كشفت الحكومة اليابانية عن أرقام صادمة حول عدد الأشخاص المصابين بالخرف بسبب مرض الزهايمر، والذين اختفوا في ظروف غامضة، وعُثر على العشرات منهم لاحقًا ميتين، سواءً في الجبال أو الغابات أو الأنهار وحتى قنوات الري في الأراضي الزراعية خلال عام 2024، ودعت الأهالي إلى استخدام الـ GPS لسرعة العثور عليهم أحياء.
ويُعدّ داء الزهايمر السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخرف لدى كبار السن، حيث يصيب صاحبه بمجموعة من الأعراض التي تؤثر على قدرات الذاكرة والقدرات الاجتماعية، ومع مرور الوقت يؤدي الزهايمر إلى فقدان الذاكرة بشكل خطير ويؤثر في قدرة الشخص على أداء المهام اليومية.
تأخر الإبلاغ
ووفقًا للوكالة اليابانية للإحصاءات الوطنية، اختفى أكثر من 18 ألف مسن ياباني مصاب بالزهايمر أو يُشتبه في إصابتهم بالخرف، حيث تم العثور على معظمهم في غضون أسبوع من تقديم بلاغات عن الأشخاص المفقودين، بينما تعرض آخرون لمآسٍ بسبب تأخر الإبلاغ عن الاختفاء.
وخلال عام 2024، بحسب صحيفة اليابان تايمز، بلغ عدد الأشخاص المصابين بالخرف في اليابان الذين تم العثور عليهم ميتين بعد اختفائهم 491 شخصًا، منهم 382 جثة، أي ما نسبته 77.8%، عُثر عليهم ضمن نطاق 5 كيلومترات من أماكن اختفائهم، بينما عُثر على حوالي نصف هذه الجثث ضمن نطاق كيلومتر واحد.
أماكن شائعة
وتبيّن أن أكثر الأماكن شيوعًا لوفاة مرضى الخرف هي الأنهار أو بالقرب منها، وبلغ عددهم 115 شخصًا، تليها قنوات الري والمزاريب بواقع 79 شخصًا، ثم الجبال والغابات بواقع 71، حيث شكّلت هذه المواقع 54% من إجمالي الوفيات، مشيرين إلى أن الكثيرين يُعتقد أنهم غرقوا أو لقوا حتفهم بعد سقوطهم.
وأشارت البيانات أيضًا إلى أنه في 111 حالة، تم إنقاذ المسنين الذين تم إعلانهم في عداد المفقودين لاحقًا، مرجعين الفضل في ذلك إلى نظام تحديد المواقع العالمي(GPS) أو أجهزة التتبع الأخرى المثبتة على ملابسهم، والتي قام أقاربهم بوضعها عليهم استعدادًا لأي حادث اختفاء متوقّع.
الاكتشاف المبكر
وسقط بعض هؤلاء المسنين المصابين بالزهايمر في الجبال أو سافروا إلى المحافظات المجاورة بالقطار، وهو وضع كان من الصعب اكتشافه مبكرًا بدون أجهزة تحديد المواقع العالمية (GPS)، بحسب الهيئة اليابانية لحماية الطبيعة، والتي تشارك مع السلطات المحلية في عمليات البحث عنهم.
وأكدت السُلطات أن الاستجابة السريعة تؤدي إلى عمليات إنقاذ آمنة، داعية الأهالي الذين لديهم أشخاص مصابون بالزهايمر أو الخرف، إلى استخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أو غيره من الأجهزة، حيث تقوم بعض البلديات بإقراضها مجانًا.
حول العالم
ويُقدّر المصابون بداء الزهايمر بنسبة تتراوح بين 60% و70% من بين أكثر من 55 مليون شخص تقريبًا من المصابين بالخرف في العالم، وبحسب العلماء لا يوجد علاج لداء الزهايمر حاليًا، وفي المراحل المتقدمة، يؤدي فشل وظائف الدماغ إلى الإصابة بالجفاف أو سوء التغذية أو العدوى، ويمكن أن تؤدي هذه المضاعفات إلى الوفاة.