في أول تعاون يجمع بينهما، يقدم المخرج اللبناني جو بو عيد والمطربة اللبنانية سيرين عبد النور كليب أغنيتها الجديدة "عاملهن عقدة"، برؤية فنية إذ يتحول الكليب إلى ما يشبه الفيلم القصير، بلمسة واقعية تحمل طابع السخرية وتلامس قضايا اجتماعية.
يقول المخرج جو بوعيد لموقع "القاهرة الإخبارية "عن هذه التجربة: "من اللحظة الأولى لسماع الأغنية، شعرت أن العمل يحتاج إلى رؤية بصرية ممتعة، وقصة قريبة من الواقع، وتحمل في الوقت نفسه طرافة تجذب المشاهد، ونظرًا لأن سيرين ممثلة بارعة، كانت الخيار المثالي لدمج الغناء بالتمثيل وتحويل الكليب إلى تجربة سينمائية متكاملة".
وأضاف: "اختيار المصبغة كمحور لأحداث الكليب، لم يكن عشوائيًا، بل انطلق من دلالة رمزية عميقة يحملها هذا المكان، إذ تمثل بُعدًا نفسيًا وفكريًا يتماشى مع فكرة العمل، فهي مكان يُطهّر الأشياء، مثلما نحاول أن نتطهّر من خيباتنا وخيانات مَن حوّلنا".
وتابع: "المصبغة تعكس التحوّل الداخلي الذي تمرّ به بطلة القصة، فهي تغسل الألم والخيانة، وتُعيد ترتيب الأشياء كما تفعل مع الملابس، كل زاوية فيها تحكي جزءًا من الحالة التي تعيشها الشخصية، ولذلك كانت الخلفية الأنسب لسرد هذه الحكاية بكل صدق وعمق".
الحالة الدرامية
أما عن اختيار الممثل يزن السيد، أوضح جو بو عيد أن الفكرة ولدت خلال النقاشات بينه وبين سيرين عبد النور، حيث اتفقا على أن نوع الكليب الذي يعملان عليه لا يناسبه مجرد “موديل” جميل المظهر، بل ممثل محترف قادر على إيصال المشاعر وتجسيد الحالة الدرامية في ثوانٍ قليلة.
وأضاف: "كنا بحاجة إلى ممثل يمتلك خبرة ومعرفة في الأداء، يستطيع أن يترجم القصة بصمت، من خلال تعبير وجهه ونظراته فقط، ولهذا السبب، اخترنا يزن السيد، وكان أول اسم خطر في بالنا، فهو صديق عزيز، أحب الفكرة كثيرًا وتحمس لها، كما أنه ممثل ملتزم يهتم بأدق التفاصيل، وهذا ما كنا نبحث عنه تمامًا".
وأوضح: "شهدت كواليس التصوير انسجامًا تامًا بين سيرين عبد النور ويزن السيد، حيث كان العمل مليئًا بالمتعة والحب، وهو ما ظهر بوضوح في أداء الممثلين داخل الكليب".
وعن التعاون مع سيرين عبد النور، قال: "هي شخص يستمع باهتمام ويثق بالمخرج، ما منحني دافعًا كبيرًا ومسؤولية أكبر ومساحة للإبداع، خصوصاً أنها سريعة الملاحظة وملتزمة جدًا، تستوعب الملاحظات بشكل ممتاز وتعشق التفاصيل الدقيقة، ما يجعل من العمل معها تجربة غنية ومميزة".
المتعة والقصة
يؤكد اللبناني جو بوعيد أن الكليب حمل رسالة للجمهور، إذ قال: "كان هدفي الأساسي أن يصل الكليب إلى المشاهد بطريقة تجعله يستمتع بدايةً، لأنه أصبح من النادر أن نجد كليبًا يجمع بين المتعة والقصة في آنٍ واحد، الفنان حصل على حقه من الناحية الجمالية، وفي الوقت ذاته استطاع أن يروي قصة مسلية وتحمل هدفًا واضحًا، أما النهاية فكانت لها هدف وواقعية، حيث انتقلنا من مجرد كليب عادي إلى سرد قصة حقيقية لسيرين عبد النور وحبها لزوجها فريد رحمة ".