عندما أقلعت الطائرة بوينج 787 دريملاينر من مطار أحمد آباد، صباح اليوم الخميس، لم يكن أحد يتوقع أن تكون تلك اللحظات هي الأخيرة لأكثر من 240 راكبًا في الجو و50 آخرين في الأرض، اختطفتهم المأساة في لمح البصر.
ووسط الدخان والنيران، وفي قلب مدينة يعج تاريخها بالحياة والسياسة، دوى صدى الانفجار ليعيد إلى الأذهان سلسلة من الكوارث الجوية، التي لطالما أرّقت سجل الطيران المدني في الهند.
كارثة تهز شمال غرب الهند
في كارثة جوية جديدة، تحطمت طائرة ركاب تابعة لشركة طيران الهند، كانت في طريقها إلى لندن، بعد إقلاعها صباح الخميس من مطار مدينة أحمد آباد، الواقعة شمال غرب الهند، فكانت الطائرة، وهي من طراز بوينج 787 دريملاينر VT-ANB، تقل أكثر من 240 راكبًا، بينهم طاقم الطائرة، ولم ينجُ سوى شخص واحد فقط تم التعرف عليه بداية، وفق ما أكدته السلطات المحلية، بينما أفادت الشرطة لاحقًا بالعثور على ناجٍ ثانٍ داخل المستشفى.
وشوهدت أعمدة الدخان الأسود تتصاعد من موقع الحادث، الذي وقع في محيط نُزل تابع لكلية طبية بالقرب من المطار، وسط ألسنة النيران التي اجتاحت أجزاء الطائرة المتناثرة والمباني المجاورة، فتحولت مدينة أحمد آباد، عاصمة ولاية جوجارات ومسقط رأس رئيس الوزراء ناريندرا مودي، إلى ساحة مأساوية.
حصيلة ثقيلة
وفقًا لما نقلته صحيفة "ذا ديلي ميل" البريطانية، تحدث الناجي الأول فيشواش كومار راميش، البالغ من العمر 40 عامًا، من سريره في المستشفى، واصفًا نجاته بـ"المعجزة"، وأضافت مصادر طبية أن حالته مستقرة رغم الإصابات المتفرقة في جسده، وأعلنت الشرطة الهندية لاحقًا أنها عثرت على ناجٍ ثانٍ من بين الركام، ما يبعث ببصيص من الأمل في واحدة من أكثر حوادث الطيران دموية في تاريخ الهند الحديث.
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إينديا" الهندية، فإن الحادث أودى بحياة أكثر من 290 شخصًا، بينهم 241 من ركاب الطائرة، في حين لم يُعلن بعد عن هوية باقي الضحايا وما إذا كانوا من الطاقم أو من سكان المنطقة المتضررة، وتُعد هذه الحصيلة واحدة من أفدح الكوارث الجوية في السنوات الأخيرة، وأعلنت السلطات الهندية فتح تحقيق فوري لكشف ملابسات الحادث وأسبابه.
ذاكرة هندية مثقلة بالحوادث
لم تكن هذه الكارثة الأولى من نوعها في الهند، إذ سبق أن شهدت البلاد العديد من الحوادث المأساوية في قطاع الطيران، خلال العقود الماضية، نستعرض أبرز هذه الكوارث:
7 أغسطس 2020:
انزلقت طائرة من طراز بوينج 737-800 تابعة لشركة طيران الهند إكسبريس عن مدرجها في كوزيكود في أثناء عاصفة مطرية، ما أدى إلى مقتل 18 شخصًا بينهم طياران، وإصابة أكثر من 120 آخرين.
22 مايو 2010:
تجاوزت طائرة بوينج 737-800 قادمة من دبي مدرج مطار مانجلور وسقطت من فوق جرف، ما أدى إلى مقتل 158 شخصًا من أصل 166.
17 يوليو 2000:
تحطمت طائرة بوينج 737-200 تابعة لـ"تحالف الطيران" في منطقة سكنية بمدينة باتنا، ما أدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصًا كانوا على متنها و5 على الأرض.
12 نوفمبر 1996:
اصطدمت طائرتان، إحداهما تابعة للخطوط الجوية السعودية من طراز بوينج 747، والأخرى للخطوط الكازاخستانية، بالقرب من نيودلهي، ما أسفر عن مصرع جميع الركاب الـ349، في واحدة من أسوأ الكوارث الجوية عالميًا.
26 أبريل 1993:
طائرة من طراز 737-200 اصطدمت بشاحنة في أثناء الإقلاع من مطار أورانجاباد وتحطمت، ما أدى إلى مقتل 55 شخصًا من بين 118 كانوا على متنها.
دعوات للتحقيق
مع تراكم هذه الحوادث وتكرارها، تتصاعد في الهند الدعوات لإعادة النظر في معايير السلامة الجوية والبنية التحتية للمطارات، وكذلك نظم الملاحة الجوية والتدريب الفني للطاقم.
وتُشير مصادر إعلامية إلى أن الطائرة المنكوبة خضعت لفحص تقني روتيني قبل رحلتها، ما يثير تساؤلات حادة حول الخلل الفني أو البشري الذي أدى إلى الكارثة.