الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دراسة صادمة: الخرف يصيب الأذكياء أكثر من غيرهم

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

كشفت دراسة أن الخرف يودي بحياة الأشخاص الأكثر ذكاءً مقارنة بغيرهم، في ظاهرة أطلق عليها العلماء اسم "نموذج الاحتياطي المعرفي".

والاحتياطي المعرفي للشخص هو قدرة دماغه على التأقلم والاستمرار في العمل، بما في ذلك في مواجهة أمراض مثل الخرف والزهايمر، ويمكن تعزيزه من خلال التعلم والتحفيز العقلي مثل التعليم وحل الألغاز الدماغية.

ووفقًا لأكبر دراسة من نوعها، فإن الأشخاص الذين يقضون سنوات أطول في المدرسة أو التعليم من المرجّح أن تتدهور حالتهم بسبب المرض العصبي التنكسي بشكل أسرع.

البحث وجد أنه من المفارقات أن هؤلاء المرضى يتدهورون بشكل أسرع بعد تشخيصهم، إذ أشارت الدراسة المنشورة في المجلة الطبية البريطانية، والتي حللت 261 دراسة بما في ذلك 36 دراسة تتعلق بالتحصيل التعليمي، إلى أن متوسط ​​العمر المتوقع بعد تشخيص الخرف انخفض لكل سنة إضافية من التعليم تلقاها الشخص.

كان متوسط ​​وقت البقاء على قيد الحياة 10.5 سنة، لكن العلماء حسبوا أنه لكل سنة إضافية من الدراسة التي خضع لها الشخص، عاش لمدة 0.2 سنة أقل - أي ما يعادل نحو شهرين ونصف الشهر، حسبما أوردت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.

وهذا يعني أن الشخص الذي أنهى درجة جامعية في سن 21 عامًا سيعيش لمدة عام أقل من الشخص الذي ترك المدرسة بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة.

ويعتقد الخبراء أن السبب في ذلك هو أن الأشخاص ذوي الذكاء العالي أكثر قدرة على الصمود في مواجهة التدهور المعرفي، وقادرون على العمل لفترة أطول دون ظهور علامات أو أعراض المرض.

وهذا يعني غالبًا أنهم مصابون بالخرف في مرحلة أكثر تقدمًا، ما يجعل علاجه أو إبطائه أكثر صعوبة. ونتيجة لذلك، من المرجّح أن يعيشوا سنوات أقل مقارنة بأولئك الذين تم تشخيصهم في وقت سابق.

وقال مؤلفون من المركز الطبي لجامعة إيراسموس في روتردام بهولندا: "يفترض هذا النموذج أن الأشخاص الحاصلين على تعليم عالٍ أكثر قدرة على الصمود في مواجهة إصابات الدماغ قبل التدهور الوظيفي".

وأضافوا: "ومع ذلك، بمجرد استنفاد هذا الاحتياطي وتشخيص الخرف، يكون هؤلاء الأشخاص بالفعل في مرحلة أكثر تقدمًا من المرض الأساسي وسيكون التقدم السريري أسرع".

وكشفت الدراسة أيضًا، عن تأثير تشخيص الخرف على متوسط ​​العمر المتوقع حسب الجنس في أحد أكبر التحليلات التي أجريت على الإطلاق.

ووجدت أن الرجال عاشوا في المتوسط ​​5.7 عام عندما تم تشخيصهم في سن 65 عامًا، و2.2 عام عندما تم تشخيصهم في سن 85 عامًا. وتراوحت الأرقام من 8.0 إلى 4.5 عام على التوالي بالنسبة للنساء.

كذلك وجدت أيضًا أن البقاء على قيد الحياة كان أطول بين السكان الآسيويين مقارنة بالمجموعات العرقية الأخرى، وبين الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر مقارنة بأشكال أخرى من الخرف.

يعد مرض الخرف السبب الرئيسي للوفاة في المملكة المتحدة ويحدث بسبب تكتل بعض البروتينات في الدماغ وهناك أنواع مختلفة بأعراض وتأثير ومعدلات تدهور مختلفة.

وعلى الرغم من نتائج المجلة الطبية البريطانية، فقد وجدت الأبحاث أن كلما زاد مستوى التعليم لدى الشخص، قل احتمال تشخيصه بالخرف على الإطلاق.

وتشجع مؤسسة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة، الأشخاص على الحفاظ على النشاط الذهني طوال الحياة لتعزيز صحة أدمغتهم.

وقالت المؤسسة: "إن تحدي أدمغتنا بانتظام والبقاء نشطين ذهنيًا يمكن أن يساعد في حماية صحتها مع تقدمنا ​​في السن، ما يقلل من خطر الإصابة بمشكلات الذاكرة والتفكير والخرف".