الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اختبار أخلاقي بغزة.. هل ينجح ترامب في إنهاء أكبر كارثة إنسانية بالقرن الـ21؟

  • مشاركة :
post-title
أطفال غزة يتضورون جوعا

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوجود مجاعة فعلية في قطاع غزة جراء العدوان المستمر لجيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي، ليضع نفسه أمام اختبار صعب يتعلق بمدى استعداد الولايات المتحدة للاضطلاع بدور قيادي في مواجهة واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في القرن الواحد والعشرين.

تطرح الأزمة الإنسانية في غزة تساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على لعب دور محوري في مواجهة الأزمات العالمية، في وقت يفضّل فيه ترامب التركيز على القضايا الداخلية. ويرى محللون تحدثوا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن موقفه من غزة قد يشكل نقطة فاصلة في تحديد مدى التزام واشنطن بمسؤولياتها الإنسانية والدبلوماسية على الساحة الدولية.

وجاءت تصريحات "ترامب" أمس الاثنين، خلال مؤتمر صحفي مشترك في إسكتلندا مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ، لتقر بأن مشاهد الأطفال في غزة "تُظهر بوضوح أنهم يبدون جائعين للغاية"، مخالفًا بذلك مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي نفى وجود مجاعة في القطاع.

وقال ترامب: "علينا أن نُطعم الأطفال، فهذه أزمة إنسانية حقيقية لا يمكن إنكارها".

مساعدات غير كافية

ورغم تأكيده على استمرار الدعم الأمريكي، اكتفى ترامب بوعد غامض بإنشاء مواقع جديدة لتوزيع الغذاء في غزة بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، دون توضيح آلية إدخال المساعدات إلى منطقة تعاني دمارًا واسعًا بعد أكثر من عشرين شهرًا من القصف الإسرائيلي.

وأشار إلى أنه سيطلب من نتنياهو ضمان وصول المساعدات، قائلًا: "أريد أن أضمن حصولهم على الغذاء، كل ذرة منه".

وبحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، لقي ما لا يقل عن 56 فلسطينيًا حتفهم جوعًا هذا الشهر وحده، في وقت تؤكد فيه منظمات دولية أن القطاع يواجه "مجاعة حقيقية" بسبب القيود الصارمة المفروضة على دخول الغذاء والدواء والوقود.

اختبار حقيقي

لطالما كانت الأزمات العالمية، وخاصة تلك التي تقع بعيدًا عن الولايات المتحدة، بمثابة اختبار لمدى قدرة الرؤساء الأمريكيين على إظهار قيادة أخلاقية على الساحة العالمية. وكانت الإخفاقات مصدر ندم مؤلمًا.

ففي زيارة لرواندا عام 1998، قال الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون إن الولايات المتحدة وبقية العالم لم يفعلوا ما يكفي لوقف الإبادة الجماعية هناك. وعند مغادرته منصبه، تساءل الرئيس باراك أوباما عن سبب عدم بذل إدارته المزيد من الجهود للتخطيط للفوضى الاجتماعية التي اجتاحت ليبيا بعد مقتل زعيمها معمر القذافي.

والآن، جاء دور ترامب ليُجيب على سؤال ما إذا كانت أمريكا لا تزال تنوي الاضطلاع بدور قيادي بين الدول في مواجهة الآثار الإنسانية للحرب؟.. لذلك سيتعين عليه أن يُقرر ما إذا كان تفضيله للتركيز على المشكلات الداخلية يُبرر تجاهل الصور المُروعة للأطفال اليائسين الذين يموتون في مستشفيات غزة، بحسب "نيويورك تايمز".

ضغوط أوروبية

تأتي تصريحات ترامب بعد سلسلة اجتماعات مع قادة أوروبيين، بينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وقد بدا أن موقف ستارمر الذي عبّر عن "شعور بالاشمئزاز" إزاء مشاهد المعاناة في غزة، أثّر على لهجة ترامب، بحسب "نيويورك تايمز".

وقال "ترامب" إن المساعدات الحالية غير فعّالة، معلنًا عن خطط لإنشاء مراكز لتوزيع الغذاء يمكن للفلسطينيين الوصول إليها بسهولة، دون حواجز أمنية، مضيفًا: "ما يحدث هناك أمر لا يُصدق. علينا أن نتحرك بشكل إنساني قبل أي شيء آخر".

وقبل أسابيع قليلة، وخلال لقائه بنتنياهو في واشنطن، تجنّب ترامب الاعتراف بأزمة الجوع في غزة، مفضلًا التركيز على مواقف حماس وعرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار. كما قلل من أهمية إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الاعتراف بدولة فلسطينية، واصفًا إياه بأنه "تصريح لا قيمة له".

لكن مع تفاقم الأزمة وتزايد الضغوط الأوروبية، بات ترامب يقر علنًا بوجود مجاعة، رغم تمسكه بتحميل حماس مسؤولية عرقلة وصول الغذاء.