الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

26 دولة تدعو لإنهاء الحرب.. غزة تدخل مرحلة الكارثة الإنسانية

  • مشاركة :
post-title
المعاناة في غزة تصل مستويات غير مسبوقة

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في لحظة توصف بالأكثر حرجًا في تاريخ العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وجّهت 26 دولة نداءً مشتركًا يطالب بإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة فورًا، وسط تصاعد غير مسبوق في أعداد الضحايا المدنيين وتحذيرات مروعة من مجاعة وشيكة.

وجاء هذا النداء ضمن بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية البريطانية، يعكس حجم القلق الدولي المتزايد من تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية في القطاع.

نداء دولي

أكد بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية 25 دولة بالإضافة إلى مفوض الاتحاد الأوروبي للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات، على ضرورة الوقف الفوري وغير المشروط للحرب في غزة، محذرين من أن معاناة المدنيين قد بلغت مستويات غير مسبوقة.

وقال البيان، الذي نشرته وزارة الخارجية البريطانية، إن "نموذج تقديم المساعدات الذي تنتهجه الحكومة الإسرائيلية خطير، ويؤدي إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار، ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية"، مؤكدًا رفضهم القاطع "لتوزيع المساعدات بالتنقيط وقتل المدنيين، بمن فيهم الأطفال، أثناء محاولتهم الحصول على الماء والطعام".

وأدان الموقعون، ومن بينهم وزراء خارجية فرنسا وألمانيا واليابان وأستراليا وكندا، القتل "اللاإنساني لأكثر من 800 فلسطيني" أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات، مطالبين إسرائيل برفع القيود فورًا وفتح المجال أمام المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة للعمل بأمان وفعالية.

رفض التهجير

شدّد البيان على رفض مقترحات تهجير الفلسطينيين إلى ما يسمى بـ"مدينة إنسانية"، معتبرًا ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، كما حذّر من خطط الاستيطان الإسرائيلية، لا سيما خطة "E1" التي "ستؤدي إلى تقسيم الدولة الفلسطينية"، مشيرين إلى أن هذا من شأنه تقويض حل الدولتين.

وفي ظل الحصار المستمر، حذّر المجلس الدولي للأمن الغذائي من أن أكثر من 1.5 مليون شخص في غزة، أي ثلثي عدد السكان قبل الحرب، معرضون لخطر سوء التغذية الحاد أو المجاعة حتى أكتوبر المقبل، مشيرًا إلى أن "السلع التي لا غنى عنها لبقاء الناس على قيد الحياة إما استُنفدت أو ستنفد في الأسابيع المقبلة".

وصنّف التصنيف المرحلي المتكامل للطوارئ قرابة 500 ألف شخص في فئة "الكارثة"، بينما يواجه 1.1 مليون آخرين "حالة طوارئ غذائية خطيرة".

مجازر الجوع تتكرر

وفي تصريح صادم، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن لديها مخزونًا غذائيًا يكفي لأكثر من ثلاثة أشهر موجود في مستودعات داخل إسرائيل، لكنه لا يُسمح بدخوله إلى غزة، وأضافت: "المعاناة في غزة من صنع الإنسان ويجب وقفها".

وفي مشهد مؤلم آخر، استشهد 67 فلسطينيًا على الأقل بنيران قناصة ودبابات إسرائيلية خلال محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، وأظهر مقطع فيديو انتشر أمس شمال قطاع غزة، وفق برنامج الأغذية العالمي، أن الجنود أطلقوا النار رغم رفع الناس أيديهم.

شهدت مدينة دير البلح وسط قطاع غزة أول عملية برية إسرائيلية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، حيث دخلت الدبابات والمركبات المدرعة فجر اليوم بالتزامن مع قصف جوي مكثف، وقال شهود عيان، وفق "بي بي سي" إن قوات الاحتلال أطلقت أوامر إخلاء للمدنيين نحو منطقة المواصي، في وقت تلجأ فيه آلاف العائلات إلى المخيمات هناك.

وفي مقابلة مع "فرانس برس"، قال عبد الله أبو سليم (48 عامًا): "سمعنا انفجارات ضخمة تهز المنطقة كأنها زلزال"، مضيفًا: "أنا قلق من أن الجيش يخطط لعملية برية موسعة".

حصيلة الضحايا ترتفع

بحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء منذ بداية الحرب إلى 59,029 شخصًا، فيما تجاوز عدد الجرحى 142 ألفًا، كما أكدت الوزارة أن عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، دون قدرة فرق الإسعاف على الوصول إليهم بسبب القصف المستمر.