قدمت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي أخيرًا أغنيتها الجديدة "بلا ولا أي كلام" في كليب يحمل توقيع المخرج اللبناني رامي أبو منصف، حيث اجتمع الصوت القوي مع الصورة الحالمة في عمل يمزج بين الرقي والبساطة، بمشاهد طبيعية تنبض بالحنين.
يشير المخرج اللبناني رامي أبو منصف في تصريحاته لموقع "القاهرة الإخبارية"، إلى أن عملية التحضير للكليب بدأت قبل شهر، إذ كانت الفكرة حاضرة في ذهنه منذ البداية، ومع وضوح الرؤية، انطلق مباشرة نحو تصوير المشاهد الطبيعية، حيث عززت وجود مناظر الطبيعة والطيور والخيول في الكليب الفكرة الأساسية من عدة جوانب رمزية وجمالية تعبر عن صفاء المشاعر، وتضيف بُعدًا بصريًا شاعريًا، يدعّم فكرة أن الجمال يمكن أن يُحكى من دون كلام.
أضاف: "حاولت مزج الصورة مع الإحساس العميق الذي تحمله أغنية الفنانة ماجدة الرومي، بترجمة الكلمات والمشاعر من خلال الطبيعة فقط، دون اللجوء إلى أي حوار أو تفسير آخر، تمامًا كما تقول الأغنية.. "الإحساس لا يحتاج إلى كلام".
يوضح المخرج اللبناني أن المشاهد التي تضمنها الكليب نُسِجت بعين شاعر، لا بعدسة مصور فقط، إذ يؤكد أنه "على الرغم من أن بعضها كان مُعدًا مسبقًا، لكن عملية دمجها بانسيابية مع ظهور السيدة ماجدة الرومي، وتماشيها مع إيقاع الأغنية الهادئ، تطلب دقة شديدة وحساسية فنية عالية".
وعن أبرز المشاهد التي تطلبت جهدًا إخراجيًا خاصًا، قال "أبو منصف": "أحد أكثر المشاهد التي استلزمت حساسية عالية ذاك الذي تظهر فيه السيدة ماجدة الرومي واقفة وسط الطبيعة بصمت تام، تتأمل الأفق أو تتفاعل بإيماءة هادئة فلم يكن مجرد صورة، بل لحظة شعورية خالصة، حيث تطلب توازنًا دقيقًا في الأداء، لأن أي مبالغة في الحركة أو النظرة قد تفقد المشهد صدقه وعمقه العاطفي، فالكاميرا هنا لم تلتقط حدثًا، بل التقطت إحساسًا".
تجربة فنية عميقة
اعتبر المخرج رامي أبو منصف أن هذا العمل لم يكن مجرد مشروع إخراجي بالنسبة له، إذ قال إنه كان بمثابة تجربة إنسانية وروحية تركت أثرًا عميقًا في نفسه على المستويين المهني والشخصي.
وأضاف: "كليب بلا ولا أي كلام كان فرصة ثمينة لأن أُعبّر عن رؤيتي الخاصة لما أطلق عليه السينما الشعرية، أي تلك الصورة التي تتحدث بلغة الهدوء، وتخاطب القلب دون صخب أو شرح، فهو عمل يؤمن بأن الصمت أحيانًا أبلغ من آلاف الكلمات، وأن اللقطة الصادقة البسيطة يمكن أن تهز وجدان الإنسان إذا لامست عمق روحه".
وتابع: "كما أن العمل مع السيدة ماجدة الرومي لم يكن تعاونًا فنيًا، بل كان لقاءً إنسانيًا راقيًا، وجودها أضفى على المشروع بُعدًا روحيًا خاصًا، وجعل من كل لحظة في موقع التصوير لحظة تعلّم وتقدير وامتنان، إذ أدركت من خلال هذا التعاون أن الفن الحقيقي لا يُقاس بالمدة التي يستغرقها العمل، ولا بالإمكانات المادية، بل بقدرته على لمس أرواحنا والبقاء فيها، بهدوء وصمت".