الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أرض المعركة تحسم الحرب.. ابتعاد أمريكا عن تسليح أوكرانيا يهدد بخسارتها

  • مشاركة :
post-title
الخسائر في ساحة المعركة وحدها تحسم الحرب

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

على الرغم من أن تلويح ترامب بفرض عقوبات على روسيا، على خلفية استمرار الحرب، يُعد تطورًا إيجابيًا في السياسة الأمريكية، إلا أن الخطر الأكبر يكمن في ابتعاد البيت الأبيض عن تسليح أوكرانيا بالمعدات اللازمة لاستمرار العمليات الدفاعية، وهو ما حذر الخبراء من أنه يُهدد كييف بخسارة الحرب.

وفشلت محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ وصوله إلى السلطة في يناير الماضي، في وقف الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الرابع، وتمكنت خلالها روسيا من السيطرة على ربع مساحة جارتها، التي تعاني نقصًا في المعدات والجنود، وتعيش دفاعيًا على المساعدات الأمريكية والأوروبية.

خطة السلام

وخلال تلك الفترة، توترت العلاقة بين ترامب وزيلينسكي، لرفض الأخير الامتثال لخطة السلام الروسية الأمريكية، والتي كانت ستفضي بتنازل أوكرانيا عن المناطق الأربعة التي ضمتهم روسيا، مما دفع ترامب للتخلي عن كييف، وأوقف جزئيًا أي مساعدات عسكرية مقبلة، ومنع التعاون الاستخباراتي معهم.

وفوق كل ذلك، ضغط ترامب على زيلينسكي من أجل القبول بصفقة المعادن، التي يرى ساكن البيت الأبيض أنها واقعية، ويسعى من خلالها لاستعادة الأموال التي دفعتها أمريكا لكييف، والبالغة 350 مليار دولار في عهد بايدن، كما حاول جاهدًا القيام بهدنة ولو لمدة شهر بين الطرفين، ولكنها لم تنجح أيضًا.

الخسائر العسكرية

وأمام ذلك، وبحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي، أبدى ترامب استعداده لزيادة العقوبات على روسيا، بموجب قانون معاقبة صدر عام 2025، وهو مشروع قانون حظي بدعم واسع من الحزبين في مجلس الشيوخ الأمريكي، يفرض عقوبات عند الضرورة إذا ثبت أن الكرملين لا ينوي القيام بصفقة لوقف القتال.

وحذر خبراء المعهد المعني بدراسات الحروب من أن أي عقوبات مالية خارجية لن يكون لها أي تأثير على سير الحرب، وهو ما ظهر جليًا خلال العقوبات الغربية والأمريكية التي تم فرضها خلال السنوات الماضية، مشددين على أن الخسائر العسكرية في ساحة المعركة وحدها قادرة على زيادة الصعوبات الاقتصادية على بوتين.

الضغط الاقتصادي

وكشف التحليل عن أن السياق الحالي الذي يسير فيه ترامب لن يؤدي إلا لخسارة أوكرانيا الحرب في النهاية، حيث لا يمكن - من وجهة نظرهم - ممارسة أقصى قدر من الضغط الاقتصادي الأمريكي عبر العقوبات على روسيا، دون استمرار المبيعات العسكرية لأوكرانيا وعودة التعاون الاستخباراتي مرة أخرى.

ويرى الخبراء أن نظرية بوتين للنصر ترتكز على افتراض أن الجيش الروسي قادر على الحفاظ على تقدم تدريجي في ساحة المعركة لفترة أطول، مما يصعب على القوات الأوكرانية الدفاع عن أراضيها والانسحاب منها، ولمدة أطول تجعل الغرب يئن تحت وطأة دعم أوكرانيا.

الطريق الوحيد

خلال الـ 24 ساعة الماضية، وبحسب صحيفة "كييف إندبندنت"، سيطرت القوات الروسية على قرية لوكنيا في منطقة سومي الأوكرانية، والتي تقع على بُعد حوالي 30 كيلومترًا، بالقرب من الحدود الروسية في منطقة مكشوفة استراتيجيًا، وفي الوقت ذاته، يبني الجيش الروسي ما يُسمى "منطقة عازلة أمنية" على طول الحدود مع أوكرانيا.

ولذلك، لن تُجبر العقوبات الأمريكية الروس على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وشدد الخبراء العسكريون على أن الطريق الوحيد لإجبار بوتين على تغيير استراتيجية النصر هو مواصلة تسليح الجنود الأوكرانيين، حيث إن المساعدات الغربية، وخاصةً أنظمة الأسلحة التي لا تستطيع سوى الولايات المتحدة توفيرها، هي الحل الوحيد.