الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تداعيات كارثية.. مخاوف أمريكية تجاه الانضمام لإسرائيل في حرب إيران

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

يعتقد مسؤولون إسرائيليون أن الولايات المتحدة ستنضم إلى الهجمات العسكرية على إيران، في الأيام المقبلة، بعد أن ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أمس الأربعاء، أن الرئيس الأمريكي وافق على الخطط التشغيلية، وقالت "بلومبرج"، إن الضربات الأمريكية من المقرر أن تبدأ نهاية هذا الأسبوع.

الانضمام للحرب

داخل الولايات المتحدة، اشتد النقاش حول الثمن الذي قد تدفعه إذا انضمت إلى القتال. ووفقًا لشبكة "سي إن إن"، جادل مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية بأن اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، عام 2020، لم يُحدث تصعيدًا إقليميًا.

وحذرت صحيفة "نيويورك تايمز" من تكرار أخطاء الماضي بعد أن توقعت الولايات المتحدة انتهاء حرب العراق عام 2003 بسرعة، لكنها كلفت أكثر من 4000 أمريكي حياتهم واستمرت نحو 9 سنوات. كما كانت الحرب في أفغانستان مطولة ومكلفة، إذ استمرت 20 عامًا وتكبدت ثمنًا باهظًا.

وإذا انضمت الولايات المتحدة إلى الهجوم على البرنامج النووي الإيراني، فلن يكون ذلك بقوات برية، على عكس الحروب السابقة. ستلقي قاذفات بي-2 قنابل تزن 13 طنًا على المنشأة النووية في فوردو، المحفورة عميقًا تحت الأرض، وقد تدمر القاعات الشاسعة، التي تضم أجهزة طرد مركزي متطورة لتخصيب اليورانيوم، وكانت في مرمى نيران الجيش الأمريكي منذ أن كشفتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون للعالم، عام 2009، الذين اتهموا إيران آنذاك بالخداع.

مخاطر كارثية

وأعطى مسؤولو الأمن في الإدارة الأمريكية خيار قصف فوردو مزيدًا من الدراسة والنقاش والتحضير مقارنة بأي عملية عسكرية سابقة. وصرّح خبراء عسكريون وجيولوجيا للصحيفة، بأن "قصف المنشأة تحت الأرض ممكن، لكنه ينطوي على بعض المخاطر المتوقعة وغير المتوقعة"، وفقًا لصحيفة "التايمز" البريطانية.

وقال مسؤول للصحيفة: "هناك قائمة طويلة من الأمور التي قد تسوء"، أحد المخاوف إسقاط قاذفة بي-2 فوق إيران، على الرغم من نجاح الضربات الإسرائيلية في تعطيل معظم الدفاعات الجوية الإيرانية.

كما قد تكون هناك حسابات خاطئة، وربما لا تخترق القنابل الخارقة للدروع أو القنابل الخارقة للتحصينات المخبأة ما يكفي للوصول إلى المنشأة. وقال رافائيل جروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، "إنه كان هناك ويعلم أن عمقها يقارب كيلومترًا واحدًا"، لكن العديد من الخبراء يتفقون على أن الخطر الحقيقي قد يأتي بعد نجاح الولايات المتحدة في تدمير "فوردو".

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الهجمات الإسرائيلية أظهرت لقادة إيران ضرورة الإسراع في امتلاك القدرة النووية، والقيام بذلك سرًا، تمامًا كما فعلت كوريا الشمالية في الماضي، إذ تمتلك اليوم ما لا يقل عن 60 سلاحًا نوويًا في ترسانتها، ما يضمن ألا تُفكر أي دولة بالعالم في شن هجوم مماثل على بيونج يانج.

رد عنيف

حذّرت إيران مرارًا وتكرارًا من أنها ستستهدف القواعد والأصول الأمريكية في المنطقة حال انضمام الولايات المتحدة إلى الهجمات الإسرائيلية. وتقع جميع هذه القواعد ضمن نطاق صواريخ إيران الباليستية، ما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد إذا كان الرد الإيراني شديدًا للغاية، وأسفر عن إصابة أو مقتل جنود أمريكيين، حينها سيضطر ترامب إلى الرد بقوة أكبر، ما يزيد من خطر التورط مع إيران.

ويمكن لإيران أيضًا الرد على أي هجوم أمريكي بوسائل أخرى، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية، كما تمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ قصيرة المدى القادرة على استهداف ناقلات النفط، ما يجعل حركة الملاحة البحرية في الخليج العربي بالغة الخطورة.

وقد يتم استهداف القواعد والأصول الأمريكية، وحركة الملاحة البحرية في الخليج، وقد تفشل القنابل الخارقة للتحصينات في تدمير فوردو وأكثر من ذلك.

وتخشى وسائل الإعلام الأمريكية من عدم حصولها على معلومات دقيقة من البيت الأبيض، وعدم الكشف عن جميع المخاطر. وطالب الديمقراطيون بخضوع قرار ضرب فوردو لموافقة الكونجرس، لكنهم أقروا بعجزهم عن إجبار الإدارة على الامتثال.