الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ربع تجارة النفط العالمية محاصرة.. "مضيق هرمز" قنبلة إيران الخانقة للاقتصادات

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمرشد الأعلى الإيراني علي خامئني

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

كان قرار إغلاق إيران مضيق هرمز، أحد الأوراق المهمة في يد طهران، التي لجأت إليه فورًا ردًا على الضربة الجوية الأمريكية على المنشآت النووية، بعد أن صادق البرلمان الإيراني، اليوم الأحد، على إغلاق ممر العبور العالمي والحيوي،

وتتمسك إيران بقدرتها على إغلاق مضيق هرمز، كملاذ أخير للتصعيد، ويعني إغلاق المضيق استحالة الملاحة فيه، مع احتمال قيام البحرية الإيرانية بزرع ألغام في الماء لردع السفن، أو إطلاق الجيش صواريخ لمضايقة ناقلات النفط، بحسب "وول ستريت جورنال".

ويُعد هذا المضيق، الذي يفصل بين إيران وسلطنة عُمان، بوابة حيوية لشحنات النفط من دول الخليج العربي، ويأتي التأييد البرلماني مباشرة بعد أن شنّت الولايات المتحدة ضربات على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية الإيرانية.

وبعد ضرب الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية، أصبح أصحاب ناقلات النفط وسوق النفط في حالة من التوتر انتظارًا لمعرفة ما إذا كانت إيران ستنفذ تهديداتها بتعطيل حركة الشحن في مضيق هرمز.

مضيق هرمز

ويقع المضيق بين إيران في الشمال وسلطنة عُمان في الجنوب، ويمر عبره نحو ربع تجارة النفط العالمية، حيث تمر عبره عشرات الناقلات العملاقة التي يمكنها نقل مليوني برميل في شحنة واحدة كل يوم بعد تحميلها في محطات النفط في إيران والمملكة العربية السعودية والكويت.

يمرّ نحو 20% من تجارة النفط العالمية عبر المضيق. وقد صرّح بعض الخبراء بأنّ إغلاق إيران للمضيق قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة تتراوح بين 30% و50% فورًا، مع ارتفاع أسعار البنزين بما يصل إلى 5 دولارات للجالون.

قال إريك هانيل، الرئيس التنفيذي لشركة ستينا بالك السويدية لتشغيل ناقلات النفط: "لدينا ثلاث ناقلات في المنطقة، ولم نشهد أي تهديدات حتى الآن، ما تعرضنا له هو تداخل كبير مع أنظمتنا الملاحية بسبب التفجيرات".

وقال إن الحرس الثوري الإيراني يطرح عبر اللاسلكي أسئلة على أطقم الناقلات مثل كمية النفط التي تحملها، ومصدرها، ووجهتها، وتحديد أصحاب الناقلات.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

ومن شأن أي خلل في المضيق أن يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط. يربط هذا الممر المائي عند مصب الخليج العربي بالمحيط الهندي، ويبلغ طوله 100 ميل وعرضه 21 ميلًا، ما يجعله هدفًا سهلًا للصواريخ والمروحيات الإيرانية وقوارب الدورية التابعة للحرس الثوري.

وقال مشغلو ناقلات النفط الكبرى، إنهم يتابعون التطورات عن كثب وليس لديهم خطط فورية لسحب سفنهم من المنطقة.

وتمثل الضربات الأمريكية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، والتي أطلق عليها اسم "عملية مطرقة منتصف الليل"، في أصفهان وفوردو ونطنز أول تدخل مباشر من جانب الولايات المتحدة في الأزمات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل.

وقد أثار هذا الإجراء ردود فعل عنيفة، حيث أشار كثيرون إلى عدم وجود موافقة من الكونجرس على هذه الخطوة العسكرية.

خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، استهدفت إيران ناقلات النفط ومنشآت تحميله. لم تُغلق هذه الإجراءات المضيق بالكامل، لكنها تسببت في ارتفاع حاد في أقساط تأمين الشحن البحري، وأدت إلى تأخير حركة الملاحة البحرية.

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان

أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، اليوم الأحد، أن "البرلمان توصل إلى قرار بإغلاق مضيق هرمز، لكن القرار النهائي في هذا الشأن يعود إلى المجلس الأعلى للأمن القومي".

أُجري التصويت اليوم عقب "عملية مطرقة منتصف الليل"، التي حلقت فيها سبع قاذفات شبحية من طراز بي-2 فوق إيران وألقت 14 قنبلة خارقة للذخيرة الضخمة (MOP) على موقعين نوويين إيرانيين، أحدهما موقع فوردو، واستُهدف موقع ثالث بصواريخ كروز من طراز توماهوك أُطلقت من غواصات.

صرّح الرئيس دونالد ترامب بأن المواقع قد دُمّرت بالكامل خلال العملية الأمريكية، التي شملت 125 طائرة في عملية استغرقت 25 دقيقة فقط، إلا أن رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دان كين، صرّح اليوم بأن تقييم حجم الأضرار التي لحقت بالمواقع سيستغرق بعض الوقت.

كذلك صرح مسؤولون في البنتاجون بأن الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية التي شُنّت ليلًا شملت 125 طائرة وطائرة مُضلِّلة، بينما انطلقت قاذفات بي-2 من ميسوري، وحلّقت مجموعة أخرى من قاذفات بي-2 غربًا فوق المحيط الهادئ لإبعاد إيران.

وأضافوا أن المواقع الثلاثة لحقت بها أضرار جسيمة، على الرغم من أن الخبراء أفادوا بأنه لا يوجد تقييم موثوق للأضرار حتى الآن.

قالت واشنطن إنها أرسلت رسائل إلى طهران تحث فيها إيران على الانخراط في محادثات السلام، لكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ألقى بظلال من الشك على احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي على المدى القصير.