الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حدوة الحصان.. "البديل من أجل ألمانيا" يتحالف مع "الحزب الشيوعي الصيني"

  • مشاركة :
post-title
أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

اكتسب حزب "البديل من أجل ألمانيا"، وهو حزب سياسي يميني، شعبية كبيرة وأقام علاقات غير متوقعة بسبب الصين، فعلى الرغم من الاتهامات بالعنصرية، والنازية الجديدة والتطرف، اكتسب الحزب قدرًا كبيرًا من الدعم، حيث بلغت نسبة تأييده في استطلاعات الرأي 21%، الأمر الذي جعله الحزب السياسي الأسرع زيادة في الشعبية في ألمانيا، وغذى صعوده المواقف المتشددة المناهضة للمهاجرين ولحزب الخضر، تزامنًا مع التحديات الاقتصادية والتضخم المستمر في البلاد، وذلك بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورننج بوست".

الدعوة إلى علاقات أوثق مع الصين

ويتضمن موقف السياسة الخارجية لحزب البديل من أجل ألمانيا الدعوة إلى علاقات أوثق مع الصين، ومعارضة تدخل ألمانيا في الشؤون الداخلية لبكين المتعلقة بحقوق الإنسان ومضيق تايوان، كما ينتقد الحزب استراتيجية برلين تجاه الصين، ويصورها على أنها محاولة لفرض الأيديولوجية والمصالح الغربية، ويعد هذا التحالف مع الصين مفاجئًا بشكل خاص نظرًا لخلفية حزب البديل من أجل ألمانيا اليمينية المتطرفة وموقفه التقليدي المناهض للشيوعية.

"البديل من أجل ألمانيا" في الصين

وفي خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات مع الصين، أرسل حزب البديل من أجل ألمانيا وفدًا رفيع المستوى إلى بكين وشنجهاي في زيارة تستغرق أسبوعًا لتعزيز العلاقات مع الحزب الشيوعي الصيني، وتعد الزيارة تاريخية، والأولى من نوعها، وتهدف إلى تعزيز شرعية الحزب الدولية الذي تعرض لانتقادات بسبب انتماءاته المثيرة للجدل، وضم الوفد الرئيسة المشاركة للحزب أليس فايدل والمتحدث باسم السياسة الخارجية بيتر بيسترون.

اختلاف أيديولوجي

وعلى الرغم من الاحتكاك بين حزب البديل من أجل ألمانيا والأيديولوجية الشيوعية في الصين، فإن موقف الحزب المؤيد للصين ملحوظ، ويبدو أن اهتمام الحزب بالأنظمة غير الليبرالية، إلى جانب الاعتبارات الاقتصادية، هو الذي يدفع وجهة نظره الإيجابية تجاه الصين، كما أن النهج المحافظ الذي يتبناه الحزب الشيوعي، والحكم الهرمي من أعلى إلى أسفل، والأولويات الاقتصادية، يتردد صداها لدى عناصر معينة داخله.

استراتيجية عملية

وينظر بعض الخبراء إلى تحالف حزب البديل من أجل ألمانيا مع الصين باعتباره استراتيجية عملية لبناء العلاقات وتأمين الاعتراف الدولي. وبالنسبة للصين فإن التعامل مع حزب يحقق مكاسب في أقوى اقتصاد في أوروبا قد يكون مفيدًا لجهودها الدبلوماسية. وإن استعداد بكين للتواصل مع مختلف الأطياف السياسية، بغض النظر عن الاختلافات الأيديولوجية، يعكس استراتيجيتها طويلة المدى المتمثلة في تنمية الاتصالات التي يمكن أن تشكل السياسات في بلدانها.

حدوة الحصان

ويعد تعاون حزب البديل من أجل ألمانيا مع الحزب الشيوعي الصيني مظهرًا من مظاهر نظرية "حدوة الحصان" - التي تفترض أن أقصى اليسار وبدلاً من أن يكونا على طرفي نقيض ومتعارضين، فإنهما يتشابهان إلى حد بعيد مع بعضهما البعض، على غرار الطريقة التي يكون فيها طرفي حدوة الحصان متقاربان من بعضهما البعض- ما يشير إلى أن عناصر أقصى اليسار وأقصى اليمين يمكن أن تجد أرضية مشتركة حول قضايا محددة، ومع نمو نفوذ الحزب واكتسابه الاعتراف على الساحة الدولية، فإن أنشطة حزب البديل من أجل ألمانيا مع الصين تسلط الضوء على التقاطعات المعقدة بين الأيديولوجية والسياسة والعلاقات الخارجية في المشهد العالمي اليوم.