نجل شقيق العندليب: سنقدم أول حفل عالمي تفاعلي للعندليب في كازابلانكا
تصدّر اسم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ مواقع التواصل ومحركات البحث خلال الساعات الماضية، بعد إعلان مفاجئ عن إقامة حفل "هولوجرام" له ضمن فعاليات الدورة 19 من مهرجان "موازين إيقاعات العالم" بالمغرب.
وأشعل الإعلان خلافًا قانونيًا محتدمًا بين أسرته والجهة المنظمة للحفل، بعد اتهامات باستخدام صوته وصورته وأغانيه دون الرجوع إلى الورثة أو الحصول على إذن رسمي، ما يطرح تساؤلات ملحّة حول حدود حقوق الملكية الفكرية واستغلال إرث النجوم بعد رحيلهم.
تصعيد قانوني
لم يمر الإعلان عن الحفل العندليب بـ"الهولوجرام" مرور الكرام، إذ أعربت أسرة عبد الحليم حافظ عن انزعاجها الشديد من إقامة حفل فني يستخدم أغاني وصورة العندليب الراحل، دون موافقة مسبقة منها أو وجود أي تعاقد رسمي، معتبرة ذلك تعديًا صارخًا على حقوق الملكية الفكرية.
وقال محمد شبانة، نجل شقيق العندليب عبد الحليم حافظ، إن أسرته لم تكن على علم بالحفل، ولم تتلقَ أي تواصل أو عرض من الجهة المنظمة لمهرجان موازين أو من أي جهة أخرى حول هذا الحفل.
يؤكد "شبانة" في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية": "ليس من حق أحد الحصول على استغلال اسم وصورة العندليب إلا جهة واحدة فقط، وليس من حق محسن جابر تقديم حفلات لعبد الحليم حافظ بتقنية الهولوجرام، فالتقنية تعتمد على تجسيد صورة وملامح وصوت الفنان، وهذا حق أصيل لأسرته فقط".
وأضاف: "نحن منحنا هذا الحق بشكل حصري لشركة أجنبية بعد تجارب عديدة، وسبق أن أعطينا تصريحًا لشركة محسن جابر وقدمت حفلين أو ثلاثة في دبي، لكنها للأسف أظهرت عبد الحليم بشكل مسيء، كأنه مهرج يرتدي نفس البدلة الصفراء بطريقة كاريكاتيرية لا تليق بتاريخه الكبير، لذلك لم نتعامل معها بعد ذلك، وليس من حقها أن تستغل اسمه ولا صورته".
وأوضح أن الأسرة قامت بمراجعة تقنيات الشركات المتقدمة قبل اتخاذ قرار نهائي، مضيفًا: "وصلتنا عروض من شركات عالمية، إحداها أثبتت قدرتها التكنولوجية العالية وقدرتها على تقديم عبد الحليم بصورة مشرفة، ولذلك وقّعنا عقدًا حصريًا معها لتقديم حفلات هولوجرام على مستوى عالمي".
أول حفل تفاعلي في كازابلانكا
وأشار محمد شبانة إلى أن أولى حفلات عبد الحليم حافظ بتقنية الهولوجرام الحديثة ستكون في كازابلانكا بالمغرب خلال أغسطس أو أكتوبر المقبلين، لافتًا إلى أن الحفل سيشهد لأول مرة في التاريخ تفاعلًا حيًا بين الفرقة الموسيقية والعندليب، حيث ستعزف الفرقة مباشرة على المسرح بينما يغني عبد الحليم بتقنية الهولوجرام، وهو ما وصفه بأنه "سابقة فنية عالمية".
وتابع: "سنقوم بجولات فنية حول العالم من خلال هذه الشركة، وستشمل مصر أيضًا، لتقديم صورة مشرفة للعندليب تليق بتاريخه ومكانته، بدلًا من تلك الصور المشوهة التي ظهرت في عروض سابقة".
تعويض مليون دولار
أكد "شبانة" أن الأسرة قررت اتخاذ خطوات قانونية حاسمة ضد منظمي مهرجان موازين بالمغرب، والمنتج محسن جابر، مطالبين بتعويض قدره مليون دولار نتيجة التعدي على الحقوق الفكرية والفنية للفنان الراحل دون أي أوراق قانونية أو تصاريح رسمية.
وذكر: "المهرجان لم يتواصل معنا، وتعاقد مع شركة محسن جابر التي لا تمتلك أي حق قانوني في استغلال صورة أو اسم عبد الحليم حافظ، وسبق أن رفعنا دعوى قضائية ضد محسن جابر عام 2000، وفرضت المحكمة الحراسة القضائية على الشركة، التي يديرها الآن حارس قضائي".
كشف محمد شبانة عن تفاصيل مالية صادمة، قائلًا: "محسن جابر يستأجر الشركة من الحارس القضائي سنويًا بمبلغ يتراوح بين مليون إلى مليون ونصف المليون جنيه مصري، بينما يحقق من ورائها أرباحًا تصل إلى 20 مليون دولار سنويًا، في حين لا تحصل أسرة العندليب سوى على نحو 70 ألف جنيه فقط في العام، وهو إجحاف كبير بحقوق عبد الحليم حافظ وتاريخه".
وختم حديثه بتأكيد أن الأسرة لن تسمح بتكرار هذه الإساءات، وأنها ستدافع عن اسم وتاريخ العندليب بكل الطرق القانونية لضمان الحفاظ على صورته الفنية في وجدان محبيه في مصر والعالم العربي.
في المقابل، ردّت الجهة المنفذة لحفل "الهولوجرام" ببيان توضيحي نفت فيه أي انتهاك قانوني، مؤكدة أنها حصلت على التراخيص اللازمة من المنتج محسن جابر، الذي وصفته بالمالك القانوني لحقوق استغلال بعض أغاني عبد الحليم حافظ، وأضافت أن جميع الإجراءات تمت بشكل رسمي قبل الإعلان عن الحفل.
وأعربت الجهة المنظمة عن اندهاشها من موقف الأسرة، وخاصة أنها سبق أن نظّمت 25 حفلًا بتقنية "الهولوجرام" لعبد الحليم حافظ، من بينها 4 عروض أُقيمت في مصر بحضور بعض أفراد الأسرة، وجميعها تمّت بالتنسيق مع محسن جابر، بحسب البيان.
موازين يحسم الجدل
وفي تطور لافت، خرجت إدارة مهرجان موازين ممثلة في جمعية "مغرب الثقافات" – الجهة المسؤولة عن تنظيم الحدث– عن صمتها لتؤكد أن جميع الإجراءات القانونية المتعلقة باستخدام صورة وصوت عبد الحليم حافظ جرت وفق الأطر الرسمية، وبموجب تراخيص قانونية صادرة عن الجهة المخوّلة قانونًا بإدارة هذا النوع من الحقوق.
وشددت الجمعية في بيانها على أن استخدام تقنية "الهولوجرام" لا يهدف فقط إلى تقديم تجربة فنية مبهرة، بل يأتي أيضًا ضمن مساعي المهرجان للحفاظ على الذاكرة الثقافية العربية، وتقديم تحية وفاء تليق بإرث رموزها الفنية، وعلى رأسهم عبد الحليم حافظ. كما أكدت حرصها على احترام كل المعايير الأخلاقية والمهنية في تقديم العروض الفنية.