الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ارتفاع هائل.. تزايد اضطرابات ما بعد الصدمة في إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
تزايد حالات اضطرابات ما بعد الصدمة في إسرائيل

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

شهدت إسرائيل ارتفاعًا حادًا في تشخيصات اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بين البالغين، حيث تضاعف عدد الحالات تقريبًا خلال العامين الماضيين، وفقًا لبيانات منظمات الرعاية الصحية "مكابي" و"لئوميت" و"مؤوحيدت"؛ كما نقل تقرير لصحيفة "هآرتس".

ورغم أن خدمات كلاليت الصحية، أكبر مُقدِّم للرعاية الصحية العامة في دولة الاحتلال، لم تُصدر أرقامًا رسمية بعد. لكن ينقل التقرير عن مسؤولي صندوق المرضى إن عدد تشخيصات اضطراب ما بعد الصدمة الجديدة بين أعضائها قد ارتفع بنسبة تتراوح بين 70% و80%.

كما تشير "هآرتس" إلى مؤشر آخر على الارتفاع الحاد في التشخيصات من إدارة إعادة التأهيل التابعة للجيش الإسرائيلي، والتي أبلغت عن زيادة كبيرة في أعداد جنود الاحتلال الذين يتعاملون مع الصدمات النفسية.

ونقل التقرير عن مصادر إن وزارة الدفاع الإسرائيلية تعالج أكثر من 26 ألف شخص يعانون من مشاكل نفسية، مقارنةً بـ 12 ألفًا قبل 7 أكتوبر 2023 "إلا أن سياسة الوزارة، التي تُسمى "إعادة التأهيل أولاً"، والتي تتضمن تأجيل الاعتراف الرسمي من خلال اللجان الطبية التابعة للوزارة، لا تزال تُخفي نطاق الأزمة بالكامل".

ارتفاع الاضطرابات

وفقًا لبيانات خدمات الرعاية الصحية في "مكابي"، ارتفعت تشخيصات اضطراب ما بعد الصدمة بين مرضى الصحة النفسية في إسرائيل بنسبة 112% منذ عام 2023.

وبين عامي 2016 و2022، بلغ متوسط ​​تشخيصات اضطراب ما بعد الصدمة 3400 مريض سنويًا. وارتفع هذا العدد إلى 6245 في عام 2023، ثم إلى 8234 في عام 2024؛ واستمر هذا الارتفاع حتى عام 2025، حيث سُجِّلت حوالي 2000 حالة تشخيص إضافية في الربع الأول من العام.

يظهر اتجاه مماثل في بيانات خدمات الصحة في "لئوميت"، في عام 2022 تم تسجيل 2350 تشخيصًا جديدًا باضطراب ما بعد الصدمة؛ وارتفع هذا الرقم إلى 3039 في عام 2023، ثم إلى 3692 في عام 2024. ومنذ بداية عام 2025، شُخّصت 1773 حالة جديدة أخرى.

كما أفادت خدمات الصحة في "مئوحيدت" بارتفاع حاد في تشخيصات اضطراب ما بعد الصدمة، حيث ارتفعت الحالات الجديدة بنسبة 93% خلال عامي 2023 و2024 مقارنةً بالسنوات السابقة.

ووفقًا للبيانات، سُجِّلت 3046 حالة تشخيص جديدة باضطراب ما بعد الصدمة في عام 2023، وارتفعت إلى 3454 حالة في عام 2024. وبالمقارنة، سُجِّلت 2367 حالة في عام 2022 و2098 حالة في عام 2021.

وبين عامي 2016 و2020، سجّلت مئوحيدت متوسطًا سنويًا قدره 1682 حالة تشخيص جديدة باضطراب ما بعد الصدمة.

الصدمة المتكررة

طوال فترة العدوان الإسرائيلي، وثّقت تقارير عديدة ارتفاعًا حادًا في تحديات الصحة النفسية والمعاناة بدرجات متفاوتة بين الإسرائيليين.

وبحسب بيانات منظمة "إران"، وهي خدمة الإسعافات الأولية العاطفية في إسرائيل، فقد تلقى خط المساعدة التابع للمنظمة أكثر من نصف مليون مكالمة ورسالة -بما في ذلك عبر تطبيق واتساب- منذ السابع من أكتوبر.

وخلال الأيام الاثني عشر من الحرب ضد إيران، سجلت "إران" 13335 اتصالاً، مع 5000 اتصال إضافي في الأيام التالية. ونقل التقرير عن الدكتورة شيري دانييلز، المديرة الوطنية للاستشارات في المنظمة إن حوالي 20% من المكالمات تضمنت ضائقة نفسية حادة، بما في ذلك الأفراد الذين أبلغوا عن إعادة تنشيط تجارب صادمة سابقة.

أيضًا، الشهر الماضي، نشر المركز الوطني لاضطرابات ما بعد الصدمة والمرونة في جامعة تل أبيب دراسةً حول اضطراب ما بعد الصدمة لدى جنود الاحتلال.

تتبعت الدراسة، التي استمرت ست سنوات، أفرادًا يخدمون في أدوار قتالية، ووجدت أن حوالي 12% ممن شهدوا القتال أبلغوا عن أعراض شديدة لاضطراب ما بعد الصدمة، مما جعلهم فعليًا غير مؤهلين للخدمة.

وبحسب الباحثين، فإن نسبة مماثلة من الجنود واجهوا صعوبات نفسية وضيقًا لم يصل إلى الحد الأدنى لتشخيص اضطراب ما بعد الصدمة، إلا أنه كان له تأثير كبير على قدرتهم ودوافعهم للعودة إلى الخدمة العسكرية.