الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اجتماعات خلف الكواليس.. أمريكا تدرس احتواء الغضب الإيراني بحوافز وإغراءات مالية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي والمرشد الإيراني على خامنئي

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلف الكواليس، عدة مقترحات وحوافز وإغراءات مالية كبيرة تقدمها لإيران، بهدف إعادتها مرة أخرى لطاولة المفاوضات والسيطرة على فكرة إنتاج أسلحة نووية مستقبلًا.

وفجر الجمعة 13 يونيو الجاري، شنت إسرائيل ضربة مفاجئة على مواقع نووية ومنشآت عسكرية إيرانية، واستهدفت قادة على مستويات عالية في الجيش والحرس الثوري وعلماء ومواقع إنتاج أسلحة مختلفة في جميع أنحاء البلاد، بزعم أن طهران كانت على بعد خطوات من إنتاج سلاح نووي.

اتفاق نووي

ولكن تلك العملية تسببت في إيقاف المفاوضات المباشرة بين أمريكا وإيران، التي كانت تجري بقيادة مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي عقد بالفعل 5 جولات من المفاوضات، سعيًا للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.

خلال تلك المحادثات، أكدت الولايات المتحدة أن إيران يمكنها امتلاك برنامج نووي لأغراض سلمية، ولكنها لا تستطيع أبدًا تخصيب اليورانيوم على أراضيها، واقترحت بدلًا من ذلك أن تستورد طهران اليورانيوم المخصب من طرف إقليمي ثالث.

طاولة المفاوضات

وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع الرد الإيراني خلال جولة سادسة من المحادثات، شنَّت إسرائيل ضربتها الجوية، وأوقفت تلك المحادثات، وجرَّت الولايات المتحدة إلى الحرب، التي أسقطت قنابلها الخارقة للتحصينات على 3 مواقع نووية إيرانية مهمة.

وبعد توصل الطرفين المتحاربيْن لوقف إطلاق النار بعد 12 يومًا من الصراع، رفضت إيران العودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة، وهو ما دفع الأخيرة للبحث عن وسطاء إقليميين ودوليين من أجل التحدث مع طهران.

منشأة فوردو النووية
عدة اقتراحات

وتعمل الولايات المتحدة الآن، بحسب مصادر مطلعة تحدثت إلى شبكة "سي إن إن"، مع جهات فاعلة في الشرق الأوسط، من أجل إعادة إيران مرة أخرى لطاولة المفاوضات، وتم تقديم عدة اقتراحات كحوافز وإغراءات مالية لتحقيق ذلك الهدف.

وناقشت إدارة ترامب إمكانية مساعدة إيران في الوصول إلى ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي لإنتاج الطاقة لأغراض مدنية، وتخفيف العقوبات، وتحرير مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المحتجزة في الخارج.

اجتماع سري

وجاء في مسودة المقترحات الأولية، التي تم إعدادها في اجتماع سري استمر لساعات بين ويتكوف وشركاء من الخليج، أنه يمكن استثمار ما بين 20 إلى 30 مليار دولار في برنامج إيراني جديد غير مُخصب، يُستخدم لأغراض الطاقة المدنية.

وتشمل الحوافز الأخرى إمكانية رفع بعض العقوبات المفروضة على إيران، والسماح لها بالوصول إلى 6 مليارات دولار، موجودة حاليًا في حسابات مصرفية أجنبية والتي يُحظر عليها استخدامها بحرية بسبب العقوبات المفروضة عليها.

احتواء الغضب الإيراني

مقترح آخر تدرسه إدارة ترامب حاليًا، ويتضمن دفع حلفاء الولايات المتحدة تكاليف استبدال منشأة فوردو النووية، التي تم قصفها بالقنابل الخارقة للتحصينات، ببرنامج نووي سلمي مدني لأغراض الطاقة، ولكن هناك شرط واحد لن تتنازل عنه الولايات المتحدة وهو عدم تخصيب اليورانيوم نهائيًا.

ونقلت الشبكة عن المسؤولين المطلعين على المقترحات، أن هناك أملًا داخل إدارة ترامب بعد الأحداث الماضية، أن توافق إيران على الشروط الأمريكية، وتوقف أي جهود يمكن أن تقربها من تطوير أي سلاح نووي في المستقبل.

ويظهر جليًا أن الولايات المتحدة الأمريكية، تحاول احتواء الغضب الإيراني من مشاركتها في الحرب مع إسرائيل، وظهرت بوادر ذلك الغضب في قرار البرلمان بتعليق الملاحة في مضيق هرمز، والموافقة على تشريع ينهي تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.