لم يمر شهر مايو الحالي على أوكرانيا، مثل باقي شهور الحرب الماضية، بعدما وجّهت روسيا خلاله أكبر ضرباتها الصاروخية والجوية باستخدام كميات ضخمة من الأسلحة المختلفة، وهو ما دفع ترامب لوصف بوتين بـ"المجنون".
وفشلت محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إنهاء الحرب، التي كان يروّج لإنهائها بعد 24 ساعة من توليه السلطة في الولايات المتحدة، ومن وقتها لم تنجح أي محاولات تذكر لوقف إطلاق النار، بل يزداد الأمر سوءًا.
أكبر الضربات
وخلال الأيام الستة الماضية فقط، بحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي، شنّت روسيا ثلاثة من أكبر الضربات ضد أوكرانيا منذ بداية الحرب 2022، بما في ذلك أكبر ضربتين مجتمعتين، بجانب ثماني ضربات آخرى، تعد الأكبر منذ يناير 2025.
في 19 مايو، شنَّ الجيش الروسي هجومًا على عدة مناطق أوكرانية ليلًا باستخدام نحو 273 طائرة مسيّرة من فئة شاهد المتفجرة وأخرى خداعية، استهدفت بشكل رئيسي العاصمة كييف، وتم وصفه بأنه الأكبر منذ بداية الحرب.
خسائر دامية
لكن الهجوم الأكبر منذ بداية الحرب فعليًا، هو الهجوم المميت الذي شنّته روسيا ليلة 25-26 مايو، وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت في الهجوم الضخم تسعة صواريخ كروز و355 طائرة مسيّرة بخلاف الطائرات الوهمية.
استهدفت تلك الضربات القاسية، مقاطعات تشيرنيهيف وخميلنيتسكي وخاركيف وأوديسا والعاصمة كييف أيضًا، وعلى الرغم من تمكن أوكرانيا من إسقاط 233 منها إلا أن الطائرات الناجية تسببت في خسائر دامية بالبنية التحتية والمنازل.
عزيمة أوكرانيا
ورجّح معهد دراسات الحرب، أن تلك الضربات الضخمة من المنتظر أن تستمر الأيام والأسابيع المقبلة، وذلك يرجع إلى محاولات الرئيس الروسي لإضعاف عزيمة أوكرانيا وتقويض الدعم الغربي لها.
وكان مجموع الطائرات المسيّرة التي استخدمها الجيش الروسي خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط يقترب من ألف طائرة، وبحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن تلك الضربات لها معنى سياسي واضح وهي أن بوتين يختار مواصلة الحرب بدلًا من الدخول في مفاوضات دبلوماسية.
إنتاج ضخم
وتمتلك روسيا، وفقًا لمجلة "الإيكونوميست"، 500 صاروخ باليستي، وتعمل على زيادة إنتاجها من طائرات شاهد بدون طيار، حيث بات يمكنها حاليًا إنتاج ما يقرب من 100 طائرة يوميًا، أي ما يعادل خمسة أضعاف إنتاجها في أواخر عام 2024.
وحذّرت المخابرات العسكرية الأوكرانية، وفقًا للمجلة، من أن روسيا تخطط لزيادة إنتاجها إلى 500 طائرة شاهد يوميًا بحلول موعد نهائي محدد في المستقبل، كما تعمل على ابتكار وتكييف شاهد للتحايل على الدفاعات الجوية.
الاستسلام الكامل
ويعمل المهندسون الروس على تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي وشبكات الإنترنت الأرضية والهواتف المحمولة داخل طائرة الدرون شاهد، لتصبح قادرة على التحليق في ارتفاعات أعلى من مدى المدافع الصغيرة والصواريخ المحمولة.
وفي الأخير قيّم المعهد أن روسيا لا تزال ملتزمة بالسعي لتحقيق مطالب لا تقل عن الاستسلام الكامل لأوكرانيا، وأن الكرملين سيواصل السعي لتحقيق هذا الهدف طالما يعتقد الرئيس الروسي بوتين أن روسيا قادرة على هزيمة أوكرانيا عسكريًا.