الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الجراجات صارت مستشفيات.. صحة إسرائيل محصنة تحت الأرض

  • مشاركة :
post-title
1100 مصاب إسرائيلي في مراكز محصنة تحت الأرض

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

ينبض قلب النظام الصحي الإسرائيلي في ملاجئ محصّنة تحت الأرض، مستعدًا لأسوأ السيناريوهات، إذ اختارت إسرائيل أن تُخفي أجهزتها الطبية الحيوية بعيدًا عن مرمى النيران، حيث تُدار الصحة من باطن الأرض.

وزارة الصحة تحت الأرض

كشف موقع "والاه" العبري أن وزارة الصحة الإسرائيلية تدير منذ الأيام الماضية الصحة العامة في إسرائيل عبر مقر تشغيلي مركزي سري يقع تحت الأرض، مزود بأحدث أنظمة الرصد والاتصال، لتتابع كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالصحة العامة، وتنسّق عمليات الاستجابة السريعة بين المستشفيات ومنظمات الإنقاذ.

ومن أبرز الأدوات التي تعتمدها وزارة الصحة الإسرائيلية، نظام إلكتروني متطور أُطلق عليه اسم "نظام التنبؤ بالمستقبل"، يتميز هذا النظام بقدرته على رصد الأحداث الأمنية في الزمن الحقيقي، وإبلاغ المستشفيات مسبقًا بالجهات المستهدفة، ما يُمكّن الطواقم الطبية من الاستعداد لاستقبال إصابات جماعية قبل وقوعها بدقائق.

وأكد حاجاي راتسافي، أحد كبار مسؤولي نجمة داوود الحمراء الإسرائيلية، أن النظام يُحدّد بدقة مواقع سقوط الصواريخ ويرسل سيارات الإسعاف والعناية المركزة إلى المكان قبل وقوع الهجوم، إضافة إلى توجيه المصابين إلى المستشفيات الأقرب، وتصنيف حالاتهم من خفيفة إلى خطيرة، لتحديد آلية العلاج المناسبة وتوفير الوقت الحيوي.

1100 إصابة

وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة، فقد استقبلت المستشفيات الإسرائيلية نحو 1100 مصاب حتى الآن، توزعوا بين إصابات جسدية مباشرة، وصدمة نفسية، واضطرابات ناجمة عن توترات الحرب والخوف من التصعيد المرتقب.

نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن المستشفيات الإسرائيلية دخلت رسميًا في حالة طوارئ شاملة قبل الرد الإيراني على الغارات الإسرائيلية الأخيرة، التي استهدفت بنى تحتية عسكرية ونووية في طهران، وتسببت في مقتل قادة بارزين وعدد من العلماء النوويين.

وبحسب التقرير، فقد شرعت مراكز طبية عديدة في شمال إسرائيل، من بينها "عيمق" في العفولة، و"بني تسيون" في حيفا، و"بوريا" في طبريا، و"الجليل" في نهاريا في تفعيل بروتوكولات الطوارئ، ونقلت وحداتها الحساسة إلى منشآت محصّنة تحت الأرض.

أما في وسط إسرائيل، فقد أخلت إدارة مستشفى "ايخيلوف" في تل أبيب موقف السيارات التابع لمجمع "سامي عوفر"، لتحويله إلى وحدة طوارئ تحت الأرض، ضمن خطة جاهزة وُضعت سلفًا للتعامل مع مثل هذا السيناريو.

تحصين حيفا

وفي مدينة حيفا الواقعة شمال إسرائيل، وفق "بي بي سي" يوجد مستشفى ضخم مبني تحت الأرض، مجهز بمئات الأسرة وغرف العمليات، وجناح ولادة، ومخزون طبي ضخم.

تم بناء هذا المرفق عام 2006 كموقف سيارات متعدد الطوابق، لكن يمكن تحويله إلى مستشفى فعّال خلال أقل من ثلاثة أيام، ومنذ السابع من أكتوبر 2023، وُضع هذا المركز في حالة استعداد قصوى، ويضم هذا المجمع الطبي الطارئ أكثر من 2000 سرير، ويُفترض أن يستوعب المرضى الذين يتم إخلاؤهم من المستشفيات السطحية في حال وقوع هجوم واسع على المدينة.

إغلاق شامل وإنذارات جوية

أعلنت الحكومة الإسرائيلية "حالة طوارئ خاصة"، في أعقاب الضربات التي شنّتها قواتها الجوية، فجر الجمعة الماضي، ضد أهداف إيرانية، وما رافقها من مخاوف جدية من هجوم انتقامي إيراني بالصواريخ والطائرات المُسيّرة.

وشملت الإجراءات الطارئة إغلاق المدارس في جميع أنحاء البلاد؛ إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي، وتوجيه المواطنين للبقاء بالقرب من الملاجئ؛ دوي صافرات الإنذار في عدد من المناطق.

ويعقد مجلس الوزاء الإسرائيلي اجتماعاته في ملجأ تحت الأرض في ضوء المواجهة مع إيران، بحسب القناة 13 الإسرائيلية.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أنه مع اندلاع الحرب مع إيران، عزّز جهاز الأمن العام (الشاباك) إجراءاته الأمنية بشكل كبير حول كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين والاستخباراتيين في إسرائيل.