قال تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب نقلت ألمانيا إلى مرتبة أعلى من سويسرا، فيما يتصل باستبدال أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت"، ما يمهّد الطريق أمام برلين لإرسال منظومتي السلاح الجوي اللتين تمتلكهما من هذا النوع بالفعل إلى أوكرانيا؛ وفقًا لثلاثة مسؤولين أمريكيين.
واشترت سويسرا خمسة أنظمة باتريوت كان من المقرر تسليمها بين عامي 2026 و2028، إلا أن الجدول الزمني لتسليم هذه الأنظمة غير واضح حاليًا؛ حيث أشارت الحكومة السويسرية بدورها إلى أن الولايات المتحدة "قررت إعادة ترتيب أولويات تسليم أنظمة الدفاع الجوي الأرضية باتريوت" في إطار جهودها لزيادة الدعم لأوكرانيا.
ولا تمتلك أوكرانيا حاليًا سوى عدد قليل من أنظمة "باتريوت"، التي تبرعت بها الولايات المتحدة ودول أخرى، وتسعى جاهدةً للحصول على المزيد منها لصد الهجمات الروسية المتصاعدة.
وأشار التقرير إلى أن الوعد الأمريكي باستبدال صواريخ "باتريوت" الألمانية بسرعة، هو أول حالة يقوم فيها البنتاجون بتسهيل تسليم الأسلحة لأوكرانيا منذ إعلان الرئيس ترامب في وقت سابق من هذا الشهر أنه "يفضّل إرسال المزيد من الأسلحة".
في الوقت نفسه، سلّطت هذه الخطوة أيضًا الضوء على صعوبة توفير صواريخ "باتريوت" وغيرها من إمدادات الأسلحة لكييف، في الوقت الذي تكافح فيه خطوط إنتاج الدفاع في الغرب لمواكبة نداءات أوكرانيا للمساعدة في الدفاع عن مدنها وقواتها في الخطوط الأمامية ضد الهجمات الروسية المتزايدة بالصواريخ والطائرات بدون طيار.
الجهود المبذولة لتسريع عملية إرسال صواريخ "باتريوت" إلى أوكرانيا من خلال إعطاء ألمانيا أنظمة من خط الإنتاج الأمريكي، تتوافق مع تعهد ترامب بجعل حلفاء الناتو يدفعون للولايات المتحدة جزءا لتوفير أسلحة إضافية لأوكرانيا، وفق التقرير.
صفقات فردية
تنقل "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أمريكي كبير أنه مع توقيع دول إضافية على إرسال صواريخ "باتريوت" من ترساناتها إلى أوكرانيا، فإن إدارة ترامب ستعيد ترتيب عمليات التسليم المستقبلية المخطط لها، مع إعطاء الأولوية لتلك الدول الحليفة.
ومن المرجّح إبرام المزيد من الصفقات بين الولايات المتحدة وحلفائها لتوفير أسلحة إضافية الأسبوع المقبل، خلال اجتماع وزير الدفاع بيت هيجسيث افتراضيًا مع رؤساء أركان دفاع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الاثنين المقبل، لمناقشة المساعدات المقدمة لكييف.
ومن المقرر أن يُعقد اجتماع منفصل الأربعاء المقبل يضم الدول التي تمتلك صواريخ "باتريوت" برئاسة الجنرال أليكسوس جرينكويتش، القائد الأعلى لقوات التحالف في أوروبا ورئيس القيادة الأوروبية.
وفقًا لمسؤول أمريكي رفيع المستوى، تسعى إدارة ترامب إلى التفاوض على صفقات فردية مع أعضاء حلف شمال الأطلسي لشراء أسلحة لأوكرانيا، وستتجاوز هذه الصفقات صواريخ "باتريوت" لتشمل أسلحة هجومية ودفاعية ستقدمها دول الحلف لكييف ثم تعيد شراءها من الولايات المتحدة.
بيع وليس تبرع
نقل التقرير عن مسؤول في الناتو أن ألمانيا والنرويج والدنمارك وهولندا والسويد وبريطانيا وكندا وفنلندا التزمت بالفعل بدعم المبادرة "ويمكن لدول أوروبية أخرى الانضمام إلى دعم كييف فور الانتهاء من تفاصيل الخطة"، وفقًا لعدد من كبار المسؤولين الأوروبيين.
ولفتت الصحيفة إلى أن "فكرة أن الولايات المتحدة ستبيع الآن الأسلحة لأوكرانيا، بدلًا من الاستمرار في التبرع بها، كانت أساسية في دعم ترامب لتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة".
العواصم الأوروبية تنتظر توضيحات من واشنطن بشأن أنواع الذخائر والأسلحة التي سيتم تسليمها إلى أوكرانيا، والجدول الزمني للتسليم، وما إذا كانت الولايات المتحدة أو دول أخرى ستفرض قيودًا على الأهداف التي يمكن استخدام الذخائر المصنعة في الغرب ضدها في روسيا.
في الوقت نفسه، من القضايا الحاسمة المدة التي سيستغرقها وصول الأسلحة الإضافية إلى أوكرانيا، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين مشاركين في الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد العسكري.