بعد أسابيع من الدراما السياسية داخل أروقة الكونجرس الأمريكي، استطاع الجمهوريون أخيرًا تمرير مشروع ميزانية ترامب الضخم والمثير للجدل، عقب تمكنهم من تجاوز العقبة الرئيسية، التي مهَّدت لإقرار القانون في شكله النهائي قبل الموعد المحدد 4 يوليو، ووصفه رئيس النواب مايك جونسون بأنه "يمهد للعصر الذهبي الأمريكي".
ويعيد مشروع القانون الجمهوري، الذي يبلغ عدد صفحاته نحو ألف صفحة، تنظيم دور الحكومة الفيدرالية في حياة الأمريكيين، بحسب شبكة "إن بي أر"، عن طريق تحويل الموارد المالية من شبكة الأمان الاجتماعي والاستثمارات في الطاقة النظيفة، وتوجيهها لتمويل الإنفاق الجديد على أجندة ترامب والمتعلقة بتخفيضات الضرائب وقوانين الهجرة والدفاع.
التصويت النهائي
وفي جلسة التصويت النهائي، التي استمرت أكثر من 30 ساعة، تمكَّن الجمهوريون من حصد الأغلبية داخل مجلس النواب، وتمرير المشروع الذي يمثل السياسة الداخلية للحزب، بفارق صوتين، وكانت النتيجة النهائية 218 صوتًا مقابل 214 صوتًا، وذلك في حضور جميع الأعضاء بالكامل.
وخلال الجلسة، حطَّم زعيم الأقلية في مجلس النواب الديمقراطي حكيم جيفريز الرقم القياسي لأطول خطاب في مجلس النواب على الإطلاق اليوم الخميس، إذ استغرق ثماني ساعات و44 دقيقة، انتقد خلاله مشروع قانون الحزب الجمهوري، في محاولة لتأخير الجدول الزمني للموافقة عليه، إلا أنه لم ينجح في ذلك.
الوعود الانتخابية
ومن أهم بنود مشروع ميزانية ترامب، بحسب شبكة "سي إن بي سي"، تمديد التخفيضات الضريبية التي أقرها ترامب عام 2017، كما سيُلغى فرض الضرائب على الإكراميات وساعات العمل الإضافية، وهو أحد الوعود الانتخابية التي قطعها ترامب خلال حملته الانتخابية.
ويتضمن مشروع القانون أيضًا إنفاقًا جديدًا على وزارة الدفاع وقوانين الهجرة، ورفع سقف الدين الوطني بمقدار 5 تريليونات دولار، ومن أجل تمويل تلك السياسات، سيتم العمل على خفض الإنفاق عبر مجموعة من البرامج، كان من أبرزها برنامج ميديكيت الطبي، والذي يوفر الرعاية الصحية لنحو 70 مليون أمريكي.
إجمالي العجز
ولكن على الرغم من إقرار المشروع رسميًا في البرلمان الأمريكي، أكد محللون اقتصاديون، وفقًا لشبكة إيه بي سي، أنه من المنتظر أن يتسبب في اختلال التوازن المالي للحكومة، وقدرت لجنة الميزانية الفيدرالية المسؤولة إجمالي العجز في الولايات المتحدة أنه سيضيف 4 تريليونات دولار عجزًا في الميزانية على مدى 10 سنوات.
وتعهد رئيس مجلس النواب، في خطاب ألقاه في قاعة المجلس بعد إعلان النتيجة، بأن مشروع القانون من شأنه أن يجعل الولايات المتحدة الأمريكية أقوى وأكثر أمنًا وازدهارًا من أي وقت مضى، وشدد على أنهم اليوم يضعون الأساس للعصر الذهبي الجديد لأمريكا.
سرقة الأمريكيين
وفي المقابل، حذَّرت اللجنة الوطنية الديمقراطية عقب تصويت مجلس النواب من أن الأمريكيين سيموتون بسبب أحكام مشروع قانون السياسة الداخلية للحزب الجمهوري، مشيرة إلى أن هذا مخطط ضخم لسرقة أموال الأسر العاملة والأطفال وكبار السن وسيدمر المجتمعات في الولايات الزرقاء والحمراء على حد سواء.
وأكد الديمقراطيون أن 17 مليون أمريكي سيفقدون الرعاية الصحية، وأكثر من 5 ملايين سيفقدون المساعدات الغذائية، والملايين سيفقدون وظائفهم، مشددين على أن الناخبين الذين ينتمون إلى المشرعين سيموتون من الجوع، وسيخسرون الرعاية الطبية الحرجة، وسيخسرون وظائفهم وسيموت بعضهم نتيجة لهذا القانون.