الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غاب عن "بريكس".. "شي" يعيد ترتيب المشهد الصيني من وراء الستار

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الصيني شي جين بينج

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في خطوة تشير إلى تحولات محتملة في توزيع السلطة داخل النظام السياسي الصيني، أقر المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني قواعد تنظيمية جديدة تهدف إلى توحيد آليات اتخاذ القرار داخل ما يُعرف بـ"هيئات التنسيق الحزبية".

وتشمل القواعد الجديدة، التي ناقشها المكتب السياسي في اجتماعه الأخير، اللجان المركزية والمجموعات القيادية للحزب، وهي هيئات تنسيقية تم إنشاؤها أو توسعة صلاحياتها في عهد الرئيس شي جين بينج، بهدف تعزيز السيطرة السياسية على الملفات الحساسة مثل الاقتصاد والأمن القومي والتكنولوجيا.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، أن التعديلات تهدف إلى تعزيز "التخطيط، والمراجعة، والمصادقة على القضايا الرئيسية" في هذه الهيئات، ضمن مسعى لتوحيد هياكل صنع القرار على أعلى المستويات.

تفويض السلطة

وتقول صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" أن تحليلات الخبراء بشأن مغزى هذه الخطوة تباينت، إذ رأى بعضهم أنها تمثل مؤشرًا على رغبة "شي" في تفويض جزء من مسؤولياته اليومية إلى مساعدين موثوقين، في وقت يستمر فيه بتحمل ثلاثة مناصب عليا؛ الأمين العام للحزب، ورئيس الدولة، والقائد الأعلى للجيش.

وقال دالي يانج، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاجو: "هذه التغييرات تهدف إلى إضفاء الطابع المؤسسي على عمليات الحكم. فهي محاولة لتحقيق انتظام إداري في ظل العبء المتزايد على شي، الذي يترأس عددًا من هيئات التنسيق بنفسه".

أما فيكتور شيه، الخبير في شؤون النخبة الصينية بجامعة كاليفورنيا سان دييجو، فأكد أن "الرئيس قد يقلّص انخراطه في التفاصيل اليومية، لكن ذلك لا يعني بالضرورة وجود تفويض فعلي للسلطة السياسية".

ازدياد مركزية الحزب

منذ توليه القيادة عام 2012، عزّز شي جين بينج سلطته عبر تأسيس أو إعادة تفعيل عدد من "المجموعات القيادية" الحزبية، التي تحوّلت لاحقًا إلى "لجان مركزية" ذات تأثير كبير في صنع القرار الوطني. هذه الهيئات أصبحت أدوات فعالة لتركيز السلطة في يد القيادة العليا.

فعلى سبيل المثال، تم تأسيس لجنة عليا لشؤون هونج كونج وماكاو عام 2020، وتوسعت صلاحياتها لتشمل ملفات الأمن والدبلوماسية، في سابقة تؤكد مركزية القرار. كما تم إنشاء لجان مشابهة للسيطرة على ملفات مثل الاستقرار المالي، والسياسات الدينية، والأمن السيبراني.

وفي عام 2023، شهدت هذه الهيئات تطورًا لافتًا مع تأسيس لجنتين جديدتين اللجنة المالية المركزية واللجنة المركزية للعلوم والتكنولوجيا، برئاسة رئيس مجلس الدولة لي تشيانج ونائب رئيس مجلس الدولة دينج شيويه. كما أصبح مدير مكتب شي الشخصي، كاي تشي، رئيسًا للجنة الفضاء السيبراني.

توزيع للمهام

في السياق ذاته، لفت مراقبون للصحيفة، إلى أن "شي" بدأ تفويض بعض المهام البروتوكولية، إذ لم يحضر قمة "البريكس" المقررة في ريو دي جانيرو هذا العام، كما سبق أن غاب عن قمة مجموعة العشرين في الهند عام 2023، وشارك فيها لي تشيانج نيابة عنه.

وقال نيل توماس، الباحث في مركز تحليل الصين التابع لجمعية آسيا، إن التعديلات الأخيرة "تهدف إلى تحسين كفاءة هيئات الحزب، وتعزيز فعالية الرقابة على السياسات"، مضيفًا أن تفويض بعض المسؤوليات لا يعكس بالضرورة نية للتقاعد، بل حرص "شي" على التركيز على أولوياته الاستراتيجية طويلة الأمد.