قصة الفيلم من عيون الطفلة ضحى وتم اختيارها من بين 300 فتاة
دوري مفاجأة وأعمل في مهنة لم أسمع عنها من قبل
فوز سارة جوهر ومحمد دياب في ترايبيكا بأمريكا كان متوقعًا ومستحقًا
في أول مشاركة عالمية له، يصنع الفيلم المصري "Happy Birthday" مفاجأة مدوية في مهرجان "ترايبيكا" السينمائي الدولي بنيويورك، ويحصد ثلاث جوائز كبرى دفعة واحدة، في إنجاز غير مسبوق للسينما المصرية، وسط هذا الإنجاز، تألقت الفنانة حنان مطاوع بدور مختلف ومركب، وشهدت عن قرب لحظات التحدي والتكريم وحضورها في المهرجان ورؤيتها العرض الأول للعمل في أمريكا.
في حوار خاص لـ"القاهرة الإخبارية"، تفتح حنان مطاوع قلبها لتكشف كواليس تصوير الفيلم، وتفاصيل أصعب مشاهدها، ولماذا اعتبرت المخرجة سارة جوهر "رهانًا ناجحًا"، وتروي تجربة غوصها في مياه النيل شتاءً، وكيف جسّدت شخصية تعمل بمهنة غريبة لم تسمع بها من قبل والتي وصفتها بأنها واحدة من أصعب وأغرب التجارب التي مرت بها، في حوار ملهم يعكس قوة الأداء، وصدق التجربة، وإيمان فنانة حقيقية بسينما تصنع الفرق.
كيف كان استقبال الجمهور لفيلم Happy Birthday خلال مشاركته في مهرجان ترايبيكا السينمائي الدولي؟
كنت سعيدة للغاية بمشاركة الفيلم في هذا المهرجان الكبير، فهو من أعرق المهرجانات السينمائية في العالم، ويحضره نجوم كبار من مختلف أنحاء العالم. وكان من الرائع أن يتم اختيار فيلم Happy Birthday ليكون عرضه العالمي الأول من خلال مهرجان ترايبيكا.
الحفاوة التي لقيها الفيلم كانت مذهلة، فقد قُدم عرضان يومي 5 و7 يونيو، وتم تحديد عرض ثالث بسبب الإقبال، ومنذ العرض الأول بدأت الصحافة الأجنبية تكتب عن الفيلم وتشيد به، وتم اختياره ضمن أفضل خمسة أفلام شاهدوها في المهرجان. والأجمل أن المخرجة سارة جوهر نالت إشادة كبيرة، وهذا كان رهاني منذ البداية.
وماذا عن إحساسك بعد فوز الفيلم بثلاث جوائز دفعة واحدة؟
أشعر أنني "أطير من الفرح"، فالفريق بذل مجهودًا خرافيًا في تنفيذ هذا العمل، خاصة أن به مشاهد صعبة جدًا، فوز الفيلم بثلاث جوائز كبرى وهي أفضل فيلم عالمي، وأفضل سيناريو عالمي، وأفضل مخرجة فهو أمر غير مسبوق، وهذا أول فيلم مصري يحصد هذا الكم من الجوائز في دورة واحدة من ترايبيكا، فهو شيء يدعونا للفخر بما حققناه.
ما الفكرة الأساسية التي يدور حولها الفيلم؟
الفيلم إنساني ورقيق جدًا، يدور من خلال عيون طفلة عمرها 8 سنوات تُدعى "توحة" أو "تحية" وهي تجسد دور ابنتي في الفيلم، هي تحلم بأن يقام لها عيد ميلاد، ومن خلال رحلتها البسيطة نشاهد العالم كله كما تراه طفلة في هذا العمر.
"توحة" هي الشخصية الأساسية، وتشاركها طفلة أخرى هي ابنة شخصية نيللي كريم. الفيلم مليء بالبراءة، ومشاهد من الطفولة البسيطة والمؤثرة، ولكن إخراجه بهذا الشكل كان تحديًا كبيرًا، وسارة جوهر خاضت مغامرة صعبة بكون الراوي الأساسي طفلة.
