تبحث الولايات المتحدة الأمريكية عن منافذ أخرى لتغطية الطلبات العسكرية المتزايدة، التي تفرضها عليها التزاماتها العسكرية لمساعدة حلفائها، وهو ما دفع إدارة بايدن للتواصل مع دول مثل اليابان لاستخدام مصانعها العسكرية، إلا أن عوائق كثيرة تقف حائلًا أمام تلك الخطة، مثل الحاجة إلى بناء مصانع جديدة تتطلب مئات الملايين من الدولارات، ونقص الخبراء والباحثين، وعدم توافر مكونات هامة تنتجها شركات متعددة وسيطة، وأخيرًا عامل الوقت الذي قد يمتد لسنوات لتحقيقها.
وتعد منظومة باتريوت الصاروخية الدفاعية "باك - 3" واحدة من تلك الالتزامات، التي أعلنت الإدارة الأمريكية أنها تعطيها الأولوية لتسليمها إلى أوكرانيا لمواجهة الجيش الروسي، وهي عبارة عن نظام موجه لكشف وتتبع واعتراض الطائرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية التكتيكية.
معوقات كبيرة
سعت الحكومة الأمريكية لاستخدام المصانع اليابانية لتعزيز إنتاج منظومة باتريوت، بحسب صحيفة اليابان تايمز، بسبب الضغط المتزايد على المصانع العسكرية الأمريكية، التي اضطرت لإصدار تراخيص إنتاج للمساعدة في تغطية عقودها التي وقعتها مع الجيش الأمريكي، لكن العديد من المعوقات جعل سلاسل التوريد تقف حائلًا أمام تنفيذ تلك الخطة.
ووقع البنتاجون عقدًا بقيمة 4.5 مليار دولار مع شركة لوكهيد مارتن لإنتاج 870 صاروخًا من طراز باتريوت، التي بدورها وفقًا لمصادر تحدثت مع الصحيفة، أعطت ترخيصًا لشركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة اليابانية لتصنيع نحو 30 صاروخًا شهريًا من طراز باك-3 لمساعدتها في الإنتاج.
زيادة الإنتاج
لكن تلك الكميات لا تكفي الاحتياجات الأمريكية لمساعدة حلفائها، وتأمل في زيادة الإنتاج من نحو 500 صاروخ سنويًا إلى أكثر من 750 صاروخًا سنويًا على مستوى العالم في أقرب وقت ممكن، وحثت شركة ميتسوبيشي على زيادة إنتاجها إلى 60 صاروخًا شهريًا.
وأكدت المصادر العسكرية للصحيفة أن سلاسل التوريد المُعقدة أظهرت التحديات التي تواجهها واشنطن لإيصال المساعدات الصناعية لأوكرانيا على وجه التحديد، منها مثلًا نقص مكون أساسي تصنعه شركة بوينج، الذي أدى بالفعل إلى تأخرت عمليات التوريد، إذ تسعى شركة بوينج لزيادة إنتاج ذلك المكون بنسبة 30%، من خلال توسيع مصنعها، لكن تلك الخطوط الإضافية لن تعمل حتى عام 2027.
إمدادات إضافية
وتوسيع الإنتاج في اليابان لن يكون ممكنًا على الإطلاق دون إمدادات إضافية من أجهزة البحث في الصواريخ التي توجهها في المراحل النهائية من الطيران، وهو ما يجعل الأمر يستغرق عدة سنوات قبل أن تتمكن ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة من زيادة الإنتاج.
ويعتبر نقص الخبراء والباحثين مشكلة أخرى أمام شركة ميتسوبيشي للصناعات من أجل الوصول إلى 60 صاروخ باتريوت شهريًا، ووفقا للمصادر العسكرية حتى لو توفر الباحثون فإن الشركة تحتاج إلى بناء المزيد من القدرات الأخرى لتنفيذ المطلوب منها.
حلقة ضعيفة
توسيع قدرة ميتسوبيشي في حد ذاته يحتاج لإنشاء مصنع جديد لصواريخ باك-3، وهو ما يكلف عشرات الملايين من الدولارات أو أكثر، وبذلك تحتاج الولايات المتحدة إلى توفير الأموال اللازمة لدفع تكاليف الإنشاء والإنتاج، إذ يكلف الصاروخ الواحد ما يقرب من 4 ملايين دولار.
وقالت الصحيفة إنه في محاولة لمواجهة تلك الاختناقات في سلسلة التوريد التي تؤدي إلى تعقيد الجهود الأمريكية لتلبية الطلب الأوكراني على الذخائر، من المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية والدفاع من اليابان والولايات المتحدة في طوكيو، هذا الشهر، لإجراء محادثات يأتي في مقدمتها مشروع باتريوت باعتباره جزءًا أساسيًا.
ذلك الأمر كما يقول السفير الأمريكي لدى اليابان رام إيمانويل، وهو من أبرز المؤيدين لتعميق العلاقات الصناعية العسكرية مع اليابان لتخفيف الضغوط على الشركات الأمريكية، أكد أن المجمع الصناعي العسكري الأمريكي منكمش وبات حلقة ضعيفة كشفته الحرب الروسية الأوكرانية والصراع في الشرق الأوسط.