تواجه المفاوضات النووية المتعثرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران مصيرًا مظلمًا، إذ أعلنت طهران عدم مشاركتها في الجولة القادمة على خلفية شن إسرائيل ضربة مفاجئة فجر اليوم الجمعة، استهدفت خلالها عددًا من قادة عسكريين وعلماء نوويين ومنشآت تخصيب يورانيوم، في هجوم أكد الرئيس دونالد ترامب على علمه المسبق عنه.
أعلن التلفزيون الإيراني، اليوم الجمعة، أن إيران لن تشارك في الجولة السادسة من المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة المقررة بالعاصمة العمانية مسقط الأحد.
وكان من المقرر أن يلتقي المفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مسقط يوم الأحد المقبل، وذلك لمناقشة الرد الإيراني على المقترح الأمريكي الأحدث بشأن المفاوضات النووية.
وصرح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية علاء الدين بوروجردي، أن الجولة السادسة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران لن تعقد بعد الضربات الإسرائيلية على إيران.
وقال مسؤولين إيرانيين إن قتل على شمخاني مستشار المرشد علي خامنئي، يستهدف القضاء على المفاوضات النووية، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وبدأت المفاوضات في أبريل 2025 بجولة أولى رفيعة المستوى عُقدت في مسقط بتاريخ 12 أبريل، بقيادة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ووصفت المناقشات بأنها بناءة.
وفي 19 أبريل، جاءت الجولة الثانية من المفاوضات في روما تمثلت في مباحثات غير مباشرة بين الطرفين، وتلاها جولة ثالثة ورابعة في مسقط واستمرت لتصل إلى جولة خامسة جرت في روما.
في حين أظهرت المفاوضات بوادر تقدم محدود، إلا أنها شهدت مواقف متشددة من الجانبين حول تخصيب اليورانيوم.
وانتهت الجولة الخامسة بتحقيق تقدم غير حاسم، حسبما وصف وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "إكس.
وتهدف المحادثات إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع بعض العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة على طهران، وهو ما يغلق الباب أمام نصف قرن من العداء.
يصرّ المسؤولون الأمريكيون، وصولاً إلى الرئيس دونالد ترامب، على أن إيران لا يمكنها الاستمرار في تخصيب اليورانيوم إطلاقًا في أي اتفاق قد ينتج عنه رفع العقوبات المفروضة على اقتصاد طهران المتعثر.
وفي المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على أن عدم التخصيب يعني "عدم وجود اتفاق".
وهدّد ترامب مرارًا بشن غارات جوية تستهدف البرنامج النووي الإيراني في حال عدم التوصل إلى اتفاق، ويحذر المسؤولون الإيرانيون بشكل متزايد من إمكانية سعيهم لامتلاك سلاح نووي باستخدام مخزونهم من اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من مستوى الأسلحة.
وبعد الضربة الإسرائيلية المفاجئة فجر اليوم الجمعة، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه كان على علم مسبق بالضربات الإسرائيلية على إيران.
وأكد الرئيس الأمريكي أن الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران، لم يكن مفاجئًا بتاتًا بالنسبة له. مضيفًا: "ننتظر رد فعل إيران، وسندافع عن إسرائيل إذا لزم الأمر".
في المقابل، قالت إيران، "إن الضربات الإسرائيلية تؤكد ضرورة مواصلة تخصيب اليورانيوم".
وكانت إسرائيل قد أعلنت فجر اليوم الجمعة، عن بدء هجوم استباقي دقيق ومتكامل لضرب إيران وطالت الضربات العاصمة طهران نفسها وعدة مدن أخرى.
واستهدفت الضربة الإسرائيلية، هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني، ومقر الحرس الثوري، ومنشآت إيران النووية الرئيسية، ومنازل كبار العلماء النوويين، وأدت بالفعل إلى مقتل عدد منهم.