أنجز المستشار الألماني فريدريش ميرز، وعده تجاه أوكرانيا، بتسليم صواريخ بعيدة المدى، ويجري حاليًا توقيع اتفاقية مماثلة في كييف، تسمح بإنتاج الأسلحة في أوكرانيا، وستوفر برلين التمويل اللازم.
وتعتزم ألمانيا مواصلة دعم أوكرانيا بتمويل أنظمة الأسلحة بعيدة المدى، ومن المتوقع وصول أولى الأنظمة إلى القوات المسلحة الأوكرانية بحلول نهاية شهر يوليو الجاري، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
قال رئيس هيئة الدعم الخاصة لأوكرانيا في وزارة الدفاع الألمانية، اللواء كريستيان فرويدينج، إن أوكرانيا ستتلقى الدفعة الأولى من أنظمة الأسلحة بعيدة المدى الممولة من ألمانيا بحلول نهاية يوليو.
وأضاف فرويدينج: "نحن بحاجة إلى أنظمة أسلحة يمكنها الوصول إلى عمق الأراضي الروسية، وقادرة على مهاجمة مراكز القيادة والمطارات والطائرات، وأن أنظمة الأسلحة هذه ستعزز بشكل كبير الدفاعات الجوية الأوكرانية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة".
وأضاف أن ألمانيا تُنسق بشكل وثيق مع شركائها لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي جديدة متوسطة وطويلة المدى. وتجري محادثات حول إمكانية نقل بطارية أو بطاريتين من صواريخ باتريوت، التي ستشتريها ألمانيا من الولايات المتحدة.
يُمهّد هذا التغيير الطريق أمام برلين لتسليم صواريخ توروس الكروز التي طال انتظارها، وهي خطوةٌ عرقلتها مرارًا وتكرارًا الحكومة السابقة بقيادة المستشار السابق أولاف شولتس، خوفًا من أن تؤدي إلى تصعيد الحرب، إذ يُمكن لنظام توروس، الذي يتجاوز مداه 500 كيلومتر، من توجيه ضربات عالية الدقة في عمق الخطوط الروسية.
ويعد السلاح الأوكراني الأقوى ذو القوة التدميرية حتى الآن هو صاروخ R-360 نبتون المضاد للسفن، الذي أغرق الطراد الروسي موسكفا في البحر الأسود عام 2022، ويبلغ مداه 1000 كيلومتر، ويُستخدم صاروخ الكروز أيضًا ضد أهداف برية، بعد أن ضرب صاروخ نبتون مصفاة في مدينة توابسي الروسية على البحر الأسود.
وتمتلك أوكرانيا أيضًا صاروخها الخاص 2 Hrim-بمدى ممتد يبلغ 450 كيلومترًا، يحلق هذا الصاروخ لمسافة أقل بقليل من الصواريخ الألمانية، ووفقًا لرئيس المكتب الرئاسي الأوكراني، أندريه يرماك، فقد بدأ الإنتاج الضخم للصاروخ ووفقًا لتقرير في صحيفة "التايمز"، استُخدم هذا السلاح لأول مرة في مايو الماضي.
بسبب نقص الإمدادات من الشركاء الغربيين، تسعى أوكرانيا منذ فترة إلى تكثيف إنتاجها المحلي للصواريخ والطائرات المسيّرة القادرة على التحليق لمئات أو حتى آلاف الكيلومترات، وكان تطوير صاروخ "هريم-2" قد بدأ بالفعل قبل بدء الهجوم الروسي الواسع.
قال "ميرز" إن ألمانيا ستعزز تعاونها العسكري مع أوكرانيا من خلال دعم شراء الصواريخ بعيدة المدى المنتجة في الدولة التي مزقتها الحرب.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع زيلينسكي في برلين في مايو الماضي: "سيوقع وزراء دفاعنا اليوم خطاب نوايا لشراء أنظمة أسلحة بعيدة المدى مُصنّعة في أوكرانيا - ما يُسمى بالنيران بعيدة المدى". وأضاف: "لن تكون هناك قيود على المدى".
يأتي ذلك استكمالًا لحزمة مساعدات عسكرية أوسع نطاقًا بقيمة 5 مليارات يورو، كشفت عنها وزارة الدفاع الألمانية في اليوم نفسه، وتشمل هذه الحزمة تمويلًا ألمانيًا لإنتاج أسلحة بعيدة المدى في أوكرانيا، وهي أسلحة جاهزة للخدمة لدى القوات الأوكرانية، ويمكن نشرها في غضون أسابيع، وتشمل الحزمة أيضًا عقودًا جديدة لأنظمة الدفاع الجوي والذخائر والدعم اللوجستي، بما في ذلك البنية التحتية للصيانة والاتصالات عبر الأقمار الصناعية.