الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الجبناء فقط من يدفعون ديونهم".. عودة ماكدونالدز تشعل أزمة في روسيا

  • مشاركة :
post-title
مطاعم ماكدونالدز "المزيفة" في روسيا

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

حذّر الرئيس التنفيذي لسلسلة مطاعم روسية للوجبات السريعة مؤخرًا الرئيس فلاديمير بوتين من المخاطر التي تواجه شركته إذا مارست شركة "ماكدونالدز" الأمريكية -الشركة الأم السابقة لها- حقها في إعادة شرائها.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن رجل الأعمال أوليج بارويف مناشدته للرئيس الروسي: "إذا عادت العلامة التجارية، فستصبح أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالشركة أجنبية مجددًا، وستصبح جميع معدات المطابخ أجنبية أيضًا".

وأضاف: "سيتضح أن كل العمل الهائل الذي قام به زملاؤنا وشركاؤنا الروس قد ذهب سدىً إلى حد ما".

ووفق الصحيفة، طمأن بوتين بارويف في اجتماع فيديو عقده الكرملين، وقام بتهدئة غيره من المسؤولين التنفيذيين الذين شاركوا مخاوف مماثلة، وقال الرئيس إنه أمر الحكومة بالفعل بإيجاد حل لإلغاء بند إعادة الشراء المخيف.

وقال بوتين: تذكروا النكتة الشهيرة "الجبناء فقط هم من يدفعون ديونهم"؛ الأمر نفسه ينطبق هنا.

في الواقع، الفائزين في الاقتصاد الروسي الجديد لديهم مصلحة في إبقائه على هذا النحو، محلي وبلا شركات غربية تستحوذ على نسبة من الأرباح.

ونقلت "فايننشال تايمز" عن مسؤول روسي كبير سابق: "لقد تعلم الكثيرون كيفية جني الكثير من المال من كل هذا. وهذا دافع حقيقي للحفاظ على الوضع الراهن".

بدون الغرب

تلفت "فايننشال تايمز" إلى أن اجتماع الكرملين كان بمثابة استرضاء للشركات التي استحوذت على أعمال العلامات التجارية الغربية بعد أن أمر بوتين بالعملية العسكرية في أوكرانيا عام 2022.

من بين الشركات الخائفة "فكوسنو إي توشكا" التي أنشأها صاحب الامتياز السابق في "ماكدونالدز"، والذي اشترى عمليات الشركة الأمريكية عندما غادرت البلاد. وقد حصدت هذه العلامات التجارية البديلة فوائد طفرة الاستهلاك في بيئة أقل تنافسية. وهي الآن تكافح لضمان بقاء الأمر على هذا النحو.

وقبل وقت قصير من الاجتماع، قدم المشرعون الروس مشروع قانون من شأنه أن يسمح للشركات المحلية بانتهاك اتفاقيات إعادة الشراء مع الشركات الغربية التي تمت بعد الحرب إذا كان السعر المتفق عليه مسبقًا أقل من القيمة الحالية للأصل.

يشير التقرير إلى أنه، بحسب شخصين مطلعين، فإن القانون المقترح جاء نتيجة لضغوط مكثفة مارستها "فكوسنو إي توشكا"، التي أصبحت حاملة لواء هذه الموجة الجديدة من الشركات الروسية.

وتؤكد الصحيفة أن "رجال الأعمال الذين مارسوا الضغوط على بوتين في اجتماع الكرملين الأخير، والذين لا يعرفهم عامة الناس إلى حد كبير، هم جزء من طبقة جديدة ناشئة ازدهرت حتى في الوقت الذي أعاقت فيه الحرب أعمال كبار الأوليجارشيين في روسيا، الذين عزلتهم العقوبات عن الأصول والأسواق الغربية".

ونقلت عن الباحثة ألكسندرا بروكوبينكو: "هؤلاء تجار حرب وزعماء إحلال الواردات، وقد صعدوا مع التيار".

فرصة روسية

في قطاعات التجزئة والمطاعم والضيافة، كان خروج الشركات المتعددة الجنسيات بمثابة طفرة نمو للاعبين الروس الذين استولوا على الغنائم. وإذا كانت الطوابير الطويلة خارج أول فرع لماكدونالدز في موسكو عام 1990 ترمز إلى فجر الرأسمالية الروسية، فإن نجاح "فكوسنو إي توشكا" يمثل التوجه الذي أصبح يميز اقتصاد روسيا في زمن الحرب.

افتتح المطعم في اليوم الوطني لروسيا قبل ثلاث سنوات، وهي الخطوة التي قال بارويف لبوتين إن الشركة اتخذتها بناءً على اقتراح الكرملين. الآن، تخدم الشركة مليوني عميل يوميًا، كما زادت إيراداتها بنسبة 20% على أساس سنوي إلى 187 مليار روبل (2.4 مليار دولار) في عام 2024، مقارنة بـ 75 مليار روبل في عام 2021، وهو العام الأخير قبل الحرب.

وحقق قطاع السلع الاستهلاكية في روسيا نموا بنسبة 16% بين مارس 2024 ومارس 2025، مع إعلان بعض الشركات الفردية عن نمو أسرع في الإيرادات.

وجاء ازدهار الشركات الروسية الجديدة في أعقاب إعادة تشكيل الاقتصاد جذريًا بفعل الحرب. فمع دفع العقوبات الغربية روسيا إلى تقليل اعتمادها على الصادرات، غذّت الرواتب المرتفعة، مدفوعةً إلى حد كبير بزيادة أجور العسكريين واقتصاد الحرب، الطلب المحلي والاستهلاك الخاص.

كما قدمت الحكومة الروسية إعانات سخية للشركات التي تكافح من أجل التعامل مع العقوبات الغربية واستبدال الواردات من أوروبا والولايات المتحدة.

وفي الاجتماع مع بوتين، أعلنت شركات مثل "نيوروسوفت"، وهي شركة لتصنيع المعدات الطبية، ومصنع "كورسك" للمعدات الكهربائية، عن نمو في الإيرادات يتراوح بين 70% إلى 300%، وأشارت جميعها إلى أنها استفادت من برامج الدعم الحكومي.

وفي حين كانت الشركات الروسية تودع رؤوس أموالها في مناطق أكثر أمانا خارج البلاد -خاصة قبرص، الملاذ الآمن للشركات الروسية- يسعى العديد من أصحاب الأعمال بدلا من ذلك إلى إعادة الاستثمار في وطنهم.