تواجه المستشفيات في قطاع غزة، التي لا تزال تعمل بأقل الإمكانيات، رغم الحصار الإسرائيلي الخانق، مشكلات مصيرية قد تصل بها إلى نقطة الانهيار في أي لحظة، وخروجها عن الخدمة بشكل كامل خلال الأيام المقبلة.
ويتعرض قطاع غزة لحصار كامل منذ مارس الماضي، بعد خرق الاحتلال الإسرائيلي للهدنة، وقام بمنع إدخال المساعدات سواء الغذائية والطبية والاحتياجات الضرورية بشكل كامل، الذي أدخل الفلسطينيين في حالة من المجاعة.
إمكانيات ضعيفة
ولم يتبق في قطاع غزة، التي مزقتها الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام، سوى 17 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى، وبحسب وكالة فرانس برس، جميع تلك المستشفيات المتبقية، تعمل حاليًا بشكل جزئي أو بإمكانيات ضعيفة جدًا على أقصى تقدير.
ومع استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن المستشفيات المتبقية بحاجة ماسة الأن أكثر من أي وقت مضى إلى الوقود، من أجل إبقائها تعمل، الذي لم يدخل القطاع منذ نحو 100 يوم، ورفضت إسرائيل إدخال أي مخزونات إلى مناطق الإخلاء.
نقطة الانهيار
ويرى ممثل الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، ريك بيبركورن، وفقًا لـ"ذا جارديان" البريطانية، أن نقص الوقود بجانب النقص الحاد في الإمدادات الطبية، يدفع النظام الصحي في القطاع إلى نقطة الانهيار، ولم يعد لديهم سوى 1500 سرير فقط، أي أقل بنحو 45% عن العدد الذي كان موجودًا قبل بدء الصراع.
وباتت جميع المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في شمال غزة خارج الخدمة حاليًا، أما في رفح جنوب قطاع غزة، يتم تقديم الخدمات الصحية من خلال مستشفى الصليب الأحمر الميداني ونقطتين طبيتين تعملان بشكل جزئي، وجميع المستشفيات الـ17 تعمل بالكاد بالحد الأدنى من الوقود.
الخط الفاصل
ونقلت الصحيفة تصريحات جراح الطوارئ في منظمة الصحة العالمية ثانوس جارجافانيس، الموجود في القطاع حاليًا تأكيده أن القطاع الصحي في غزة يسير بالفعل على الخط الفاصل بين الكارثة وإنقاذ الأرواح، مشيرًا إلى أن تقلص مساحة العمل الإنساني يجعل كل نشاط صحي أكثر صعوبة بكثير من اليوم السابق.
كان مستشفى الأمل في جنوب قطاع غزة، آخر المستشفيات الذي خرج عن الخدمة رسميًا، ويرجع ذلك إلى تزايد الهجمات التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي في محيطه، حيث لم يعد بالإمكان الوصول إلى المستشفى، وباتت المؤسسة الطبية عاجزة عن استقبال أي مرضى.
وبذلك أصبح مستشفى ناصر الوحيد في خان يونس الذي يمتلك عناية مركزة، وعلى أثر ذلك، دعا مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحماية المرافق الصحية، وإتاحة الوصول دون عوائق للأدوية الأساسية والإمدادات الطبية.
استهداف متعمد
وعلى مدار اليوم الثلاثاء، كشف الدكتور محمد صقر، رئيس قسم التمريض في مستشفى ناصر، أنهم استقبلوا 700 مصاب لتلقي العلاج في مستشفيات خان يونس، وسط نقص حاد في الإمدادات، منهم 300 فلسطيني بينهم 50 شهيدًا، تعرضوا للقصف من قبل دبابات الاحتلال أثناء انتظارهم الطعام بالقرب من موقع توزيع المساعدات في المدينة.
يأتي ذلك في الوقت، الذي بدأ فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي، عمليات برية في جباليا شمال قطاع غزة، التي تعد الأولى من نوعها منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران، وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، اشتبكت القوات الإسرائيلية مع عناصر حماس، ونتج عن ذلك قتلى ومصابين من الطرفين.