الطفلة التي جسدت دور "توحة" اسمها الحقيقي ضحى، وهذه كانت أول تجربة تمثيل لها، المخرجة درّبتها على مدى 6 شهور من خلال ورشة عمل، واختارتها من بين 300 طفلة، وبذلت معها مجهودًا ضخمًا، وضحى عبقرية، مفعمة بالحياة، ذكية وشقية بطريقة رائعة.
ما طبيعة الشخصية التي تقدمينها في الفيلم؟
الدور مفاجئ وغريب جدًا، أقدّم شخصية تعمل في مهنة لم أكن أتصور وجودها، ولم أسمع عنها من قبل، عندما عرفت أن هناك نساء يعملن فيها، لم أستوعب مدى الخطورة والتضحية المرتبطة بها.
تحدثت مع المخرجة سارة جوهر والكاتب محمد دياب وسألتهم عن سبب اختيارهم لهذه المهنة، فقالوا إنهم شعروا بالألم عندما عرفوا بوجودها، لما تحمله من مخاطرة وقسوة، وأنها غير معروفة تمامًا حتى خارج مصر.
حتى خلال الندوة التي أقيمت للفيلم ضمن فعاليات المهرجان، لم يكن الحضور مصدقين أن هذه المهنة حقيقية، لم يُسمح لي بالإفصاح عنها الآن، لكنها محور الشخصية، وهي مهنة شاقة ومجهدة جدًا وهي أغرب مهنة في الحياة.
هل قابلتِ شخصيات حقيقية تعمل في هذه المهنة قبل التصوير؟
نعم، بل وشاركت فعليًا في تجارب واقعية منها، أخطرها نزولي إلى النيل مرتين خلال التصوير، إحداهما في شهر فبراير، ومرة أخرى في مارس، كانت المياه متجمدة، وشعرنا جميعًا بالتجمد.
الجميل أن المخرجة سارة جوهر شاركتنا التجربة بالكامل، قضينا 7 ساعات في المياه، ومعنا الأطفال، منهم ضحى وابنتي الكبيرة في الفيلم، سارة نزلت بنفسها للمياه معنا، رغم أننا ارتدينا بدلات غطس، لكنها دخلت بملابسها العادية، وقالت لنا: "قولوا ورايا: إحنا مش بردانين" كي يساعدنا ذلك نفسيًا.
الطفلة ضحى تحول لون شفاهها إلى اللون الأزرق، وكانت أسناننا ترتطم ببعضها من البرد، وسبحت في وسط الطحالب، وتناولت حبوبًا للوقاية من البلهارسيا، كانت مغامرة حقيقية، لكن مليئة بالحماس والإخلاص.
هل كان هناك حاجة لنزول الماء في الشتاء أم جاء بالصدفة؟
جاءت الظروف صدفة، لكن أحداث الفيلم نفسها تدور في الشتاء، وجزء من طبيعة مهنتي في الفيلم يتطلب نزولي المياه. هذه المهنة قاسية جدًا، وتعرض الشخصية لمواقف إنسانية صعبة، لذا لم يكن ممكنًا تصوير هذه المشاهد في وقت آخر.
كيف تصفين العمل مع المخرجة سارة جوهر والسيناريست دياب بعد حصدهما أفضل مخرج ومؤلف؟
أكثر من رائعين واستمتعت جدًا بالعمل معهما، فسارة فوزها كان مستحقًا جدًا، وكنت أتوقعه من البداية. سارة مخرجة مبدعة ومرهفة الحس، كانت متابعة لكل خطوة في العمل، وتعيش معنا المشاهد لحظة بلحظة.
في مشهد المياه الصعب، لم تكتفِ بالتوجيه من الخارج، بل نزلت معنا، وهذا شيء لا يُنسى. هي إنسانة على سجيتها، محبة للفريق، واحتضنت الطفلة ضحى طوال التصوير. أراها مخرجة نادرة وتستحق كل التقدير.
ومحمد دياب كاتب مميز، والسيناريو الذي قدمه رائع ومليء بالتفاصيل الإنسانية المؤثرة. الفيلم نفسه تجربة فنية وإنسانية غير تقليدية، وأنا سعيدة جدًا بكوني جزءًا منها منذ البداية، حتى قبل أن أراه على الشاشة، كنت متحمسة للفيلم من اللحظة الأولى، واليوم أشعر أنني شاركت في عمل سيبقى في الذاكرة طويلًا.