الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خلل في أجنحتها.. كارثة تحطم الطائرة الهندية تكسر فرحة "المليار راكب"

  • مشاركة :
post-title
الشرطة الهندية أعلنت أن أكثر من 290 شخصًا لقوا مصرعهم

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في لحظة خاطفة ارتفعت طائرة دريملاينر التابعة للخطوط الجوية الهندية من مطار أحمد آباد، لكنها لم تلبث أن ارتطمت سريعًا بالأرض قبل أن تكمل صعودها، فدوت الانفجارات، وتصاعدت أعمدة الدخان، واختلطت أنباء الضحايا بركام الطائرة المنكوبة بين أرقام متضاربة وتحقيقات فنية أوليّة، تتكشّف تفاصيل إحدى أكثر الكوارث الجوية دموية في تاريخ الهند.

أكثر من 290 قتيلًا

أعلنت الشرطة الهندية، في بيان، أن أكثر من 290 شخصًا لقوا مصرعهم، إثر تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية بالقرب من مطار "أحمد آباد" شمال غرب الهند، من بينهم 241 من ركاب الطائرة المنكوبة.

وأكد قائد شرطة أحمد آباد، جي إس مالك، أن قوات الطوارئ انتشلت 204 جثث حتى الآن من موقع الحادث، ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت الجثث تعود لجميع ركاب الطائرة أم أن بعض الضحايا كانوا على الأرض وقت الاصطدام، في الوقت ذاته، أُعلن إصابة 41 شخصًا يتلقون العلاج في المستشفيات القريبة.

وتُظهر هذه التصريحات تضاربًا واضحًا في أرقام الضحايا، إذ تتراوح التقديرات بين 204 جثث مؤكدة وأكثر من 290 قتيلًا وفق البيانات الأولية الصادرة عن الشرطة، ووسائل إعلام دولية، إذ أفادت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، بعدم وجود ناجين في الحادث.

تفاصيل الرحلة المنكوبة

الطائرة التي تحطمت كانت من طراز بوينج 787-8 دريملاينر، مسجلة تحت الرمز VT-ANB، وتقل على متنها 242 شخصًا، بحسب الهيئة العامة للطيران المدني في الهند، من بينهم 230 راكبًا، و10 من طاقم الطائرة، وطياران.

وذكرت شركة طيران الهند أن قائمة الركاب شملت 169 مواطنًا هنديًا، و53 بريطانيًا، و7 برتغاليين، وكنديًا واحدًا، وكانت الرحلة متجهة إلى مطار جاتويك في لندن، وقد أقلعت من مدرج 23 في مطار أحمد آباد الساعة 13:39 بالتوقيت المحلي (08:09 بتوقيت جرينتش).

بعد لحظات من الإقلاع، أطلقت الطائرة نداء استغاثة إلى برج المراقبة، لكنها اختفت بعدها عن الرادارات وتحطمت خارج محيط المطار في منطقة سكنية تضم مكاتب ومرافق طبية.

خلل في رفارف الأجنحة

وتشير تحليلات خبراء الطيران وفق "بي بي سي"، إلى احتمال وجود مشكلة فنية في رفارف الأجنحة "Flaps"، إذ أظهر مقطع فيديو موثق لحظة ارتطام الطائرة بالأرض وانفجارها، فيما قال جيفري توماس، محلل الطيران: "أرى أن الهيكل لا يزال منخفضًا، لكن اللوحات سُحبت إلى مكانها مبكرًا، وهو أمر غير معتاد".

وأوضحت التحليلات، أن هذه اللوحات تُسحب تدريجيًا خلال 10 إلى 15 دقيقة من الإقلاع، بينما تُظهر اللقطات سحبها بعد ثوانٍ فقط، كما أشار تيري توزر، خبير طيران آخر، إلى أن غياب الامتداد الواضح للرفارف في الفيديو قد يفسر فشل الطائرة في استكمال عملية الإقلاع. 

واعتبر ماركو تشان، طيار سابق ومحاضر بجامعة باكينجهامشاير، أن الخلل ربما يكون نتيجة خطأ بشري محتمل، لكن الجودة المتدنية للفيديو تحول دون تأكيد ذلك.

مأساة طلاب الطب

من الآثار الكارثية لتحطم الطائرة أن جزءًا من الحطام سقط على سطح كلية طبية في أحمد آباد، حيث كان يتواجد عدد من طلاب الطب في "مسكن الأطباء"، وقال اتحاد الجمعيات الطبية الهندية "FAIMA"، إن ما يقارب 50 إلى 60 طالبًا أُصيبوا، ونُقلوا إلى المستشفى، بينهم 5 طلاب في عداد المفقودين، واثنان في العناية المركزة.

ووفق مصدر نقلت عنه "بي بي سي"، فإن معظم ركاب الطائرة نُقلوا إلى المستشفى وهم في حالة وفاة، ما يعزز من مأساوية الحادثة.

ومن جانبها، قالت الحكومة الأمريكية، إنها على استعداد لإرسال فريق فني للمساعدة في التحقيق، بقيادة مجلس سلامة النقل الوطني الأمريكي "NTSB"، بالتعاون مع إدارة الطيران الفيدرالية.

ضربة جديدة لبوينج

تُعد هذه الكارثة الجوية أول حادث مميت لطائرة من طراز بوينج 787-8 دريملاينر، منذ بدء استخدامها قبل 14 عامًا، ووفقًا "بي بي سي"، فكانت شركة بوينح احتفلت أخيرًا بأن طائرات 787 التابعة لها نقلت أكثر من مليار راكب، بعد تنفيذ أكثر من 5 ملايين رحلة.

ويمثل الحادث ضربة قوية للشركة الأمريكية، التي تواجه أصلًا تحديات تقنية وتساؤلات متكررة بشأن برامجها، خاصة بعد الحوادث المرتبطة بطائراتها من طراز 737، ويأتي هذا الحدث في وقت حساس بالنسبة للرئيس التنفيذي كيلي أورتبيرج، الذي يستعد للاحتفال بعامه الأول على رأس الشركة.