أنتظر عرض مسلسلين والمخرجين لم يظلموني بحصري في شخصيات أصحاب النفوذ
محمود المليجي نصحني باختيار الأدوار وليس الانتشار
يملك الفنان خالد زكي حضورًا فنيًا لا يُشبه سواه، فهو صاحب مسيرة فنية بارزة إذ رسم لنفسه خطًا مميزًا بين جيل الكبار، بفضل أدائه المتزن، وصوته الوقور، وملامحه التي تصلح دائمًا لتجسيد الشخصيات الجادة.
زكي الذي ينتظر خلال أيام تكريمه ضمن مهرجان جرش بالأردن، كشف في تصريحاته مع موقع «القاهرة الإخبارية» عن أعماله الفنية الجديدة، وتطرق إلى رأيه في الأدوار التي يجسدها، وطريقة اختيارها، وشروطه لتجسيدها، واستعاد ذكرياته مع الفنان الراحل محمود المليجي.
تكريم مُنتظر
يؤكد الفنان خالد زكي إن تكريمه ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي بالأردن يحمل طابعًا خاصًا بالنسبة له، مشيرًا إلى أنه يُكرَّم لأول مرة ضمن هذه الفعاليات التي تأتي هذا العام في إطار الدورة الـ39 لمهرجان جرش للثقافة والفنون، وأضاف أن حفل التكريم سيُقام يوم السبت 26 يوليو الجاري، مؤكدًا أنه يشعر بفخر وسعادة غامرة تجاه هذه اللفتة التي تُعد بمثابة تقدير لمسيرته الطويلة، ووجّه الشكر للقائمين على المهرجان، متمنيًا لهم مزيدًا من النجاح والتوفيق.
غياب وحرص في الاختيار
يوضح الفنان المصري أنه لم يبتعد عن الساحة الفنية رغم غيابه اللافت في السنوات الأخيرة، إذ أكد أنه يختار أدواره بعناية شديدة، مشيرًا إلى أنه لا يزال قادرًا على العطاء، ومؤمن بأن الاستمرارية لا تُقاس بعدد الأعمال، بل بقيمتها وتأثيرها.
وكشف عن انتهائه من تصوير مسلسل "وادي النحل"، الذي يشاركه بطولته عدد من النجوم، منهم رانيا يوسف، وفريال يوسف، ولقاء سويدان، وأحمد صفوت، ومحمد جمعة، وميمي جمال. العمل من تأليف خالد الغيطاني وإخراج زياد الوشاحي، ومن المقرر عرضه خلال الفترة المقبلة. أما العمل الثاني فهو مسلسل "مشتهى" مع الفنانة درة، والذي كان من المفترض أن يُعرض في موسم رمضان الماضي، لكنه تأجل، ويتبقى منه حوالي 20 يومًا تصوير.
وتحدّث خالد زكي عن طبيعة الشخصيات التي يُقدّمها في العملين، لافتًا إلى أنه يجسد في كليهما دور رجل أعمال قوي ومسيطر، لكنه يحرص دائمًا على الفصل بين الشخصيات التي تتشابه في ملامحها الظاهرية، قائلًا: "فلكل شخصية تركيبتها النفسية والاجتماعية المختلفة، وهو ما يمنحه مجالًا لتقديم أداء متجدد في كل مرة".
وأشار إلى أن حصر بعض المخرجين له في أدوار الرجل المسيطر أو صاحب النفوذ لا يُزعجه إطلاقًا، بل يرى أن تلك الشخصيات تحمل مساحات كبيرة من التنوع، خاصة إذا كُتبت بعناية. واستعاد في هذا السياق تجربته في فيلم "طباخ الريس"، مؤكدًا أن شخصية رئيس الجمهورية التي قدّمها في الفيلم كانت غنية جدًا ومليئة بالتفاصيل، وهو ما ساعده على تقديمها بشكل مختلف، ولفت إلى أن أدواره في "صاحب السعادة" و"السفارة في العمارة" رغم أنها لشخصيات ذات نفوذ أيضًا، فإنها تختلف كليًا في تركيبتها الدرامية والإنسانية.
وأكد أن هناك شرطين لقبول أي عمل وأن المعيار الأول هو السيناريو، مشددًا على أن النص الجيد هو الأساس لنجاح أي عمل فني، فضلًا عن أن يكون الدور مؤثرًا وله وزنه داخل العمل، وأنه لا يشترط أن يكون كبيرًا في الحجم، بل في تأثيره ضمن السياق الدرامي. كما أوضح أن البطولات الجماعية أصبحت أمرًا مهمًا في الدراما الحديثة، لكنه يشترط أن يكون لكل شخصية حضورها الحقيقي داخل العمل.
استعاد خالد زكي ذكرياته مع أشهر أفلامه حيث عبر عن سعادته الكبيرة بفيلم "طباخ الريس"، الذي لا يزال يُعرض حتى اليوم ويحظى بتفاعل من الجمهور، موضحًا أن سر نجاحه يكمن في الحوار القوي والنص المكتوب بعناية، وقال إن هذه التجربة تحمل له ذكريات خاصة جدًا، وكانت من أبرز المحطات في مسيرته الفنية.
واختتم خالد زكي حديثه باسترجاع نصيحة الفنان الراحل محمود المليجي، الذي قال له في بداياته: "أنا متوسم فيك خير، اختار الأعمال المهمة والمؤثرة، ولا تبحث عن الانتشار". وأكد أنه التقى بالمليجي في 3 أو 4 أعمال وتعلم منه الكثير، وظل متمسكًا بهذه النصيحة طوال مشواره، واضعًا نصب عينيه الجودة لا الكثرة، والتأثير لا الانتشار.