تعقد المفوضية الأوروبية، اليوم الاثنين، اجتماعًا طارئًا لبحث إمكانية تعليق مشاركة إسرائيل في جزء من برنامج الاتحاد الأوروبي العلمي الرائد "أفق أوروبا"، وذلك في خطوة تُعد الأولى من نوعها ضد تل أبيب في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
ويأتي هذا التحرك بدعم واضح من إسبانيا وأيرلندا، اللتين طالبتا منذ أكثر من عام باتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل، وسط ضغوط متزايدة داخل الاتحاد الأوروبي لإعادة النظر في اتفاقية الشراكة مع تل أبيب، بحسب صحيفة "معاريف" العبرية.
ورغم عدم التوصل إلى توافق حول هذه الخطوة، خلال اجتماع وزراء الخارجية الأخير في بروكسل منتصف يونيو الماضي، فإن إعادة طرحها للنقاش الرسمي الآن تعكس جدية متنامية في أروقة الاتحاد.
وترتبط المناقشة الحالية بما وصفته تقارير أوروبية بحملة "تجويع واسعة النطاق" في قطاع غزة، والتي تصاعدت في الأيام الأخيرة، ما دفع قيادة الاتحاد الأوروبي إلى التفكير مجددًا في إجراءات عملية ضد إسرائيل.
ومن بين الخيارات المطروحة، استبعاد إسرائيل من برنامج "هورايزون أوروبا"، وهو ما قد يحمل تداعيات رمزية وعملية كبيرة، خصوصًا على الشركات الناشئة الإسرائيلية العاملة في مجالات الابتكار والبحث العلمي.
ويرى مراقبون تحدّثوا إلى الصحيفة العبرية، أن مثل هذا القرار، إذا اتُّخذ، قد يُشكّل سابقة سياسية مهمة ويُلحق ضررًا ملموسًا بصورة إسرائيل الدولية.
في المقابل، حذّرت تل أبيب أعضاء الاتحاد الأوروبي من أن مجرد عقد هذه المناقشة يُعد "ضارًا" في حد ذاته، وقد يُعرقل إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، محذّرة من أن تنفيذ قرار التعليق سيزيد من تعقيد الموقف.
ويُعد برنامج "أفق أوروبا" أضخم برامج الاتحاد الأوروبي للبحث والابتكار للفترة ما بين 2021 و2027، بميزانية تقارب 95.5 مليار يورو، ويدعم الأبحاث في مجالات حيوية، تشمل العلوم والتكنولوجيا والصحة والطاقة والبيئة والمدن الذكية، وقد انضمت إسرائيل كعضو كامل في البرنامج منذ ديسمبر 2021، ما منح مؤسساتها البحثية والشركات الناشئة فرصة التقدّم للحصول على منح ومشاريع ممولة أوروبيًا.