أشعلت الضربة الأمريكية للمواقع النووية الرئيسية الثلاثة في إيران، فجر اليوم الأحد، أسعار النفط وارتفاعها بشكل حاد، ما أثار مخاوف كبيرة من تأثير ذلك على أسعار الغاز في أمريكا، وزادت المخاوف من توسع الصراع في الشرق الأوسط، ما قد يؤدي إلى اضطراب سوق النفط.
ومع ارتفاع أسعار النفط في معظم الدول الغربية، قد تشهد الأسعار زيادات إضافية، حيث سيكشف رد فعل إيران على الهجوم الأمريكي ما إذا كان الصراع سيتطور إلى صراع إقليمي أو دولي كبير، بجسب "نيوزويك" الأمريكية.
كذلك قد ترد إيران باستهداف القوات الأمريكية في المنطقة، أو تعطيل إمدادات النفط العالمية، أو تسريع برنامجها النووي. ومع ذلك، حذّر ترامب من المزيد من العمل العسكري إذا لم تقرر طهران السعي نحو السلام الآن.
وخلال الأسبوع الماضي، قفزت أسهم خام برنت بنسبة 11% منذ الهجوم الإسرائيلي على إيران، ومن المتوقع أن تواصل ارتفاعها غدًا الاثنين، على الرغم من تقلب الأسعار. كان سعر النفط استقر أول أمس الجمعة، بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة متعلقة بإيران، ما عزّز الآمال في إمكانية التوصل إلى اتفاق تفاوضي بين البلدين، كان هذا التحسن في السوق مؤقتًا فقط، بعد أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز، أهم ممر نفطي في العالم، ردًا على الضربات الأمريكية، وفقًا ل"رويترز".
قال جريج كينيدي، مدير مجموعة أبحاث الصراع الاقتصادي والمنافسة في كلية كينجز كوليدج: "إن المخاوف من أن تهاجم إيران البنية التحتية النفطية الأمريكية في المنطقة، وتفرض سيطرتها على مضيق هرمز، قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار والتكهنات حول أمن وموثوقية الإمدادات".
وأضاف: "إن عدم وضوح مدة استمرار هذا الوضع سيؤدي أيضًا إلى تكديس أو شراء استباقي من قبل دول أخرى، وبالتالي هناك مخاوف من منافسة العرض التي سترفع الأسعار".
وفي معرض حديثه عن التأثير غير المباشر لهذا على أسعار الغاز الأمريكية، قال كينيدي: "على المدى الطويل، سيشهد الصراع بالتأكيد ارتفاعًا في أسعار الطاقة عند محطات الوقود"، وهذا ليس عملًا يقتصر على منطقة الخليج فحسب، بل له آثار استراتيجية عالمية أوسع.
وقال "كينيدي" إن ارتفاع أسعار النفط قد يعني أيضًا أن روسيا قادرة على كسب المزيد من المال، بعد أن ارتفع سعر النفط من منطقة الأورال بالفعل بنسبة 26% في الشهر الماضي، وهذا يجعل الحرب في أوكرانيا تدوم لفترة أطول الآن، كما أنه يمنح الرئيس فلاديمير بوتين ذخيرة سياسية واقتصادية لمواصلة جهوده الحربية وتجنب الحاجة إلى محادثات السلام.