قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، إن الولايات المتحدة ربما تقصف المنشأة النووية الرئيسية في إيران في استعراض للقوة لمرة واحدة، لكن الانضمام إلى حرب شاملة للإطاحة بالنظام هو مجرد تفكير بعيد عن الواقع.
وحذر الوزراء الإسرائيلي السابق من مخاطر الهجوم الأمريكي، مشيرًا إلى أن العمل المحدود قد يؤخر طموحات إيران النووية لكنه لن يهزمها، بحسب "تايمز البريطانية".
قال باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي بين عامي 1999 - 2001 "الهدف هو إسقاط النظام الإيراني والأمر ليس سهلاً، ولكن بالتعاون مع أمريكا يُمكن تحقيقه"، وأضاف أن المشكلة تكمن في الحصول على التزام من أمريكا بالمساعدة في إسقاط النظام.
ضربة لمرة واحدة
وتابع: "المشكلة هي أنني لا أعتقد أن الرئيس الأمريكي سيميل إلى المشاركة، وربما يكون الأمر دربًا من الخيال، باستثناء ضربة لمرة واحدة على موقع فوردو، الذي لا تستطيع إسرائيل تدميره".
وأوضح أنه من المرجح أن يكون الهجوم الأمريكي "استعراضًا لمرة واحدة" على فوردو، مركز تخصيب اليورانيوم الرئيسي في إيران، حيث تدور أجهزة الطرد المركزي بسرعات تفوق سرعة الصوت مدفونة عميقًا في سلسلة جبال صخرية ــ وهو شيء يعتقد أن قاذفة أمريكية من طراز بي-2 فقط قادرة على القيام به.
تأخير خطط إيران النووية
ويعتقد باراك أن مثل هذا الإجراء المحدود قد يدفع إيران إلى مزيد من التفاوض والتوصل إلى تسوية بشأن برنامجها النووي، على الرغم من أنه زعم أن أي مكاسب من شأنها أن تؤدي فقط إلى تأخير خططها النووية بدلاً من إحباطها.
وقال باراك إن الولايات المتحدة لم تفز بأي حروب كبيرة خلال السنوات الخمس والسبعين الماضية، ما يعني أن الحروب واسعة النطاق معقدة للغاية للفوز بها، خاصة مع وجود القواعد العسكرية الأمريكية على مقربة شديدة من الحدود الإيرانية، والتي يمكن أن تتعرض لهجمات صاروخية قصيرة ومتوسطة المدى.
ورغم كونه منتقدًا لاذعًا لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الحالي، فقد أيد باراك الحرب مع إيران، رغم أنه قال إنها مبررة فقط إذا اكتشفت إسرائيل تهديدًا وشيكًا يتطلب اتخاذ إجراء استباقي لمنع إيران من تحويل مخزونها من الوقود إلى أسلحة.
صرّح الرئيس ترامب بأنه يعتقد أن إيران "قريبة جدًا" من امتلاك سلاح نووي، وفي مارس، صرّحت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، بأن الاستخبارات الأمريكية لا تعتقد أن إيران تُصنّع سلاحًا نوويًا.
وكان باراك قد انتقد بشدة حرب نتنياهو المطولة في قطاع غزة، لكنه قال إن الفترة الحالية كانت الأكثر نجاحًا خلال عشرين شهرًا من الحرب وأن نتنياهو يستحق الثناء على ذلك.
هجوم "أبريل" المتأخر
كان من المقرر في البداية أن تُنفذ عملية إسرائيل لمهاجمة إيران، التي استغرقت سنوات في التحضير، في أبريل الماضي، وهي فترة كانت فيها ثقة الجمهور بالحكومة في أدنى مستوياتها على الإطلاق.
قال باراك: "هناك مستوى منخفض جدًا من الثقة في نزاهة رئيس الوزراء واعتباراته، لا أستطيع أن أتخيل أن الناس سينسون تلك الأيام السابع من أكتوبر وحقيقة أنه أفسد صفقة المحتجزين لإبقاء الحرب مشتعلة، لقد أبقى الحرب مشتعلة لأنه لحظة توقفها، يكون يوم حساب له".
على مدى السنوات القليلة الماضية، سعى نتنياهو إلى كبح نفوذ المؤسسات الحكومية وأجهزة الرقابة المصممة للحفاظ على توازن القوى، وقد تسارع هذا التوجه خلال حرب غزة، حيث أقال نتنياهو رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، وسعى إلى إقالة النائب العام.
ويعتقد باراك أن إسرائيل فقدت هيبتها الأخلاقية في الحرب على غزة، وخاصة بين جيل الشباب، إلى جانب أن فترة الحرب الطويلة كانت بمثابة كسر لأساليب الحرب التي جربتها إسرائيل واختبرتها والتي كانت قائمة منذ تأسيس إسرائيل، وهي المبادئ التي "تجاهلها نتنياهو عمدًا"، ولم تستغرق حروب إسرائيل عام ونصف أبدًا.
استهداف مركز الاستخبارات الإسرائيلي
أعلنت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الخميس، أن الهجمات الصاروخية التي نفذتها طهران استهدفت مركز القيادة والاستخبارات الإسرائيلي الواقع في "حديقة جاف يام التكنولوجية" قرب مستشفى سوروكا في بئر السبع، جنوب إسرائيل.
وبحسب وكالة "إيرنا"، فإن الهجوم ركز على منشآت تحتوي على أنظمة القيادة الرقمية والعمليات السيبرانية ومكونات شبكة C4ISR التابعة لجيش الاحتلال، والتي تضم آلاف العسكريين. وأكدت المصادر أن الضربة أصابت البنية التحتية العسكرية بدقة، بينما تأثر المستشفى المدني المجاور فقط بموجة الانفجار دون وقوع أضرار كبيرة.
وفي وقت سابق، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي عن بدء الموجة الثالثة عشرة من الهجمات، بإطلاق صواريخ ثقيلة وبعيدة المدى على أهداف داخل إسرائيل، ضمن عملية أوسع تواصل فيها طهران الرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت أراضيها.
وقد كان الاحتلال الإسرائيلي شن، فجر يوم الثالث عشر من يونيو الجاري، غارات جوية استهدفت منشآت نووية وعسكرية في إيران، وأسفرت عن سقوط قتلى من القادة والعلماء، إضافة إلى عدد من الضحايا المدنيين.
وردت إيران بإطلاق وابل من الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه أهداف عسكرية وصناعية في الأراضي المحتلة، ما أثار مخاوف من انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع تهدد الاستقرار الإقليمي.