مجد عيد: شخصية البطل "أسامة" مركبة.. ومخيم الوحدات استقبلنا بحفاوة
التصفيق استمر 6 دقائق بعد العرض في "كان".. وبكيت تأثرًا بالموقف
في لحظة سينمائية استثنائية، اختلط فيها وجع الواقع بسحر الحلم، خطفت السينما الفلسطينية الأضواء في قلب مهرجان "كان" السينمائي الدولي في دورته الـ78، بفوز فيلم "كان يا ما كان في غزة" بجائزة أفضل إخراج مناصفة بين المخرجين التوأمين طرزان وعرب ناصر، وذلك ضمن قسم "نظرة ما" (Un Certain Regard)، في تتويج غير مسبوق للسينما الفلسطينية وسط تصفيق حار استمر 6 دقائق كاملة بعد العرض.
من قلب هذا الإنجاز، كشف بطل الفيلم مجد عيد، في حوار خاص مع "القاهرة الإخبارية"، كواليس العمل وتفاصيل رحلته مع شخصية "أسامة"، التي وصفها بـ"المُركَّبة"، وبأنها كانت كفيلة بأن تنقله كممثل إلى مناطق تمثيلية جديدة.
أوضح "عيد": "الشخصية كانت قوية ومركبة، وأي ممثل يحلم بها، وما جذبني إلى الفيلم كان النص، عُرض عليّ عام 2021، وأجسِّد فيه شخصية أسامة، وتم اختياري حين ذهبت لأداء تجربة لفيلم سابق للأخوين ناصر هو (غزة مونامور)، ووقتها رأيا أنني الأنسب لشخصية أسامة.. النص كان ساحرًا، لم أتوقف لحظة عن قراءته، لأن الشخصية مركبة تنقلك من حالة إلى أخرى، وهذا ما يحلم به أي ممثل".
مغامرة فريدة مع توأمين
يتوقف مجد عيد عند تجربة العمل مع طرزان وعرب ناصر، قائلًا: "العمل معهما في حد ذاته مغامرة فريدة، فهما مخرجان توأمان، يشتركان في رؤية عميقة وثقافة سينمائية خاصة.. الفيلم مكتوب منذ 10 سنوات، والتحضير له بدأ في عام 2021، وكان من المفترض تصويره في 2023، لكن اندلاع الحرب أجّل المشروع، وحتى في 2024 واجهنا ظروفًا قاسية، لكننا تمسكنا بالفكرة، رغم أن عائلتهما لا تزال تقطن شمال غزة وتتعرض للقصف".
مخيم الوحدات
عن مواقع التصوير، قال عيد: "صورنا الفيلم في مخيم الوحدات بالأردن، وتحديدًا في عمّان والمخيم، و90% من المشاهد كانت هناك.. لم نواجه أي مضايقات، بل على العكس، كان هناك تعاون كبير من قوات الأمن الأردنية، خاصة في المشاهد التي تطلبت استخدام سلاح، إلى جانب دعم الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، ووجدنا تفاعلًا رائعًا من أهالي المخيم فور علمهم بأن العمل يتحدث عن غزة".
رحلة مليئة بالشغف
وعن التحديات التي واجهها كممثل، قال "عيد": "لم أواجه صعوبات شخصية في التصوير، بل كنت أستمتع وكأنني في مدينة ملاهي.. التحدي الحقيقي كان التأجيل المتكرر للمشروع، لكن الشخصية كانت قوية، وتحمل رسالة إنسانية كبيرة.. الفيلم تدور أحداثه في عام 2007، حول ثلاثة شباب تجمعهم الصداقة، وفي قلب القصة نرى تصوير أول فيلم أكشن في غزة داخل الفيلم نفسه".
عن الحضور الفلسطيني في مهرجان "كان"، قال "عيد": "كان حضورًا عظيمًا، تمنينا وجود الفنانة فاطمة حسونة، لكن الاحتلال الإسرائيلي قتلها، وأشار المهرجان إلى ذلك في حفل الاستقبال، وقلنا في خطابنا إن الاحتلال يقتل كل ما هو جميل.. بعد العرض الأول في 19 مايو، كان التصفيق لا يُنسى، 6 دقائق من التصفيق، وأنا أبكي من شدة التأثر.. الفيلم خليط من الحب، والكوميديا السوداء، والحزن، وكان تأثيره قويًا على الفرنسيين والعرب، حتى إن الجمهور أوقفني في الشارع ليعبّر عن إعجابه".
واختتم بطل الفيلم حديثه بكلمات تعكس صعوبة التجربة وروح التحدي التي تغلّبت على كل شيء، قائلًا: "أنهينا التصوير خلال 28 يومًا فقط رغم حاجتنا إلى 50.. لم يكن هناك مجال للخطأ، وفريق العمل كان استثنائيًا.. أهالي مخيم الوحدات دعمونا بشكل يفوق الوصف، ورغم انسحاب بعض الممولين وسحب التمويل، شعرنا أن هناك دعمًا ربانيًا يحيط بنا.. والنتيجة أن الفيلم وصل إلى مهرجان (كان) ونال جائزة أفضل إخراج، هذا الشعور لا يُوصف".