الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الشيوخ الأمريكي" يخوض "معركة الحسم" في مشروع ترامب للضرائب

  • مشاركة :
post-title
مبنى الكابيتول الأمريكي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشف الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي عن نسختهم من مشروع قانون الرئيس دونالد ترامب الضخم للضرائب والهجرة، بقيمة تقارب 4 تريليونات دولار.

ويستعد زعيم الأغلبية الجمهورية جون ثون من ولاية داكوتا الجنوبية، لإجراء تصويت إجرائي حاسم، اليوم الأحد، لتمرير هذا المشروع، والذي يواجه معارضة شعبية واسعة وانقسامات داخلية في الحزب الجمهوري، بحسب ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست.

مشروع قانون شامل

يهدف مشروع القانون إلى تحقيق عدة أهداف من أجندة ترامب، إذ يسعى لتمديد تخفيضات ضريبية بقيمة تقارب 4 تريليونات دولار، وتنفيذ وعود الحملة الانتخابية مثل إلغاء الضرائب على البقشيش.

كما يتضمن المشروع تمويل حملة الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين التي وعدت بها إدارة ترامب، بالإضافة إلى بناء نظام الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية" الذي طالما تحدث عنه الرئيس ترامب.

وبحسب واشنطن بوست، يستخدم الجمهوريون عملية "المصالحة الميزانية"، وهي آلية تشريعية تسمح بتمرير القوانين المتعلقة بالميزانية بأغلبية بسيطة فقط (51 صوتًا) بدلًا من الحاجة إلى 60 صوتًا لكسر العرقلة الديمقراطية المحتملة في مجلس الشيوخ، حيث سيصوّت المشرّعون أولًا على بدء النقاش حول التشريع، ثم يواجهون جلسة تعديلات قد تستمر طوال الليل، تتضمن مقترحات ديمقراطية مصممة لإضعاف المشروع أو الإضرار بالسيناتورين الجمهوريين المعرّضين سياسيًا.

استراتيجية التمويل والتخفيضات

لتعويض التكلفة الهائلة للمشروع، اقترح الجمهوريون تخفيضات حادة في برنامجين اجتماعيين حيويين، هما برنامج "ميديكيد" للتأمين الصحي الحكومي للأفراد ذوي الدخل المنخفض وذوي الإعاقة، وبرنامج "سناب" للمساعدات الغذائية المعروف سابقًا باسم "طوابع الطعام".

وحسب واشنطن بوست، ركزت هذه التخفيضات على وضع حدود صارمة على ضرائب مقدمي الخدمات في "ميديكيد"، وهي رسوم تفرضها الولايات على مقدمي الخدمات الطبية كوسيلة غير مباشرة لجمع المزيد من الأموال الفيدرالية.

وفي محاولة لتهدئة المخاوف، اقترح الجمهوريون صندوق إنقاذ بقيمة 25 مليار دولار للمستشفيات الريفية التي تضم نسبة عالية من مرضى "ميديكيد"، إلى جانب الدعوة لإلغاء برامج الطاقة النظيفة التي أطلقتها إدارة بايدن بقوة.

ويسعى بعض الجمهوريين لاستخدام هذه السياسة لإجبار الولايات على إخراج المهاجرين من قوائم المستفيدين؛ مما يثير قلق مشرعين آخرين بشأن الوضع المالي للمستشفيات الريفية التي تعتمد بشكل كبير على مرضى "ميديكيد".

معارضة شعبية واسعة

تواجه خطة ترامب الضريبية معارضة شعبية كبيرة، حيث أظهر استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست بالتعاون مع معهد "إبسوس" هذا الشهر أن 42% من الأمريكيين يعارضون مشروع الميزانية الذي "يُغير سياسات الضرائب والإنفاق وميديكيد"، مقابل 23% فقط يؤيدون المشروع، بينما أعرب 34% عن عدم وجود رأي لديهم، ويتركز القلق الشعبي بشكل أساسي على أحكام "ميديكيد" وتأثير المشروع على الدين القومي الأمريكي.

يواجه المشروع تحديات داخلية كبيرة من الحزب الجمهوري نفسه، إذ شوهد السيناتوران توم تيليس من نورث كارولينا وليزا موركوفسكي من ألاسكا، اللذان عبّرا عن مخاوفهما من أحكام "ميديكيد"، وهما يتناقشان مع زعيم الأغلبية ثون مساء الجمعة في قاعة مجلس الشيوخ.

وتواجه السيناتور موركوفسكي ضغوطًا شديدة من المشرعين في ولايتها، إذ حذر برايس إدجمان، المستقل الذي يشغل منصب رئيس مجلس النواب في ألاسكا، وكاثي جيسيل، الجمهورية التي تشغل منصب زعيمة الأغلبية في مجلس الشيوخ المحلي، يوم الجمعة من أن المشروع قد يؤدي إلى فقدان حوالي 40 ألف مواطن ألاسكي للتغطية الصحية.

كما أعرب السيناتور جوش هاولي من ولاية ميزوري، وهو جمهوري آخر عبّر عن قلقه من التخفيضات المحتملة في "ميديكيد"، يوم الجمعة، أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيصوّت لصالح تمرير المشروع.