاع لـ "جالوب" مطلع يوليو إلى أن 52% من الأمريكيين ينظرون إليه بسلبية، وهو أعلى معدل رفض له منذ عام 1997. كما كشف الاستطلاع عن انقسام حزبي حاد؛ إذ أبدى 67% من الجمهوريين موقفًا إيجابيًا تجاه نتنياهو، مقابل 19% فقط من المستقلين، و9% من الديمقراطيين.

ويتزامن هذا الجدل مع تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الأزمة الإنسانية في غزة، حيث حذر خبراء من أن القطاع يواجه "أسوأ سيناريو مجاعة"، وسط تقارير عن وفيات ناجمة عن الجوع. ورغم سماح إسرائيل مؤخرًا بدخول مزيد من المساعدات، إلا أن صور الأطفال والدمار الواسع جعلت تل أبيب أكثر عزلة على الساحة الدولية، بحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.

وفي هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بلاده ستنضم إلى فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ما لم تتخذ إسرائيل خطوات جادة لإنهاء الحرب، بينما يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإضفاء الطابع الرسمي على هذا الاعتراف خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.

من جانبه، أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع بأن المجاعة تهدد سكان غزة، لكنه لم يلوّح بوقف الدعم العسكري للضغط من أجل وقف إطلاق النار. وتقترح واشنطن حاليًا هدنة مشروطة بإفراج حماس عن 20 رهينة أحياء و30 جثة، إلى جانب توسيع نطاق المساعدات الإنسانية.