في استجابة واضحة لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان، المسجون حاليًا في تركيا، بدأ حزب العمال الكردستاني، اليوم الجمعة، إلقاء سلاحه رسميًا، عبر احتفالية في مدينة السليمانية الواقعة في إقليم كردستان العراق، ليختتم حملته المسلحة التي استمرت قرابة 50 عامًا في تحول تاريخي ينهي أكثر من أربعة عقود من الصراع المسلح مع تركيا.
ونظمت مجموعة من أعضاء حزب العمال الكردستاني، اليوم، مراسم "إلقاء السلاح" في السليمانية، تقدمتها الرئيسة المشاركة للمجلس التنفيذي لاتحاد المجتمع الكردستاني بيسي هوزات، إلى جانب 29 عضوًا آخرين، أحرقوا أسلحتهم.
وذكرت التقارير أن الأسلحة كانت عبارة عن 26 بندقية كلاشينكوف وبندقية كاناس وبندقية إم 4 وقاذفة آر بي جي وبندقية بيكسي، والتي تم وضعها في مرجل وإحراقها.
حل حزب العمال الكردستاني
وكان "أوجلان" أطلق دعوته لحل الحزب في 27 فبراير الماضي من سجن إمرالي، حيث يقبع منذ 26 عامًا، ووافق الحزب على حل نفسه وإلقاء السلاح في مؤتمر عُقِد في الفترة بين 5 و7 مايو الماضي.
وقال حزب العمال الكردستاني، في بيانٍ، تعليقًا على الفعالية: "من الآن فصاعدا، نحن ندمر أسلحتنا بإرادتنا الحرة، من أجل مواصلة نضالنا من أجل الحرية والديمقراطية والاشتراكية من خلال الأساليب السياسية والقانونية الديمقراطية، وعلى أساس سن قوانين التكامل الديمقراطي"، وفقًا لوكالة أنباء فرات (ANF) المقربة من الحزب.
وأضاف البيان: "نأمل أن تكون هذه الخطوة التي اتخذناها مفيدة لجميع أبناء شعبنا، وشعب تركيا والشرق الأوسط، وأن تجلب السلام والحرية".
وحضر الحفل الرمزي نحو 150 شخصًا، بينهم سياسيون ومثقفون ومدافعون عن حقوق الإنسان وصحفيون، تجمعوا في مدينة ديار بكر التركية أمس، وسافروا إلى شمال العراق.
وضم الوفد أيضًا الرئيسين المشاركين لحزب الشعوب الديمقراطي تولاي حاتيم أوغولاري وتونجر باكيرهان، والعديد من نواب الأحزاب الأخرى.
نقطة تحول
من جهته، قال مسؤول تركي كبير، لوكالة "رويترز"، إن مراسم حرق الأسلحة في السليمانية كانت "نقطة تحول لا رجعة فيها" في العملية.
وأوضح المسؤول الذي لم يتم الكشف عن اسمه أن تسليم الأسلحة هو المرحلة الثالثة من عملية السلام المكونة من خمس مراحل.
وذكر مصدر آخر -تحدث لـ"رويترز" شريطة عدم الكشف عن هويته- أن الخطوات التالية ستكون بذل جهود "لإعادة دمج أعضاء حزب العمال الكردستاني في المجتمع بشكل قانوني، وكذلك "تعزيز تعافي المجتمعات والمصالحة".
تجاوز عتبة حرجة
من جهته، علَّق المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عمر تشيليك، قائلًا: "في هذه المرحلة، تم تجاوز عتبة حرجة لتحقيق هدف تركيا خالية من الإرهاب.. ومن الآن فصاعدا، يجب أن تكتمل عملية حل حزب العمال الكردستاني بكل فروعه وهياكله وحرق/تسليم أسلحته خلال فترة قصيرة".
وأضاف تشيليك: "زيارات حزب الشعوب الديمقراطي ومشاوراتهم بين الأحزاب، فضلاً عن الحساسية التي أبدتها لتحقيق أهداف العملية، ساهمت بشكل كبير"، مؤكدًا أن "تحقيق هدف تركيا الخالية من الإرهاب سيمكن بلدنا ومنطقتنا المجاورة من تحقيق هدف إنشاء منطقة خالية منه".
بدأت العملية، التي تصفها الحكومة التركية بأنها "تركيا بلا إرهاب" وحزب الشعوب الديمقراطي باسم "السلام والمجتمع الديمقراطي"، باتصال هاتفي أجراه رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان. الذي استجاب للدعوة بشكل إيجابي.
وفي إطار هذا القرار، أعلن حزب العمال الكردستاني أن مجموعة من أعضاء المنظمة سيضعون أسلحتهم في حفل سيقام في مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق يوم 11 وليو.