يبدّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفه تجاه أوكرانيا، من قدرته على إنهاء الحرب، التي تجاوزت عامها الثالث، إلى إرسال الأسلحة لها، بعد أن أعلن نواياه بإرسال أنظمة صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا، قائلًا إن كييف بحاجة ماسة للحماية من كثافة الضربات الجوية الروسية، حسب صحيفة "فاينيشنال تايمز" البريطانية.
صرّح ترامب للصحفيين: "لم أتفق على العدد بعد، لكنهم سيحصلون على بعض منها، لأنهم بحاجة ماسة للحماية، لكننا سنرسل لهم صواريخ باتريوت، وهم في أمس الحاجة إليها، لأن بوتين فاجأ الكثيرين، إنه يتحدث بلطف، ثم يقصف الجميع في المساء".
تُعد أنظمة باتريوت الأمريكية الصنع من أكثر أسلحة الدفاع الجوي تطورًا لدى واشنطن، وهي جزء أساسي من دفاعات أوكرانيا ضد الهجمات الروسية، إنها سلاح الدفاع الجوي الوحيد في ترسانة كييف القادر على إسقاط الصواريخ الباليستية الروسية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وعندما سُئل أمس الأحد عمّا إذا كان سيُعلن عن عقوبات ضد روسيا اليوم الاثنين، قال ترامب: "سنرى ما سنراه غدًا، لكنني أشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه الرئيس بوتين، كنت أعتقد أنه شخص يعني ما قاله"، وفق الصحيفة البريطانية.
أعرب ترامب في الأسابيع الأخيرة عن إحباطه المتزايد من تعنت روسيا في المحادثات بشأن وقف إطلاق نار محتمل قد يُمهد الطريق لتسوية طويلة الأمد.
وناشد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ترامب لأشهر أن يبيع لبلاده التي مزقتها الحرب 10 أنظمة دفاع جوي من طراز باتريوت وصواريخ اعتراضية قادرة على إسقاط الصواريخ والطائرات الروسية بدون طيار.
في الأسبوع الماضي، صرّح ترامب بأن كييف أبرمت اتفاقيات مع ألمانيا والنرويج لشراء ثلاثة أنظمة باتريوت من الولايات المتحدة.
وفي معرض حديثه عن دور حلف شمال الأطلسي "الناتو" في شراء الأسلحة من الولايات المتحدة، قال ترامب: "سنرسل إليهم صواريخ متنوعة، عسكرية متطورة للغاية، وسيدفعون لنا ثمنها بالكامل، وهذه هي الطريقة التي نريدها".
صعّدت روسيا حربها الجوية ضد أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، وأطلقت أعدادًا قياسية من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المصممة من قبل إيران، وقد تم تحديث الطائرات المسيرة لتحلق أعلى وأسرع، وتحمل حمولات متفجرة أكبر وأكثر تدميرًا.
وقال زيلينسكي إنه سيناقش احتياجات أوكرانيا وشراكتها مع الولايات المتحدة مع كيث كيلوج، المبعوث الخاص لترامب إلى أوكرانيا، ووصل كيلوج صباح الاثنين إلى كييف وسيجري محادثات مع الزعيم الأوكراني هذا الأسبوع بشأن العقوبات الروسية، وتسليم الأسلحة، وتوسيع نطاق الإنتاج المشترك بين الولايات المتحدة وأوكرانيا لمختلف الأسلحة.
كما يتوجه وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى الولايات المتحدة للقاء وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، ومن المفهوم أن الوزيرين سيناقشان بيع محتمل لصواريخ باتريوت الأمريكية إلى ألمانيا، التي ستقوم بدورها بإرسالها إلى أوكرانيا.
ويأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه السيد بيستوريوس إن ألمانيا لن ترسل صواريخ توروس القوية بعيدة المدى إلى أوكرانيا، ما يقوض سياسة الغموض التي ينتهجها المستشار فريدريش ميرز بشأن نفس القضية.
وفي مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز"، دعا بيستوريوس أيضًا شركات الدفاع الألمانية إلى تكثيف جهودها للمساعدة في إعادة تسليح البلاد وحلفائها الأوروبيين.