الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بـ1500 هجوم.. حرب روسيا الخفية على دول الناتو

  • مشاركة :
post-title
روسيا تشن 1500 هجوم على دول الناتو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

وثّق مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي (CSIS) في تقرير تفصيلي نجاح تحالف دولي في تعطيل ما وصفه بـ"واحدة من أخطر شبكات الجريمة الإلكترونية الروسية" المعروفة باسم NoName05716.

ويكشف التقرير كيف استطاع تحالف سيبراني واسع أن يوجه ضربة قوية لعمليات الحرب الهجينة التي تقودها موسكو ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو) والدول الداعمة لأوكرانيا، مع التأكيد على أهمية التعاون الدولي المستمر لمواجهة التهديدات المتجددة.

نطاق التهديد

تشكلت مجموعة (NoName05716) مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، وضمت نحو 4000 متطوع، وبدأت هجماتها باستهداف أوكرانيا، ثم توسعت لتشمل الدول الداعمة لها، من بينها الولايات المتحدة وأعضاء في الناتو كألمانيا، التشيك، بولندا، السويد، إسبانيا، وحتى اليابان.

وقد أعلنت المجموعة مسؤوليتها عن أكثر من 1500 هجوم موزع لتعطيل الخدمة DDoS، شملت البنوك ومؤسسات حكومية ومنظمات شاركت في قمة الناتو لعام 2025.

وردًا على تصاعد الهجمات، أطلق اليوروبول عملية أمنية سيبرانية كبرى تحت اسم "إيستوود" بمشاركة 19 دولة، ووكالة الأمن السيبراني الأوروبية (ENISA)، وفرقة J-CAT التابعة للمركز الأوروبي للجرائم الإلكترونية (EC3)، أسفرت العملية عن تعطيل أكثر من 100 خادم تستخدمها المجموعة، وتدمير جزء كبير من بنيتها التحتية، واعتقال شخصين في فرنسا وإسبانيا، وإصدار سبع مذكرات توقيف.

هجمات ضد دول الناتو

وفقًا للتقرير، لا تمثل مجموعة NoName05716 سوى حلقة ضمن شبكة أوسع من المجموعات السيبرانية المؤيدة لروسيا، مثل KillNet وXakNet Team وCyberArmyofRussia_Reborn، وهي كيانات تتظاهر بالاستقلال، بينما تعمل فعليًا ضمن استراتيجية الكرملين الهجينة التي تمزج بين العمل السيبراني، والمعلومات المضللة، وعمليات التجسس وحتى التخريب المادي.

وبحسب شركة الأمن السيبراني "مانديانت"، ارتفعت الهجمات الروسية ضد دول الناتو بنسبة 300% في عام 2022 مقارنة بـ2020، وأفاد الاتحاد الأوروبي بتضاعف الهجمات المرتبطة بروسيا على البنى التحتية الأوروبية بين الربع الأخير من 2023 والأول من 2024.

عملية "إيستوود"

وأشاد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بنموذج J-CAT بوصفه أحد أنجح أشكال التعاون السيبراني الإقليمي، حيث يعمل ضباط من 20 دولة من ضمنها الولايات المتحدة في مقر مشترك في لاهاي لتبادل المعلومات وتحليل التهديدات وقيادة التحقيقات، وقد لعب هذا الفريق دورًا محوريًا في عملية "إيستوود"، ويُعد نموذجًا قابلًا للتكرار في مناطق أخرى.

ويشير التقرير إلى أن موسكو تصعّد استخدام أدوات الحرب الهجينة، بما في ذلك محاولات اغتيال، وتفجيرات، وهجمات إلكترونية منظمة، ويوضح الدكتور سيث جونز، من مركز CSIS، أن الهجمات الهجينة الروسية تضاعفت ثلاث مرات بين عامي 2023 و2024، بعد أن تضاعفت أربع مرات في العام الذي سبقه.

يخلص التقرير الأمريكي إلى أن الرد على التهديدات الروسية يتطلب توسيع نطاق التعاون السيبراني ليشمل دولًا غير أعضاء في J-CAT، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة، بالإضافة إلى شركاء في إفريقيا. ويرى المركز أن الأمن السيبراني لا يمكن معالجته ضمن تحالفات إقليمية فحسب، بل يتطلب شبكة عالمية منسقة تستبق التهديدات وترد عليها بفعالية.