الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كل الاحتمالات مفتوحة.. سيناريوهات رد إيران على الضربة الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
قصف إسرائيلي على مستودع نفط شهران شمال غرب طهران

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

تتجه الأنظار إلى طهران لمعرفة ردها بعد الضربات الأمريكية على 3 منشآت نووية رئيسية، فجر اليوم الأحد، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة قصفت 3 منشآت نووية رئيسية في إيران، وهدد بشن المزيد من الهجمات إذا لم تسعَ طهران إلى السلام.

حتى فجر اليوم، كان التصعيد يدور في الغالب بين إيران وإسرائيل، إلى أن جاء قرار ترامب بإرسال 6 قاذفات شبحية من طراز (B-2) واستهداف المواقع النووية الإيرانية الثلاثة بصواريخ كروز ليُصعّد الصراع بشكل كبير، ويدفع الولايات المتحدة إلى عمليات هجومية، بدلًا من مجرد اتخاذ موقف دفاعي لحماية إسرائيل والقوات الأمريكية في المنطقة.

اليوارنيوم المخصب في مكان آمن

في وقت سابق اليوم نقلت وكالة رويترز عن مصدر إيراني كبير قوله إن "معظم اليورانيوم عالي التخصيب بمنشأة فوردو النووية الإيرانية نقل إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأمريكي"، بينما دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاجتماع طارئ في ظل التطورات الأخيرة.

وقالت رويترز نقلا عن المصدر الإيراني الذي لم تذكر اسمه، إنه "تم تقليص عدد العاملين في موقع فوردو إلى الحد الأدنى قبل الضربات الأمريكية".

موقع فوردو النووي في إيران
ترامب خان إيران

صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على مواقع التواصل الاجتماعي، "بأن إيران تحتفظ بجميع الخيارات للدفاع عن نفسها"، وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

وأضاف "عراقجي"، خلال مؤتمر صحفي عقده بإسطنبول، أن الإدارة الأمريكية مسؤولة بشكل كامل عن التداعيات الخطيرة للعدوان، موضحًا أن واشنطن تعمل مع نظام الإبادة الإسرائيلي وهو ما يظهر عدائيتها على شعبنا.

وأكد أن بلاده ستستخدم كل السبل الممكنة والضرورية لمواجهة العدوان الأمريكي والإسرائيلي، مشيرًا إلى أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خان إيران ورضخ لطموحات مجرم اعتاد على استغلال أراضي وثروات الشعوب لتحقيق أهداف إسرائيل".

تفجيرات انتحارية

وبينما هدد ترامب بشن المزيد من الهجمات ما لم تسعَ إيران إلى السلام، قال كريم سجادبور، الزميل البارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي والخبير في الشؤون الإيرانية، "بأنه من غير المرجح أن تسلك قيادة البلاد هذا الطريق. لكن ردها قد يكون كارثيًا أيضًا".

وتوقع الخبير في الشؤون الإيرانية في سلسلة منشورات على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "العديد من خيارات الرد الإيرانية تُعادل استراتيجيًا التفجيرات الانتحارية. يمكنهم ضرب السفارات والقواعد الأمريكية، ومهاجمة منشآت النفط في الخليج العربي، وتلغيم مضيق هرمز، أو إمطار إسرائيل بالصواريخ - لكن النظام قد لا ينجو من رد الفعل العنيف".

كل الاحتمالات مفتوحة

فيما أكد الباحث الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية حميد رضا عزيزي، في تصريحات لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن كل الاحتمالات ستكون مفتوحة أمام طهران للرد على الهجوم الأمريكي على مواقعها النووية.

وأوضح عزيزي، أن طهران راعت منذ بدء الهجمات الإسرائيلية يوم 13 يونيو الجاري، بشكل استراتيجي الحفاظ على مخزون كافٍ من الصواريخ تحسبا لهجوم أمريكي محتمل واستعداد لتوسيع نطاق الحرب.

أذرع إيران بالمنطقة

من جانبه، أشار المحلل البحثي الأول في الاتحاد الوطني للديمقراطية في إيران، خسرو صايح أصفهاني، إلى أن التورط الأمريكي المباشر في الصراع بين إسرائيل وإيران، قد يدفع طهران إلى تحريك أذرعها في المنطقة والخلايا النائمة التابعة لمخابراتها حول العالم.

ورأى المحلل البحثي، في تصريحات لمجلة "نيوزويك"، أن طهران قد تطلق العنان لعمليات تخريبية أخرى باعتبار المواجهة الحالية صراعًا وجوديًا للنظام.

صاروخ باليستي إيراني
إحداث أزمة مالية

وتستعد أسواق الطاقة لصدمة قوية مع استيعاب المستثمرين لتداعيات القصف الأمريكي لإيران، إحدى أكبر الدول المُصدرة للنفط، وفقًا لموقع "فورتشن" الأمريكي.

وارتفعت أسعار النفط الخام بالفعل في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية مباشرة، وقد ترتفع أكثر اعتمادًا على رد إيران.

في مذكرة نُشرت الأسبوع الماضي، قدّر جورج سارافيلوس، رئيس أبحاث العملات الأجنبية في دويتشه بنك، أن أسوأ سيناريو، وهو انقطاع كامل لإمدادات النفط الإيرانية وإغلاق مضيق هرمز، قد يرفع أسعار النفط إلى ما يزيد على 120 دولارًا للبرميل.

ويعود ذلك إلى أن مضيق هرمز يُمثل نقطة اختناق حيوية في تجارة الطاقة العالمية، إذ يمر عبره ما يعادل 21% من استهلاك السوائل البترولية العالمي، أي نحو 21 مليون برميل يوميًا.

كما ضعفت قدرة إيران على استخدام وكلائها وحلفائها في المنطقة للرد نيابةً عنها بشكل كبير، إذ أضعفت الهجمات الإسرائيلية حركة حماس في قطاع غزة وحزب الله في جنوب لبنان.

احتجاز أمريكيين

حذر محللون آخرون من احتمال رد إيران باحتجاز أمريكيين رهائن أو شن هجمات إلكترونية. وكان الحوثيون في اليمن صرحوا "بأن أي هجوم أمريكي على إيران سيؤدي إلى هجمات على السفن الأمريكية في المنطقة"، بحسب موقع "فورتن" الأمريكي.

لكن الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك، الذي شغل سابقًا منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا، صرّح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، بأنه لا يعتقد أن إيران ستلجأ إلى رد أقصى كإغلاق مضيق هرمز.

ضرب القواعد الأمريكية

بدلًا من ذلك، قد تُطلق إيران بعض الصواريخ على قواعد أمريكية في المنطقة، أو تُوجّه العناصر الموالية لطهران في العراق لمهاجمة القوات الأمريكية.

وذكر سجادبور: "لا أرى ردًا كبيرًا، هذا النظام الإيراني يُحسب حسابه بدقة. إنه حريص جدًا على فهم أين يريد أن يذهب".

في الوقت الحالي، ليس من الواضح بعد ما إذا كانت الهجمات الأمريكية على إيران ستكون حاسمة. وأشار سجادبور إلى أن المرشد الأعلى علي خامنئي، يعتقد أن الرضوخ للضغوط يُظهر الضعف ويدعو إلى المزيد من الضغوط.

وقال أيضًا إن خامنئي ليس "مقامرًا متهورًا"، ما يخلق توترًا بين غرائزه للبقاء وغرائزه المتحدية. وأضاف: "هذه لحظة غير مسبوقة في التاريخ الإيراني". قد يُرسّخ النظام أو يُعجّل بزواله، ويمنع إيران من برنامجه النووي أو يُعجّل بزواله.