الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

طفل كل 40 دقيقة.. سياسة التجويع تحصد الصغار في قطاع غزة بلا رحمة

  • مشاركة :
post-title
سياسة التجويع تحصد الصغار في قطاع غزة

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تسببت سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي يهدف من خلالها إلى الضغط على حركة حماس، في حصد أرواح الأطفال وحتى الكبار بشكل يومي داخل الأرض التي تعرضت للتدمير الممنهج منذ أكثر من عام ونصف العام، بمعدل طفل كل 40 دقيقة.

ومنذ انطلاق الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، فشل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في تحقيق أهم هدفين بالنسبة له، وهما العثور على المحتجزين والقضاء على حماس، إذ إن الهدف الأول لم يتم، وتحرير المحتجزين تم عبر صفقات مباشرة، التي كانت مصر طرفًا رئيسيًا فيها، وتم اتهامه من قبل المعارضة وحتى الجنود بأنه يتشبث بالسلطة بأي ثمن.

دم بارد

واستأنف جيش الاحتلال، فجر الثلاثاء 18 مارس، عدوانه على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين، بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير الماضي، واستمر في قصفه لأماكن متفرقة من قطاع غزة، ما أوقع شهداء وجرحى، ورفض تطبيق البروتوكول الإنساني.

وخلال تلك الفترة القاسية على الفلسطينيين في القطاع، قتل جيش الاحتلال بدم بارد، بحسب بوابة اللاجئين الفلسطينيين، 16 ألفًا و278 طفلًا، وذلك بمعدل استشهاد طفل كل 40 دقيقة، وفقًا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

الكارثة الصحية

وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، عن أنه من بين هؤلاء الأطفال الشهداء، كان هناك 908 أطفال رُضّع لم يُكملوا عامهم الأول، و311 طفلًا وُلدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة، محذّرة من الكارثة الصحية والإنسانية التي تعصف بقطاع غزة وتشكل خطرًا على الأطفال وحتى النساء وكبار السن.

ولا يزال حتى الآن يوجد 59 محتجزًا لدى حركة حماس، بينهم نحو 24 إسرائيليًا على قيد الحياة، فيما قُتل 34 آخرون، بسبب القصف المستمر من قِبل جيش الاحتلال، ومن أجل الضغط على حركة حماس، شدّد الاحتلال الإسرائيلي حصاره الخانق على القطاع، الذي يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة.

تفاقم الأوضاع

ومَنعت حكومة بنيامين نتنياهو إدخال المساعدات وأغلقت المعابر منذ أكثر من شهرين؛ مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية، حيث أُغلقت مراكز الرعاية الأولية نتيجة القصف أو لوجودها ضمن مناطق الإخلاء، ما حرم آلاف الأطفال والحوامل من الرعاية الطبية الأساسية.

كما وصلت نسبة انعدام الأدوية الخاصة بصحة الطفل إلى 51%، خصوصًا المكملات الغذائية والفيتامينات والتطعيمات، حيث سجّلت الصحة الفلسطينية استشهاد 57 طفلًا؛ نتيجة سوء التغذية والمضاعفات الصحية، في ظل النقص الحاد في الحليب العلاجي، وخاصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

تعميق الكارثة

ومن الأسباب الأساسية لانتشار سوء التغذية بين الأطفال، هو اعتمادهم على وجبة واحدة يوميًا غير مكتملة، ما سبّب لكثير من الأطفال الهزال وسوء التغذية، بينما حُرموا من مياه الشرب الآمنة والغذاء الصحي؛ نتيجة استهداف الاحتلال للبنية التحتية ومنع دخول المساعدات.

ولا تزال حتى الآن تطعيمات شلل الأطفال ممنوعة من الدخول، مما يهدد بانهيار الجهود الوقائية داخل القطاع لحماية الأطفال، كما تم توثيق استشهاد أطفال فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على حصص غذائية من الأماكن الخيرية، التي قُصفت بشكل مباشر.

قائمة العار

وفي السياق ذاته، أكّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وفاة 14 مسنًا فلسطينيًّا في قطاع غزة خلال الأيام الماضية، نتيجة مضاعفات الجوع وسوء التغذية ونقص الرعاية الطبية، محذّرين من أن السياسة الإسرائيلية المنهجية تقوم على تدمير مقومات الحياة والقضاء على أي بدائل ممكنة للبقاء، وتعميق الكارثة الإنسانية، ويحوّلها إلى أداة رئيسية في تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية.

وفي يونيو الماضي، أدرجت الأمم المتحدة جيش الاحتلال الإسرائيلي على قائمة الدول التي ترتكب انتهاكات ضد حقوق الأطفال خلال النزاعات، التي يُطلق عليها "قائمة العار"، ووفقًا للتقرير، ارتفعت الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة بنسبة 155%.