لم أكن أتوقع حصد العمل 3 جوائز وغادرت المهرجان قبل إعلان النتائج
حنان مطاوع لم تتردد في قبول القفز بالنيل مقابل رفض 3 ممثلات
نيللي كريم تدعمني بشكل مستمر وغُصت بالنيل لتنفيذ مشاهد
اقتنصت المخرجة سارة جوهر فوزًا مستحقًا عن فيلمها الأول في الإخراج السينمائي Happy Birthday، الذي حصل على ثلاث جوائز ضمن فعاليات مهرجان ترايبيكا السينمائي الدولي 2025، منها جائزة أفضل مخرجة، في سابقة هي الأولى للسينما المصرية، أن تحصد هذا التتويج العالمي في هذا المحفل السينمائي الكبير.
في أول حوار لها عقب الفوز، فتحت سارة قلبها لموقع "القاهرة الإخبارية"، وتحدثت عن بداية المشروع قبل 8 سنوات، وكشفت عن أنه يحمل جزءًا من ذكرياتها وأنه مستوحى من جزء من طفولتها، كما تحدثت عن سبب تأجيله سنوات طويلة بداية من العمل على السيناريو 2018 حتى خروجه للنور 2025، والتحديات التي واجهتها والتعاون مع حنان مطاوع ونيللي كريم والسيناريست وشريك حياتها محمد دياب والطفلة "ضحى" التي اختارتها بنفسها في تجربتها الأولى بالتمثيل.
كشفت سارة جوهر عن أن مشروع Happy Birthday بدأ فعليًا منذ عام 2018، لكنها واجهت عدة عراقيل أجّلت خروجه للنور، قائلة: "بدأنا نكتب الفيلم في 2018، لكننا انشغلنا بعدها في مشروع فيلم آخر، ثم ضربتنا أزمة كورونا، وبعدها دخلنا مشروع مارفل مسلسل moon knight واستغرق منا سنتين كاملتين. الفيلم أخذ وقتًا طويلًا جدًا في التحضيرات والتصوير".
أوضحت أن العمل مرّ بعدة تعديلات كبيرة: "النسخة الأولى كانت مختلفة تمامًا عن النسخة الأخيرة، غيرنا كثيرًا جدًا، لأن الفيلم حساس جدًا، ويستلزم كتابة دقيقة وعميقة".
فوز غير متوقع
لم تكن سارة تتخيل أن يحصد الفيلم 3 جوائز دفعة واحدة في سابقة هي الأولى، حيث قالت عند سؤالها عن شعورها: "كرم رهيب من ربنا، الحمد لله، هذا تعويض كبير جدًا بعد تعب ومجهود وسنين طويلة، الفيلم أخذ طريقًا مختلفًا عن معظم الأفلام التي موجودة حاليًا في السوق".
وتابعت: "أنا أحب الفيلم جدًا، لكن لم أكن متوقعة أبدًا أن يحصد جوائز، وعندما علمت بالنتيجة كنت في غاية السعادة، فقد غادرت المهرجان قبل الإعلان الرسمي، ولم أكن موجودة وقتها".
قصة الفيلم مستوحاة من قصة حقيقية في الطفولة، فعن مصدر الإلهام في الفيلم، تقول سارة: "هو ليس حياتي بالضبط، لكن فيه أشياء كثيرة مشتركة. القصة فيها جانب كبير من طفولتي، شخصية (توحة) التي ظهرت في الفيلم كانت شبيهة جدًا ببنت في حياتي اسمها (سحر)، كانت أقرب صديقة لي في مصر، وأنا كنت مولودة في أمريكا، وكنت آتي لقضاء الصيف هنا ولم يكن لي قريب في سني، ولم أكن أتكلم عربي".
وأضافت: "سحر أثرت فيَّ جدًا، لأنها كانت جزءًا كبيرًا من ذكرياتي في طفولتي، والطفولة عمومًا شيء حساس جدًا.. ممكن موقف صغير يترك أثرًا كبيرًا في الشخصية".
تحديات أول تجربة
وصفت سارة جوهر تجربتها الإخراجية الأولى بأنها الأصعب في حياتها، مؤكدة أن العمل مع الأطفال تطلب حساسية واهتمامًا بالغين، إذ تقول: "كانت هذه أصعب فترة مررت بها، إذ خضت لأول مرة تجربة الإخراج، وكان لا بد من التعامل مع الأطفال بعناية شديدة، حرصت على اختيار طفلة تنتمي إلى نفس البيئة الاجتماعية التي عاشت فيها الشخصية الحقيقية، ووقع الاختيار على طفلة من طبقة شعبية، وهي التي أدت دور (توحة)، بينما جسدت الفنانة حنان مطاوع شخصية والدتها، وهي امرأة تعمل في مهنة شاقة ومتعبة للغاية".
