الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حروب الظل بين موسكو وكييف.. اغتيال الرجل الذي أقلق روسيا

  • مشاركة :
post-title
اغتيال ضابط المخاربرات الأوركرانية مثل صدمة لكييف

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في وضح النهار وفي قلب العاصمة الأوكرانية كييف، سقط أحد أبرز ضباط جهاز المخابرات الأوكرانية برصاصات روسية، في حادثة وصفتها مصادر رسمية بـ"الاغتيال الصادم"، لكن الرد الأوكراني لم يتأخر طويلًا، إذ أعلن جهاز الأمن الأوكراني عن "تصفية" اثنين من العملاء الروس المشتبه بضلوعهما في العملية.

اغتيال صدم أوكرانيا

قالت السلطات الأوكرانية إن العقيد إيفان فورونيتش، أحد كبار ضباط جهاز الأمن الأوكراني (SBU)، قُتل بإطلاق نار مباشر في موقف للسيارات بمنطقة هولوسيفسكي جنوبي العاصمة كييف، صباح الخميس 10 يوليو.

وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة، وفق وكالة "رويترز"، أن المهاجم اقترب من "فورونيتش"، وأطلق عليه النار من مسافة قريبة قبل أن يفرّ من الموقع، بينما كان الضحية يستعد لمغادرة أحد المباني في الصباح.

وقد وصفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية العملية بأنها "صدمة للعاصمة الأوكرانية"، مشيرة إلى أن فورونيتش كان يعمل في مهام بالغة السرية، ولم تُنشر له أي صورة منذ وفاته.

العقيد إيفان فورونيتش أحد كبار ضباط جهاز الأمن الأوكراني (SBU)
عملية انتقامية

لم تمضِ 3 أيام على حادثة الاغتيال حتى أعلن رئيس جهاز الأمن الأوكراني، فاسيل ماليوك، في بيان مصوّر، أن عملاء الجهاز تمكنوا من تعقّب "مجموعة قتالية" تابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) كانت مسؤولة عن تنفيذ العملية، وتمت تصفيتهم بعد أن "قاوموا محاولة اعتقالهم صباح الأحد".

وقال ماليوك: "نفّذ جهاز الأمن الأوكراني هذا الصباح عملية خاصة ضد مجموعة قتالية عميلة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، تم توجيهها إلى أوكرانيا مسبقًا، وارتكبت جريمة قتل بحق العقيد فورونيتش قبل ثلاثة أيام".

وأضاف: "قاد شخصيًا عملية الملاحقة، وتم تحديد موقع مخبأ المنفذين بفضل عمليات استخباراتية ومكافحة تجسس دقيقة، وحين حاولت القوة الأمنية القبض عليهما، فتحا النار، فتم القضاء عليهما في تبادل لإطلاق النار".

وأكد ماليوك بنبرة حادة: "هناك نتيجة واحدة فقط للروس على أراضي أوكرانيا هي الموت!".

تفاصيل الاغتيال

وفق بيان جهاز الأمن الأوكراني، فإن عملية القتل نُفذت من قِبل عميلين (رجل وامرأة) تلقّيا أوامر من مشرف روسي بتعقّب فورونيتش، ورصد تحركاته اليومية، وتم تزويدهما بإحداثيات مخبأ عثروا فيه على مسدس مزود بكاتم للصوت.

وقالت الأجهزة الأمنية إن المتهمين حاولا "الاختفاء" بعد تنفيذ الاغتيال، لكنهما وقعا في قبضة القوات الأوكرانية بعد عملية مشتركة مع الشرطة أسفرت عن رصدهما وتحديد موقعهما في محيط كييف، لتنتهي الملاحقة بـ"تصفية" الاثنين.

رجل الظل يقلق الروس

أفادت مصادر أمنية أوكرانية لصحيفة "بي بي سي" أن العقيد فورونيتش كان يعمل ضمن "الفرقة الأولى للمديرية السادسة عشرة لمركز العمليات الخاصة" التابع لجهاز الأمن الأوكراني، وهو تشكيل أمني يُعرف بمهامه عالية الخطورة داخل الأراضي الروسية.

وأكد النائب الأوكراني السابق إيجور موسيتشوك عبر قناته على تليجرام أن العقيد أصيب بـ"جروح نافذة متعددة" نتيجة لإطلاق النار، وتوفي في مكان الحادث.

وذكرت وكالة "فوينكور كوتينوك تي جي" الروسية أن فورونيتش كان قائدًا لوحدة نخبوية "تسببت بمشكلات متكررة لروسيا"، بينما قالت وكالة "ريدوفكا" الروسية إنه كان مسؤولًا عن "عمليات دقيقة داخل العمق الروسي"، مشيرة إلى أنه "لم يكن مجرد رجل أمن بل قوة استخباراتية كاملة بحد ذاتها".