انتقدت "مؤسسة غزة الخيرية" اليوم الأربعاء، المقدم السابق في القوات الخاصة الأمريكية أنتوني أجيلار، على خلفية تصريحاته لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، التي كشف خلالها عن إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على مدنيين عُزّل في مواقع توزيع المساعدات، مؤكدًا ارتكابها جرائم حرب.
قال متعاقد أمريكي سابق لدى "مؤسسة غزة الخيرية" في مقابلة تم بثها، الجمعة الماضي، إنه خلال فترة عمله في غزة، رأى جنودًا إسرائيليين ومتعاقدين أمريكيين يستخدمون القوة العشوائية ضد المدنيين في مواقع المساعدات، فيما وصفه بـ"جرائم حرب"، أدت إلى تقديم استقالته من عمله.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، ذكر أجيلار: "شاهدت الجيش الإسرائيلي يطلق النار على حشد من الفلسطينيين، إذ أطلق مدفع رئيسي من دبابة ميركافا على حشد من الناس، ما أدى إلى تدمير سيارة مليئة بالمدنيين الذين كانوا يبتعدون عن الموقع".
ووصف أجيلار، الجندي السابق في القوات الخاصة الأمريكية وموظف الإغاثة في مؤسسة غزة الخيرية، آلية المساعدات التي تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل بأنها "هواة"، قائلاً "سلوك المؤسسة كان غير متمرس وغير مدرب، وليس لديها أي فكرة عن كيفية إجراء عمليات بهذا الحجم".
وذكر: "طوال مسيرتي المهنية، لم أشهد حتى زيارتي لغزة هذا المستوى من الوحشية واستخدام القوة العشوائية وغير الضرورية ضد سكان مدنيين عُزّل جائعين على يد الجيش الإسرائيلي والمتعاقدين الأمريكيين"، وأضاف "تقييمي الأكثر صراحة هو أنهم مجرمون".
وتابع: "من دون أدنى شك، كنت شاهدًا على جرائم حرب باستخدام قذائف المدفعية وقذائف الهاون وإطلاق قذائف الدبابات على المدنيين العزل".
بعد بث المقابلة، شككت منظمة الإغاثة المدعومة من الولايات المتحدة في مصداقية أجيلار، وأصدرت بيانًا قالت فيه إن أجيلار أدلى "بادعاءات كاذبة لا أساس لها في الواقع"، مدعية أنه فُصل من المنظمة رغماً عنه.
ووفقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، زعمت المنظمة إن شهادة أجيلار باستخدام قنابل صوتية وغازًا مسيلًا للدموع وذخائر أخرى غير قاتلة بطريقة أضرت بالمدنيين الذين يطلبون المساعدة، ادعاءٌ باطل.
وادعت أن "القوات الإسرائيلية استخدمت رذاذ الفلفل والدخان وقنابل الصوت لمنع حدوث دهس بين حشود المدنيين الذين يطلبون المساعدة".
وأضافت المنظمة "أنه تم إطلاق طلقات تحذيرية لتفريق الحشود؛ إلا أن هذه الطلقات كانت موجهة إما لأعلى في الهواء أو نحو الساحل - وليس نحو المدنيين الذين يطلبون المساعدة".
ووفقًا للمؤسسة الأمريكية الإسرائيلية، عمل أجيلار كمتعاقد لمدة 27 يومًا فقط قبل فصله في 13 يونيو لسوء السلوك، إذ زعمت أنه لم يؤد المهام الأساسية التي كانت من مسؤوليته، وفي اليوم التالي، طلب من المنظمة إعادة النظر وعرض العمل بأي صفة".
وزعمت المؤسسة: أنه "على الرغم من محاولات أجيلار العديدة لإعادة توظيفه، إلا أن سلوكه منعه من مواصلة العمل في بيئة مُعقدة مثل غزة".
وادعت أن "أجيلار" لم يكن شاهدًا على عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأنه لم يُغادر موقع التوزيع الثابت، ومن هناك، لم يكن ليتمكن من رؤية أيٍّ من أصول الجيش الموجودة خلف السواتر العالية التي تحمي المواقع".