مهنة غريبة
أشادت جوهر بأداء الفنانة حنان مطاوع، التي جسدت دور صيادة تقوم بالصيد بيدها في مياه النيل، موضحة أن المهنة حقيقية وتمارسها نساء في الواقع في محافظة كفر الشيخ، إذ قالت: "حنان أدّت شخصية صيّادة تصطاد بيدها، هناك نساء يمتهنّ هذه المهنة بالفعل في كفر الشيخ، يصطدن بأيديهن دون أن يعرفن السباحة، ويرتدين بدلات خاصة تُميز مظهرهن".
وعن تفاصيل تصوير أحد المشاهد الصعبة، أوضحت سارة أنها طلبت من مطاوع تنفيذ مشهد صيد بالقفز في مياه النيل، قائلة: "كان أول تعاون لي مع حنان، وطلبت منها تنفيذ مشهد وهي تقفز في النيل، وصورناه في شهر مارس بمنطقة القناطر الخيرية. سبق أن رفض ثلاثة ممثلين أداء المشهد واقترحوا تصويره في حمام سباحة، كنت مترددة في طلبه من حنان، كونها فنانة كبيرة، لكنها وافقت على الفور".
وتابعت: "سبحت بنفسي في النيل خلال شهر فبراير لاختبار الرؤية تحت الماء، كما حرصنا على تدريب الطفلة ضحى واتباع إجراءات السلامة كافة".
كشفت سارة عن كواليس تصوير مشهد الصيد، مشيرة إلى التحديات الفنية التي واجهها الفريق، وقالت: "تعطلت الكاميرا أكثر من مرة أثناء التصوير، وبدأت الشمس في الغروب، فترددت في طلب إعادة التصوير من الفريق، قررت أن أنزل إلى المياه مع الفريق بنفسي، كان مشهدًا في غاية الصعوبة، وشارك فيه نحو 200 فرد، وصوّرناه في موقع مميز بالقناطر الخيرية".
حضن دافئ
وصفت جوهر فيلمها بأنه عمل إنساني يحمل رسالة دافئة، وقالت: "الفيلم يرصد علاقتين من بيئتين مختلفتين: بيئة شعبية وأخرى راقية. بعض المشاهدين وصفوا الفيلم بأنه يشبه حضنًا دافئًا، لما يحمله من مشاعر إنسانية صادقة".
تحدثت المخرجة عن علاقتها بالفنانة نيللي كريم، مشيدة بدعمها المستمر، وقالت: "نيللي كريم إنسانة رائعة وفنانة متألقة، كانت دائمًا داعمة لي، تعاونّا معًا في أفلام مثل (678) و(اشتباك)، وكانت طوال الوقت تثق بقدراتي".
شريك حياة وإبداع
تطرقت سارة جوهر إلى شراكتها المهنية والشخصية مع السيناريست والمخرج محمد دياب، قائلة: "محمد هو شريك حياتي وصديق عمري، وبدأنا العمل معًا منذ أكثر من 15 عامًا. هناك تفاهم كبير بيننا، وأنا فخورة بما تعلمته منه، ليس فقط على المستوى الفني، بل الإنساني أيضًا".
أكدت سارة أن انتظارها لخوض تجربة الإخراج حتى هذه المرحلة من حياتها، أسهم في نضج العمل وعمقه، موضحة: "لو كنت خضت تجربة الإخراج عقب تخرجي مباشرة، ما كان الفيلم سيخرج بهذا الشكل، لقد عملت كثيرًا، وخضت تجربة الأمومة، التي ساعدتني على عيش المشاعر التي ظهرت على الشاشة".
روح الفريق
شدّدت سارة جوهر على أهمية التعاون وروح الفريق في نجاح الفيلم، مشيرة إلى أنها أولت اهتمامًا خاصًا بتدريب الأطفال المشاركين، وقالت: "حرصت على التشاور المستمر مع فريق العمل، وكنت حريصة على تدريب الأطفال، خصوصًا أن بعضهم يخوض أولى تجاربه التمثيلية".