الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم ارتفاع صادراتها.. إنهاء الاعتماد على الأسلحة الأمريكية حلم بعيد المنال لإسرائيل

  • مشاركة :
post-title
سلاح "ثاد" الأمريكي الصنع مُنح لإسرائيل بعد 7 أكتوبر 2023

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

وقّع المنتجون الإسرائيليون عقودًا لتصدير أسلحة بقيمة تقارب 14.8 مليار دولار العام الماضي، بزيادة عن الرقم المُحقق العام السابق البالغ 13 مليار دولار، وفقًا لبيانات رسمية جديدة من إسرائيل.

وحتى مع شحنها الأسلحة إلى الخارج، تلقت إسرائيل أيضًا ما لا يقل عن 17.9 مليار دولار كمساعدات عسكرية، بما في ذلك أسلحة، من الولايات المتحدة خلال الـ12 شهرًا التي تلت هجوم 7 أكتوبر 2023.

وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإنه بالمقارنة مع مبيعات الأسلحة الأمريكية للخارج -التي بلغت ما لا يقل عن 200 مليار دولار في السنة المالية التي انتهت في سبتمبر- تُعد صادرات إسرائيل ضئيلة.

وشكَّك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إستراتيجية جيش الاحتلال في غزة، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إطلاق تصريحات مفادها أنه "سيتعين على إسرائيل التوقف عن الاعتماد على المساعدات الأمنية الأمريكية".

ازداد قلق القادة الأوروبيين أيضًا إزاء الحرب على غزة، والتي قد تُهدد مبيعات إسرائيل، ويوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية إلغاء صفقة بقيمة 325 مليون دولار لشراء صواريخ مضادة للدبابات من إنتاج شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، المملوكة للحكومة الإسرائيلية، في إطار منع الاعتماد على التصنيع العسكري لدولة الاحتلال.

ويتوقع الخبراء أن تمر سنوات قبل أن تتمكن إسرائيل من إنهاء اعتمادها على الأسلحة الأمريكية، مع التشكيك في إمكانية حدث ذلك أصلًا.

في الأشهر التي تلت هجمات 7 أكتوبر، أرسلت الولايات المتحدة إلى إسرائيل أنظمة دفاع جوي، وذخائر دقيقة التوجيه، وقذائف مدفعية، وقذائف دبابات، وأسلحة صغيرة، وصواريخ "هيلفاير" التي تستخدمها الطائرات بدون طيار، وصواريخ كتفية أحادية الاستخدام.

في فبراير، تجاوز ترامب موافقة الكونجرس لتسريع مبيعات أسلحة بقيمة تزيد على 12 مليار دولار إلى إسرائيل على مدى العقد المقبل، بما في ذلك قنابل وزنها 2000 رطل كانت إدارة بايدن حجبتها بسبب مخاوف من أنها ستقتل المدنيين عشوائيًا في غزة.

صرحت وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن 48% من المبيعات الخارجية خلال العام الماضي كانت تشمل صواريخ وقذائف صاروخية وأنظمة دفاع جوي، ولم تُفصّل بيانات إسرائيل صفقات محددة، ولم يتضح سبب بيعها لبعض أنواع الأسلحة التي تحتاجها الآن لمحاربة حركة حماس.

وقال زين حسين، الباحث في عمليات نقل الأسلحة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إن "إسرائيل اعتمدت بشكل كبير على المساعدات العسكرية الأمريكية"، مضيفًا: "ساعد ذلك في تخفيف العبء عن صناعة الأسلحة الإسرائيلية".

خبراء آخرون أشاروا إلى أن بعض الأسلحة التي يستغرق إنتاجها سنوات لن تكون متاحة لإسرائيل على الفور، وأنه من غير الحكمة على المدى الطويل التراجع عن المبيعات الخارجية، ما قد يُعرّض العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية للخطر.

بالإضافة إلى ذلك، قال برادلي بومان، الخبير العسكري في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إن "بعض الأسلحة التي باعتها إسرائيل على الأقل قد تحتوي على خصائص مختلفة عن تلك التي يستخدمها جيش الاحتلال".

في المقابلات، قال مسؤولون إسرائيليون إنهم قرروا بعد حرب الخمسين يومًا مع حماس عام 2014 إبقاء خطوط تجميع الأسلحة في حركة بطيئة ولكن مستمرة؛ حتى تتمكن من تكثيف الإنتاج بسرعة عند الضرورة.

ومع ذلك، يبدو أن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ عام 2023 استنزف مخزوناته من بعض دفاعاته الأكثر احتياجًا، حسب الصحيفة.

وخلص محللون في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري، ومقره كاليفورنيا، إلى أن إسرائيل نفدت منها أنظمة اعتراض الصواريخ في أكتوبر الماضي، عندما سقط ما لا يقل عن 30 صاروخًا باليستيًا إيرانيًا دون عوائق في الجزء الجنوبي من البلاد.

وفي غضون أيام، أرسلت الولايات المتحدة أحد أنظمة الدفاع الجوي المتطورة "ثاد" إلى إسرائيل، ومع ذلك واصل المنتجون الإسرائيليون مبيعاتهم من أنظمة الدفاع الجوي إلى أوروبا بوتيرة سريعة.